"لهذا بدعناه" و"بهذا بهتناه".. صراع سلفي جديد بين تلاميذ هشام البيلي وأنصار سعيد رسلان
صراع جديد بدأ مؤخرا بين صفوف التيار السلفي المصري وخاصة المحسوب على فكرة ومنهج الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي، حيث اشتعلت الحرب الكلامية مجددا بين أنصار محمد سعيد رسلان الداعية السلفي، وتلاميذ هشام البيلي الداعية السلفي الآخر.
"لهذا بدعناه"
بدأ هذا الصراع بعد أن نشر حسين مطاوع، الداعية السلفي البارز المحسوب على تلاميذ محمد سعيد رسلان، مقالا بعنوان "لهذا بدعناه" مهاجما هشام البيلي الذي يشن هجوما مستمرا على رسلان زاعما وجود مخالفات عقدية في منهجه.
وقال مطاوع نصا في مقاله: هشام بن فؤاد البيلي ذلك الرجل الذي ظهر فجأة قبل ثورات الربيع الماسوني مباشرة وجاءت معه الفتن والفرقة في صفوف السلفيين، فبعد أن كان يعمل في المملكة العربية السعودية قرر العودة لمصر والاستقرار فيها والعمل بالدعوة، فتلقفته يد الحزبيين وصار واحدا منهم يحضر اجتماعاتهم ويظهر في قنواتهم حتى جاءت ثورة يناير المشئومة وحدث ما حدث في مصر حينها من انفلات أمني وفوضى فطلب منه صاحب القناة التي كان يظهر على شاشتها وقتها ( محمد حسان) أن يبارك الثورة ويحرض الشباب على عدم مغادرة الميدان ( وهذا ما قاله البيلي بنفسه) فرفض أن يفعل ما أمره به حسان فكان الرد من حسان طرده من القناة.
وأضاف: فبدأ يظهر المنهج السلفي ويتبرأ من الثورات ويتكلم وقتها بكلام السلف في تحريمها ويقيم الدروس في كل مكان للتحذير من شيوخ الحزبية، وبدأ في الكلام عن أيقونة التكفير في هذا العصر سيد قطب في معقل من معاقل الحزبية في مصر ( مسجد التوحيد بالمنصورة) والذي يعد المقر الرئيسي للداعية الحزبي محمد حسان فكيف حدث هذا وهل رضي حسان بذلك؟!.
وتابع مطاوع حديثه: الحقيقة أن البيلي وقتها لم يكن سوى قنطرة استخدمتها إدارة مسجد التوحيد للنكاية في محمد حسان الذي كان على خلاف معهم وقتها ثم بعد زوال الخلاف وعودة المياة لمجاريها بين حسان وإدارة المسجد تم إرجاع البيلي إلى حيث كان ثم بدأ يتقرب للسلفيين أكثر وبدأ طلاب الحويني والعدوي وحسان يتركونهم ويذهبون له فقد وجدوا فيه مشايخهم ولكن بنكهة سلفية حينها أحسن السلفيون فيه الظن وقالوا لعل الله ينفع به ويكون عونا لمشايخنا في دعوتهم ويسد بابا من أبواب الهجوم على الدعوة فإذا به باب شر كبير على هذه الدعوة، فكيف ذلك والرجل يظهر المنهج السلفي ؟!.
ووجه الداعية السلفي البارز عدة اتهامات للبيلي منها الطعن في محمد سعيد رسلان ونجله عبد الله واتهامهما بالسرقة، هذا بجانب اتهامه الجيش المصري بالخروج على الحاكم الشرعي بعد ثورة 30 يونيو المجيدة، ثم هجومه على الشيخ الألباني أحد رموز السلفي في العالم بأسره، وأخيرا دعوته للخروج على الجيش إذا خالف شرع الله بعد كلمته "نحن مع جيشنا ما كان مع شرعنا".
"بهذا بهتناه"
لم يسكت تلاميذ البيلي عن هذا المقال، فقام محمد عبد الحي " أبو جويرية" بنشر مقال هو الآخر بعنوان "بهذا بهتناه" للرد على ما قاله حسين مطاوع، حيث قال: استمرارا لتلك الحملة الرسلانية الكاذبة، لتشويه صورة فضيلة الشيخ هشام بن فؤاد البيلي فقد قرأت مقالا لأحد المتلونين – وهو الكذَّاب المخادع المسمى بـحسين مطاوع، فأما كون الشيخ كان يعمل في المملكة العربية السعودية فهذا حق أراد به الكذوب أن يوهم الناس أن الشيخ كان في المملكة للعمل فقط، وتجاهل الكذوب ما يهم القارئ من كون الشيخ كان في هذه الفترة من 1412هـ إلى1424هـ ملازما لحلق العلماء الكبار كالإمام ابن باز (إلى وفاته)، والعلامة صالح الفوزان، والعلامة صالح الأطرم وغيرهم، ولمدة اثنتا عشرة سنة قضاها في طلب العلم متنقلا بين هؤلاء العلماء.
وأضاف: وأما قوله بأن البيلي ظهر فجأة قبل ثورات الربيع الماسوني مباشر فهل يضر الشيخ جهل أمثالك به وبدعوته التي استأنفها بعد عودته من المملكة في عام 1424هـ بشرح كتاب السنة للبربهاري وغيره من الكتب السلفية التي أرقت حزبيي الاسكندرية في وقتها، وهذا تاريخ ربما لا يعرفه الكثيرين عن الشيخ ربما نعرضه فيما بعد ثم في عام 1427 كان ظهور الشيخ في القنوات الفضائية مع من كان يحسن الظن فيهم بناءً على ما ظهر له من دعوتهم، وأنها دعوة للكتاب والسنة دون تحزب، ولا خروج، ولا تظاهرات، كحسان، والحويني، ووحيد بالي، والعدوي، وغيرهم ممن أظهرت الأحداث بجلاء حقيقتهم فتركهم الشيخ وتبرأ منهم.
أما بشأن حرب البيلي على عبد الله نجل سعيد رسلان، فقد اعترف عبد الحي بهذا الأمر مشيرا إلى أن السبب هو السرقات العلمية له التي وصلت إلى ما يقرب من 5 كتب، وكذلك اعترف بتركيز شيخه بالحرب على محمد سعيد رسلان قائلا: "أخطاء رسلان اكتشفها الشيطان الرجيم منذ عشرين سنة، ولما عُرضِت على أصول أهل السنة وجد أنها انتقادات بحق، وهي منشورة ولم يرجع عنها، فما الواجب على من يدَّعون أنهم يعظمون الشريعة، أليس الواجب علينا التحذير من تلك الأخطاء، أم نسكت عنها لأن الشيطان هو من أظهرها وهي بخلاف الحق في ذاتها".
وأكد الداعية السلفي أن شيخه "البيلي" لم يؤيد رئيس الإخوان كما زعم بل أكد أنه أصبح محكوما عليه وليس حاكما، وأن الرئيس عدلي منصور هو الرئيس الشرعي للبلاد.
واختتم محمد عبد الحي مقاله متحدثا عن مقولة البيلي الشهيرة "نحن مع جيشنا ما كان مع شرعنا" والتي وصفها مطاوع في مقاله بالكلمة الخبيثة التي تحث على الخروج على الجيش، قائلا: البيلي أوضح مقصده حيث قال "نحن مع جيشنا ما كان مع شرعنا" يعني فيما وافقَ الشرع، فإن خالف الشرع في ذلك فإننا لا نوافقه في المخالفة، ومع ذلك لا ننزع يدًا من طاعة.