قلوبنا مع الحرمين
أطمأنت قلوبنا وأثلجها ذلك البيان الذى بثته وكالة الأنباء السعودية والذى نص على رفض المملكة العربية السعودية لأى تهديدات أو أى نوع من انواع الإبتزاز السياسي او الإقتصادى ورفضها القاطع لاى عقوبات او التلويح بها، كما توعد البيان برد المملكة على أى عقوبات بإتخاذها إجراءا مماثلا، بل واشد إيلاما لكل من تسول له نفسه تهديد أمن المملكة وإستقرارها بأى شكل من الأشكال أو وسيلة من الوسائل وذلك بإدعاء إرتكابها جريمة مقتل الصحفى السعودى جمال خاشجقى.
إن إتهام السعودية بهذا الإ تهام الباطل والمفتقد لأبسط إجراءات التحرى والمبنى على مشهد كارتونى لمواطن سعودى أثناء دخوله وخروجه من سفارة بلاده وهو مشهد يتكرر آلاف المرات بكل سفارات العالم، فلا يعد دليلا قاطعا على إرتكاب جريمة مستوحاه من وحى خيال أجهزة مخابرات تتربص ببلاد الحرمين وحكامها شرا مستطيرا، ومن العجيب أن جريمة يتم إتهام دولة شقيقة بإرتكابها ضد أحد مواطنيها لم تظهر له جثة حتى الآن.
الدليل الوحيد الذى تسوقه حكومة اردوغان هو ذلك المواطن السعودى والذى توفى فى حادث مرورى منذ عامين وهو شرطى سعودى ويدعى « عبدالعزيز البلوى »و الذى أدعى تقرير الأتراك بأنه من قام بتنفيذ الجريمة ضد خاشقجى والذى زعم أردوغان انه كان ضمن وفد دبلوماسى وصل تركيا قبيل إختفاء جمال خاشقجى، بينما كذب محللون أتراك وخبراء ذلك الفيديو المنسوب للوفد وأكدوا انهم سياحا سعوديون وليسوا دبلوماسيون تابعين للسفارة السعودية.
هذا الأكاذيب الممنهجة التى يسوقها أردوغان ويروج لها إعلامه الفاشل بالترويج لما يسميه كذبا وزورا ب «كتيبة الإعدام » لتوريط بلاد الحرمين والزج بها لتكون لقمة سائغة فى أفواه أعداء الإسلام وعملاء الصهاينة لن تنجح وسيرتد سهما الملوث بأطماعه فى نفط وثروات المملكة الى نحورهم، وسيكشف التاريخ زيف ما ادعوا وبهتان ما قالوا.
إن إستهداف السعودية وبلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحى ومقام النبى الكريم هو إستهداف للإسلام والمسلمين جميعا، وليس الهدف منه مجرد التعاطف مع مواطن سعودى أختفى فى ظروف غامضة لمجرد أنه معارض للحكومة السعودية، فحينما عجزت الماسونية العالمية عن تنفيذ خطتها الشيطانية لتفتيت بلاد المسلمين الى دويلات وكانتونات لحساب ربيبتها إسرائيل، من خلال محاولاتها البائسة تأليب الشعوب العربية الإسلامية على حكامها لجأت الى خطط جديدة لإثارة الفتن والرأى العام العالمى ضد بلادنا بتزييف الحقائق وإفتعال الازمات من خلال بث الأكاذيب والشائعات الممنهجة.
وما أدركه وأعلمه يقينا أن انظمة معادية للملكة وحكومتها تسعى من خلال إعلامها المحرض على الفرقة والعنف وتاليبها الشعوب المستقرة على حكوماتها بحجج واهية كالدفاع عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان وهى أبعد ماتكون عن كل ما تدعيه وتطالب به غيرها، وهذا مايؤكد لكل ذى عقل سليم وبما لا يدع مجالا للشك أنها انظمة عميلة لقوى معادية متربصة ببلاد العرب والمسلمين شرا.
إن دعم المملكة بكل أشكال الدعم النفسى والإقتصادى والسياسي والعسكرى الآن وفى هذا التوقيت الحرج من تاريخها والذى تتعرض فيه بلاد الحرمين لهجمة صهيوأمريكية شرسة وظالمة لنهب ثرواتها وإبتزازها ومحاولة تركيعها سياسيا وإقتصاديا لهو واجب دينى ووطنى، ويجب أن يكون لمنظمة المؤتمر الإسلامى والجامعة العربية وكل القوى الإسلامية حول العالم دور فعال وبارز ومؤثر فى الدفاع عنها وتوظيف كل أوراق واشكال الضغط للوقوف بجانبها حتى لا تنكسر إرادتها السياسية فى مواجهة الثور الأمريكى الهائح وحلفائه.