ولاية الفقيه فى مرمى المزايدات.. من وراء تنفيذ حادث العرض العسكري بالأحواز؟
مِن سَعد "الفقيه" أن تأتيه جنازتان في يوم واحد.. مثل مصري ينطبق عكسيا على حادث الهجوم على منصة العرض العسكري الإيراني في مدينة الأحواز جنوب غرب البلاد صباح اليوم السبت بعد إعلان فصيلين تبنيهما للحادث.
فبعد أقل من ساعتين من وقوع الحادث، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن هناك أيادى أجنبية وراء تمويله، وألمحت مصادر حكومية مسئولة في إيران إلى وجود أصابع دولتين خليجيتين وراء دعم المنفذين دون الكشف عن أي معلومات حول هذه الاتهامات.
ولم تكد هذه التصريحات تتناقها وسائل الإعلام، حتى فاجأت الحركة الأحوازية الشعبية الديمقراطية الجميع بالإعلان عن الحادث وأضافت: "أوقعت المقاومة الأحوازية الباسلة أكثر من ثلاثين قتيلا وجريحا في صفوف الجيش والحرس عندما كانوا يقيمون عرضا عسكريا في شارع قدس في حي لشكر، شديد الحراسة، حیث هرب الجنود إلى داخل معسكر ٩٢.
وأوضحت الحركة في بيانها أن بين الضحايا عددًا من الجنرالات والقادة.
ثم كانت المفاجأة الأكبر، التي جاءت بعد إعلان الحركة الأحوازية عن الحادث بساعات قليلة، ما أعلنته وكالة "أعماق" الناطقة بلسان تنظيم داعش الإرهابي على لسان مسئول أمني لم تسمه أن التنظيم هو منفذ الحادث، وقالت الوكالة "إن انغماسيين من التنظيم الإرهابي هاجموا تجمعا للقوات الإيرانية في مدينة الأحواز جنوب إيران اثناء تواجد الرئيس الإيراني لحضور عرض عسكري".
ولم يذكر التنظيم أي تفاصيل أخرى عن الحادث أو كيفية تنفيذه، ولم تصدر الحركة أو التنظيم إلى وقت كتابة هذه السطور أي تسجيل فيديو عن الواقعة.
ويطرح التنازع بين الحركة الأحوازية وتنظيم داعش، والتحليل الأولي الرسمي الإيراني للهجوم عدة تساؤلات، يجيب عنها توقيت إقامة العرض، ومكانه، ومناسبته، والظروف السياسية.
التوقيت:
المكان:
مدينة الأحواز عاصمة الإقليم المشتعل بالانتفاضات والحركات الانفصالية التي تنادي باستقلاله عن "الاحتلال الإيراني" باعتباره إقليما مستقلا احتلته إيران في الأربعينيات من القرن الماضي، وهناك بالفعل امتداد لهذه الحركات في دول أوروبية تستعطف العالم من أجل حصول الأحوازيين على حقوقهم.
المناسبة:
الظرف السياسي:
تتضافر كل هذه العوامل لتعطي مسوغا لأطراف عديدة من الداخل والخارج الإيراني لاستهداف حدث في هذا المستوى، خاصة في ظل العلاقات العدائية بين طهران وهذه الأطراف وفتحها الكثير من الجبهات الخارجية في سوريا والعراق واليمن وغيرها ومحاولتها عمل القمر وليس الهلال الفارسي في الشرق الأوسط.
داعش والأحواز ومحاولات إثبات القوة
وفي ظل هذه العوامل يحاول تنظيم داعش الإرهابي إثبات قوته وأنه قادر على تنفيذ عمليات حتى في داخل إيران ردا علي الميليشيات المسلحة المدعومة من طهران في مناطق النزاع بالعراق والشام، ليكتسب بذلك التنظيم نوعا من ثقة اتباعه في أنه مازال قادرا على التواجد رغم خسائره الكبيرة التي أفقدته 90% من الأرضي التي كان يسيطر عليها في العراق والشام.
أما الحركة الأحوازية التي تحاول أن تظهر غالبا في شكل حركة سلمية من خلال شبكة علاقاتها الخارجية، ربما كان لها رأي آخر في الإعلان عن تبنيها هذا الحادث الذي لا شك يمثل كارثة على طهران.