بعد ظهور «البغدادى والظواهري والجولاني».. هل يعود الدم إلى المشهد العالمي؟
دون إنذار مسبق أو خلافات جديدة بين التنظيمات أجبرتهم على الخروج، تحدث ثلاثي أضواء الإرهاب، لعناصرهم من خلال كلمات صوتية جديدة، يدعو كل واحد منهم فرقته إلى التمسك به والعودة إلى العمل الإرهابي مرة أخرى، والتماسك من أجل بناء تنظيمه في ظل الخسائر الذي شهدتها التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الماضية.
البداية كانت مع الإصدار الذي خرج به أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، بعد صمت دام نحو عام، انتقد كلا من روسيا والولايات المتحدة داعيا أنصاره إلى عدم الاستسلام، بعد الهزائم التي تلقاها التنظيم في كل من العراق وسوريا.
وعن الخسائر وسقوطه إمبراطورية تنظيمه، قال البغدادي: إن "ميزان النصر أو الهزيمة عند المجاهدين ليس مرهونا بمدينة أو بلدة سلبت (...) ومتى تخلوا عن دينهم وصبرهم وجهاد عدوهم ويقينهم بوعد خالقهم هزموا وذلوا".
وقبلها بساعات قليلة، خرج أبو محمد الجولاني القائد العام لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، ليتحدث عن عدة أكاذيب بقوله: إن "تحرير الشام هي الشوكة التي تحاول الدول إزالتها، لكن الأمر يصطدم بالرأي العام في الشمال".
وعن الخسائر الكبرى التي تلقاها التنظيم الإرهابي، وسقوطه، حاول الاستقواء بعدة فصائل "نمد أيدينا لبقية الفصائل العسكرية والفعاليات في إدلب"، معتبرًا أن "المصير واحد ويجب أن تقف كافة الأطراف في صف واحد".
وانحصرت "تحرير الشام" مؤخرًا في الدانا ومعبر باب الهوى وسرمدا وكفر دريان وباريشا وحارم وسلقين ودركوش وجسر الشغور، وصولًا إلى قاطع الساحل، بالإضافة إلى بعض المواقع في جبل الزاوية.
إلا أن بعد كلمة "البغدادي" بساعات قليلة، خرجت مؤسسة السحاب الناطقة باسم تنظيم القاعدة الإرهابي، بكلمة صوتية، لزعيمها أيمن الظواهري، ليبعث برسالة مصورة جديدة إلى المسلمين، بقوله "نحث المسلمين أينما كانوا على الانضمام للجهاد ضد الصليبيين المتوحشين".
وأثار الظهور المفاجئ للقادة الثلاثة الظواهري، البغدادي، الجولاني، الكثير من التساؤلات، فهل تحاول تلك التنظيمات العودة للمشهد من جديد، وانتزاع زمام المبادرة؟
ميدانيا تزامنت عودة زعماء الإرهاب الثلاثة، مع هجمات دموية لعناصر "داعش" في مدينة السويداء جنوب سوريا، وهجوم عنيف شنه مقاتلو التنظيم على اكبر قاعدة لقوات التحالف الدولي في البادية شرق محافظة ديرالزور، كما تبنى التنظيم هجوما وقع مؤخرا في ضاحية قرب باريس.
من جانبه توقع بشير عبد الفتاح الباحث في شئون الحركات المسلحة، وقوع عمليات إرهابية من قبل التنظيمات الثلاثة في الفترة المقبلة، تنفيذًا للدعوات التي ألقها التنظيمات الإرهابية، كما سيتم خلال الفترة المقبلة، ظهور أشخاص يدعون الانضمام إلى التنظيمات هذه التنظيمات المسلحة.
وقال عبد الفتاح في تصريح خاص، إن خطاب "قادة الإرهاب الثلاثة"، ما هو إلا محاولة منهم للسيطرة على الكيانات الداخلية للتنظيمات، في ظل الهزائم المتكررة التي يُمنَّى بها في المعارك التي خاضها في شتى بقاع الأرض.
فيما قالت أمل مختار، الباحثة في شئون الحركات المسلحة، إن "تحريضات زعماء الإرهاب لعناصرها داخل وخارج الدول المتواجدين فيها، وخاصة أوروبا، هدفها إحداث تأثيرات كبرى؛ ليعطي لعناصرهم دفعة قوية.
ولفتت في تصريحاتها إلى أن ظهور قادة التنظيمات الثلاثة المتواجدين في سوريا، هدفه إعلان أنهم مازالوا متواجدين في سوريا والعراق، رغم الهزائم.