عماد أبو هاشم يجدد الهجوم على "معصوم مرزوق" في مقال جديد
جدد المستشار عماد أبو هاشم، المؤيد السابق للإخوان، هجومه على السفير معصوم مرزوق في مقال جديد له بعنوان "مبادرة معصوم مؤامرةٌ إخوانية... قرائن وبراهين (3)".
وقال مرزوق في مقاله المطول عن مرزوق: سيكولوجية الإغواء التي تناقلتها المدارس السرية للكهنوت الدينىِّ عبر العصور والأزمان ترتكز ـ في المقام الأول ـ على تَصَيُّدِ الفرائس بطريقةٍ انتقائيةٍ تستقطب ذوى الميول الدينية الجارفة بغية الاستفادة من وافر طاقاتهم الإيمانية الغريزية الهائلة عن طريق الانحراف بها عن جادة الربوبية الخالصة إلى مستنقع الدنيوية النفعية المتسترة بالدين لتحقيق الأهداف والغايات الشيطانية التي يسعى الكهنوت إلى إنجازها، وحَسْبُ الكهنة انحرافًا بنفوس ضحاياهم إلى مسالك الشر والضلال أن يمارسوا بعضًا من فنون الإغواء الدينىِّ الاستعراضىِّ يسحرون به أعين الناس ليُصدِّقوا أنهم وكلاء العناية الإلهية المفوَّضون من الله لتطهيرالبشرية من آثامها وتخليصها من معاناتها وأنهم البوابة التي تعرج إلى السماء ـ من خلالها ـ الأعمال والعبادات.
وأضاف: شيئًا فشيئًا ـ تحت وطأة الأثر المخدر لأفيون المعبد الكهنوتىِّ ـ يترنح المريدون في سكرتهم ويتدحرجون كالكرة في أرجل الكهنة إلى أن يسقطوا في هوة التصديق المطلق لكامل التعاليم التجاوزية للكهنوت، هذه التعاليم الغيبية الماورائية يعمد الكهنة إلى توزيعها على المريدين ـ تدريجيًّا ـ فى جرعاتٍ تصاعديةٍ تصل بهم إلى نشوةٍ كاذبةٍ يُسهم اللاوعىُ الجمعىُّ لأخوية المحفل في تحفيزها وإزكاء نارها حتى تصبح إدمانًا لا يطيقون الإقلاع عن لذته الخادعة، عندئذٍ يصبح هؤلاء مطالبَين بسداد فاتورة النشوة التي كانت توهب لهم مجانًا وثمن اللذة التي كانوا يغترفونها دون مقابلٍ وإلا قوبل امتناعهم بالإقصاء عن المحفل والحرمان من لذة النشوة التي أدمنوها، فيبادر كل مريدٍ إلى الامتثال إلى تنفيذ الأوامر والتعليمات التي تتنزل من الكهنة إليه ـ أيًا ما كانت ـ ثمنًا يدفعه للحفاظ على مكانته التي تدرج إليها في كهنوت اللذة والنشوة الذى يعتبره معراج الأعمال والعبادات وبوابة السماء إلى الله.
وتابع المستشار عماد أبو هاشم مقاله قائلا: لقد درجت أخوية البنا المعروفة شعبيًّا بالإخوان المسلمين ـ قرابة قرنٍ من الزمان ـ على استخدام شتى فنون سحر الإغواء الدينىِّ السفلىِّ والعلوىِّ للترويج لأفيونتها المخدرة بغية جذب المصريين إلى معبدها القرمزىِّ وتعميدهم فيه وفقًا للطريقة السالف بيانها، إلا أنها فشلت ذريع الفشل في استقطاب الكتلة الشعبية الكافية لإنفاذ مخططاتها الماورائية الغيبية بسبب ارتفاع معدلات الوعىِّ الغريزىِّ بين أبناء الشعب المصرىِّ العظيم.
واستطرد في حديثه: أدرك المصريون ـ بالبداهة والحَدَسِ ـ الطريق المعوج الذى تسلكه أخوية البنا متذرعةً إلى مراميها المُمْلاة عليها من الخارج بستائر دخان الإصلاح الدينىِّ المزعوم، فانفضوا عنها إلا من نفرٍ قليلٍ تمكنوا بدعمٍ خارجىٍّ من التسلل الناعم البطىء إلى قلوب الناس ـ تحايلًا ـ من بوابة الدين المتسامحة ليرتقوا على أكتافهم إلى سدة الحكم برهةً من الزمن، حتى إذا ما استفاق الناس على هول المؤامرة التي أوقِعُوا في شراكها التي حيكت لهم مموهةً بآياتٍ من الذكر الحكيم جُن جنونهم وثارت ثورتهم فخرجت حشودهم الغاضبة في يونيه عام 2013 لتجبر شراذم الإخوان على الرحيل، واستطاع المصريون أن يهدموا أركان معبد كهنوت الإخوان الدينىِّ ثم وقفوا على أطلاله مانعين كهنته أن يعاودوا بناءه من جدبد، فتولى الكهنة جمع كيدهم وراحوا يستبدلون بحيلهم التقليدية فى الإغواء الدينىِّ حِيلًا مبتكرةً للإغواء السياسىِّ تقوم على الاستثارة الحسية للنزعات الوطنية والقومية ببث ضلالاتٍ وأباطيل يتخلف عنها أفعالٌ منعكسةٌ شَرطيةٌ تعادل في مفعولها الأثر التدميرىَّ لممارسة الإغواء الدينىِّ الكهنوتىِّ ؛ ذلك أنهم يدركون ـ تمامًا ـ مدى تشبث المصريين التاريخىّ بانتمائهم الوطنىِّ والقومىِّ على نحوٍ لا يقل ـ فى النوع والدرجة ـ عن نزعتهم الدينية القوية.
وواصل عماد أبو هاشم مقاله قائلا: توقع كهنة الإخوان أنهم إنْ تمكنوا من بلوغ الكتلة الحرجة للغضب المُستثار في نفوس الجماهير باستفزاز النزعات الوطنية والقومية لديهم أن يكون باستطاعة سحرتهم أنْ يُسَخِّروا فنون الإغواء التي ألِفوا استخدامها للانحراف بحصيلة الانبعاث الطاقوىِّ الحاصل جراء ذلك عن جادة المصلحة العامة للوطن لتسرىَ في المسالك والقنوات الخاصة بهم والتي تحقق المصالح الدنيا لمحفل أخويتهم فحسب، فإذا ما استتب لهم ـ لا قدَّر الله ـ ذلك المكر جاؤوا بقضهم وقضيضهم من كل حدبٍ ينسلون وهم يشهرون الأسلحة التي كانت بحوزتهم في رابعة، تلك الأسلحة التى ـ للآن ـ لم نقف على كَمِّها ونوعها ومصدرها وكيفية الحصول عليها وإمكانية زيادتها بجديدٍ غيرها، ولمَ لا وبنيانهم التنظيمىُّ مازال صلبًا متماسكًا مُفَعَّلَةً قنوات اتصاله نشطةً ـ في الخفاء ـ خلاياه مُمولةً ومدعومةً أنشطته الهدامة من قوى الظلام والشر ؟، وهكذا استبدل الإخوان ـ لحينٍ ـ بكهنوتهم الدينىِّ التقليدىِّ كهنوتًا سياسيًّا يراوغون به خِفيةً من وراء ستائر يحتجبون عن الأنظار بها، وكان أن اتخذوا من بعض الشخصيات المدنية غير المحسوبة على تيارهم الفكرىِّ ـ كالسفير معصوم مرزوق وغيره ـ مساحيق تجميلٍ يلطخون بها وجوههم لإخفاء هوية أفكارهم الهدامة التي باتوا يطلقونها من خلال الأبواق الجديدة التي استحدثوها ؛ إنهم يحاولون ـ بهذا التدليس المفضوح ـ أن يصطنعوا لأنفسهم البراهين التى تثبت أن الدعوات الهدامة التي يطلقونها ذات طابع شعبىٍّ واسعٍ تتبناها مختلف التيارات والاتجاهات الفكرية، فإذا ما انطلقت هذه الدعوات بألسنة غير المحسوبين عليهم استطاعوا أن يتوقوا استحكام نفور الناس الواسع من كهنوتهم المقيت كلما اشتموا رائحته في أمرٍ من الأمور.
واختتم المستشار الإخواني السابق، قائلا: بالطبع، لقد تفرس الإخوان شخصية السفير معصوم وقرؤوا فيها روح المغامرة لدى محارب الصاعقة القديم الذى كان يحمل روحه على كفيه في حرب أكتوبر المجيدة لا يهاب الموت أو شيئًا دونه، فاستغلوا معارضة تياره السياسىِّ للنظام الحاكم ورغبته في تغييرهذا النظام ليُوْعِزوا إليه أن يقفز بمظلته الخاصة على الساحة السياسية من خلال المبادرة الجنونية التي طرحها بغية قلب نظام الحكم بعمليةٍ انتحاريةٍ خاصةٍ تشبه تلك التي كان يُنَفِّذُها إبان خدمته العسكرية في سلاح الصاعقة مع الفارق في القياس، ولقد وجد الإخوان في شخصية السفير معصوم المُفعمَة بالحيوية والحماسة والنشاط وروح المغامرة الشخصية المثالية لتنفيذ مخطط كهنوتهم التخريبىِّ، ربما خالوا ـ بحسهم البليد ـ أن سجل الشرف العسكرىِّ للمحارب القديم سيسمح له أن ينقض غزله من بعد قوةٍ أنكاثًا أو أنه سيشفع له إن أضر بالمصالح العليا للوطن.