قيادي بالجماعة الإسلامية: الأمن لا يجبر أحد على مراجعة أفكاره.. وأطالب الجماعة بالحفاظ على مبادرتها.. حوار
"كرم زهدي" هو من أطلق مبادرة وقف العنف من سجنه.. وخشى أن يتسبب الأمر في شرخ الجماعة الإسلامية
كدنا نتصالح مع الدولة في الثمانينات لولا خوفنا من غضب جماعة الجهاد.. وصدامنا مع الدولة خسرنا الكثير
دعوت الإخوان لمصالحة غير مشروطة مع الدولة.. واستمرار صدامهم سيكتب نهايتهم
الأمن لا يجبر أحد على مراجعة أفكاره.. وأطالب الجماعة الإسلامية بالحفاظ على مبادرتها
عاد الشيخ حمدي عبد الرحمن، القيادي التاريخي بالجماعة الإسلامية وأحد من خاض مراجعات وقف العنف في السجون عام 1997، إلى المشهد المصري مرة أخرى بعد أن أطلق مبادرة دعا فيها جماعة الإخوان الإرهابية للاعتراف بأخطائهم والدعوة إلى مصالحة غير مشروطة مع الدولة وإلا ستنتهي جماعتهم، الأمر الذي كان سببا في حملة هجوم شرسة على القيادي البارز بالجماعة من قبل أعضاء الإخوان الذين لم يكتفوا بالهجوم عليه بل هاجموا أيضا مبادرة وقف العنف التي كان من أوائل من قادها في السجون واتهموه بأن الأمن هو من حركه لخوض تلك المراجعات.
حمدي عبد الرحمن في حوار خاص لـ "أمان" تحدث عن ذكرياته مع مبادرة وقف العنف عام 1997، وقصة الخلافات بين الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد القديمة بسبب هذه المبادرة رغم مرور 21 عام عليها، وحقيقة مبادرته التي أطلقها ووجهها للإخوان.. فإلى نص الحوار:
دعنا نعود إلى بدايات مبادرة وقف العنف.. من أول من فكر في تلك المبادرة عام 1997؟
أول من فكر في المبادرة الشيخ كرم زهدي وكنت معه في نفس العنبر ثم إنضم لنا الشيخ علي الشريف ثم الشيخ فؤاد الدواليبي ثم الشيخ اسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الحالي ثم الشيخ ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي البارز ثم الشيخين عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة، وعصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الراحل.
وللحق الشيخ كرم أدار دفة المبادرة بحكمة وصبر على الأخوة المعارضين للمبادرة بشدة في البداية، وقال نصا "يجب أن نصبر عليهم حتي لا يحدث شرخ في صفوف الجماعة"، وبالفعل حافظ علي وحدة الصف وتتابع الأخوة في الموافقة عليها وساهموا في نجاحها.
من كان أكثر المتشجعين للمبادرة وأكثر المعارضين لها؟
أكثر المطالبين بالمبادرة هم من بدأوها والذين ذكرتهم في إجابة السؤال الأول وأكثر من عارضوها من انضموا إليها بعد ذلك تباعا كما ذكرت لك أيضا أي الشيخ عاصم عبد الماجد والشيخ عصام دربالة.
تهاجمكم الأن قيادات جماعات الجهاد القديمة بسبب المبادرة.. فما كان موقفهم منها في السابق؟
من كان أكثر المتشجعين للمبادرة وأكثر المعارضين لها؟
أكثر المطالبين بالمبادرة هم من بدأوها والذين ذكرتهم في إجابة السؤال الأول وأكثر من عارضوها من انضموا إليها بعد ذلك تباعا كما ذكرت لك أيضا أي الشيخ عاصم عبد الماجد والشيخ عصام دربالة.
تهاجمكم الأن قيادات جماعات الجهاد القديمة بسبب المبادرة.. فما كان موقفهم منها في السابق؟
كان يمكن للجماعة الإسلامية أن تعمل مصالحة مع النظام في بداية الثمانينات وكانت نتائجها ربما أفضل من المبادرة الأخيرة، ولكن كانت الجماعة تعمل حساب جماعة الجهاد والكلام الذي سيكثر عن التخوين والعمالة وترك الطريق، فصبرنا حتى عام 1997 لنطلق المبادرة من سجننا، وكان موقف إخوة الجهاد من المبادرة هو الترقب والمراقبة حتي تظهر النتائج ثم وافقوا عليها وانضموا لتبني ما قامت عليه وتم الإفراج عنهم بعد ذلك وأرجو أن تتوجه بهذا السؤال أيضا لهم لتعم الفائدة.
إذا الجماعة الإسلامية لم تتبنى العنف من بعد المبادرة.. فما تبريرك لدعوات العنف التي خرجت من بعض قيادات الجماعة بعد ثورة 30 يونيو؟
الجماعة نفسها لم تدعو بشكل رسمي أبدا للعنف ما بعد مبادرة 97، فقبل عزل محمد مرسي كانوا يدافعون عنه وكل ما دعوا إليه هو التحرك السلمي الموازي في مواجهة من خرجوا من الشعب ضد الدكتور مرسي، وقد كان المشهد مضطربا ومختلطا علي الجميع، ولا اظنهم دعوا إلى العنف أو إلى حمل السلاح مرة أخرى.
وأكبر دليل على ذلك أن الجماعة الإسلامية لم تستخدم العنف بعد وفاة الشيخ عصام دربالة في السجن وهو قائد الجماعة في ذلك الوقت ومع هذا لم يقموا أو يدعوا إلى أي عمل عنيف ضد الدولة كرد فعل .
ننتقل إلى نقطة أخرى في حوارنا.. ما قصة مبادرتك التي دعوت الإخوان إليها؟
باختصار دعوت الإخوان إلى التقدم بمصالحة غير مشروطة مع الدولة، ولا اعرف سبب هجومهم الشرس علي.
ولكنهم حملوا السلاح ضد الوطن؟
بشأن حملهم للسلاح فلست في موقع ولا مكانة تمكنني من الحكم علي ذلك وهل لو كان هناك من يحمل السلاح بتعليمات من القيادات أم هي مجموعات تتحرك بمفردها.
الدولة ترفض المصالحة مع تلك الجماعة وكذلك الإخوان أنفسهم فكيف ترى مستقبل عنادهم؟
العناد لن يفيد الإخوان في شئ، نحن ظللنا في العناد أكثر من خمسة عشر عاما وخسرنا، فالعناد معناه استمرار النزيف وهم ليس عندهم قدرة على تغيير الواقع، واستغرب ممن يعلل موقفهم الحالي بالثبات علي الحق، وهنا أسأل هؤلاء هل الدولة هتطلب منك تغيير دينك مثلا؟، هل الدولة هتطلب منك تغيير حرفا واحدا من القرآن ؟، هل الدولة هتطلب منك تحريم الحلال وتحليل الحرام ؟، لو طلبت منك الدولة أن تقول أن القرآن مخلوق كما طلب من الإمام أحمد لقلت لك أنا اثبت على الحق، أما أن يطلب منك ترك السياسية أو عدم السعي للحصول على الحكم أو مثل هذه الطلبات، فهي طلبات لا علاقة لها بالثبات علي الحق أو التخلى عنه، ومن هنا أقول يجب علي كل قائد أدخل جنوده في معركة غير محسوبة ووجد أن الإستمرار فيه مهلكة لجنوده وجب عليه الانسحاب منها وتقديم التنازلات التي تؤدي إلى الصلح ونجاة جنوده من الهلاك وإلا يقع في الإثم الشديد.
كيف ترى حملة هجوم "طارق عبد الحليم" منظر القاعدة ضد مبادرتك للإخوان؟
لم أقرأ ما قاله المنظر القاعدي المذكور ولم أسمع عنه من قبل وهذا ليس قدحا في شخصه ولكنه جهل مني.
ما رأيك في مراجعات شباب الإخوان في السجون؟
مراجعات الشباب في السجون هي نتيجة لتأخر القيادة في الأخذ بزمام المبادرة، وهي مراجعات بالطبع جيدة.
ولكن البعض يردد أنها مصنوعة أمنيا؟
ومن خلال تعامل الأمن مع مبادرتنا، اؤكد لك أن الأمن يريد أن تراجع نفسك بنفسك دون أي تدخل منه حتى تكون قناعاتك الجديدة حقيقية ولا تتراجع عنها بعد الخروج من السجن.
واجهتم الدولة كجماعة إسلامية في السابق فما كانت النتيجة ؟
الجماعة الإسلامية جربت المواجهة مع الدولة وكانت الجماعة أقوى من ذلك بكثير وأقوى من الإخوان الآن ولكنها خسرت كثيرا بتلك المواجهة ونحن لو لم نواجه الدولة في 81 كانت الجماعة تقدمت تقدما كبيرا في جميع المجالات ولكن قدر الله وما شاء فعل.
بماذا تنصح الشيخ أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الحالي في ظل وجود رغبة لدى البعض في الصدام مع الدولة؟
أنصح الشيخ أسامة حافظ بالمحافظة على المبادرة وعدم السماح لأي من قيادات الجماعة أو أفرادها بتخريب المبادرة وأن يستعمل الحزم في ذلك حتي لا تغرق السفينة بمن فيها.
كما أنصحه بالفصل التام بين الجماعة والحزب، وأقول له طالما أنك قبلت بالعمل الحزبي فيجب عليك أن تلعب السياسة بقواعدها، واختر كفاءات حتى لو من خارج الجماعة في كافة المجالات سياسية واقتصادية واجتماعية، وذلك من أجل النهوض بالحزب، كما أدعوه أيضا بفتح التواصل المباشر مع الدولة وأجهزتها لوضع الحزب في مساره السياسي السليم.
هل الحركة الإسلامية كلها تضررت بعد ثورة يناير؟
هل الحركة الإسلامية كلها تضررت بعد ثورة يناير؟
هو سؤال صعب من وجهة نظري والإجابة عليه أصعب منه ولكني أقول أن تفاعل الحركة الإسلامية عموما مع ثورة 25 يناير وما بعدها يحتاج إلى تقييم ومراجعة، على سبيل المثال هل كان يجب الإلتزام بما أعلن عنه من قبل جماعة الإخوان المسلمين بشأن عدم الترشح للحصول على الأغلبية في مجلس النواب؟، وهل كان يجب عدم ترشيح واحدا من الحركة الإسلامية لمنصب الرئاسة ؟، هل كان يجب احتواء مرسي لجميع التيارات الأخرى في البلاد ؟، ولماذا لم يعين حمدين صباحى أو عمرو موسي أو أبو الفتوح أو البرادعي في مناصب مهمة في الدولة؟.
آخيرا وبصفتك قيادي بالجماعة له ثقله في الحركة الإسلامية.. كيف يدافع الإسلام عن نفسه مما تفعله جماعات العنف المسلح مثل القاعدة وداعش؟
الإسلام كله يتعرض للظلم في العالم والإرهاب يلصق به وعندما تحدث أحداثا مماثلة من أي دين آخر لا تأخذ نفس الاهتمام أو التضخيم الإعلامي فداعش لا ندري من صنعها ومولها، وعموما نحن نحتاج إلى جهاز إعلامي ضخم وواعي لإظهار الصورة الحضارية للإسلام فنحن مخترعو الحضارة والذوق والرقي وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان والنبات والأنهار والأشجار أيضا.