باحث: الظهور الثالث لداعش أشد عنفا.. ويجب مواجهته فكريا لتقليل الخسائر
قال محمد كامل، الباحث في الحركات الإسلامية، إنه منذ ظهور تنظيم "داعش" في العراق في تجلياته الأولى، منذ توجه أبو مصعب الزرقاوي، وأبو حمزة المهاجر "أبوأيوب المصري"، مع ثُلة من عناصر تنظيم القاعدة إلى العراق، بعد أن أستأذنوا "أبو عبد الله أسامة بن لادن"، زعيم تنظيم القاعدة، لجهاد العدو البعيد "الولايات المتحدة الأمريكية"، التي احتلت العراق- تم تأسيس جماعة التوحيد والجهاد في العراق، التي وضعت ضمن أدبياتها الجهادية الجهاد ضد الشيعة إلى جوار الجهاد ضد الأمريكان في 2003م.
وأضاف كامل عن دعوي انتهاء التنظيم نهائيا من الساحة أن التطورت التي أعلنت عنها القاعدة ثم غيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ثم إعلان ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق، أدت إلي إعلان ما يسمى الخلافة.
وأشار إلى أن ما يسمي تنظيم داعش حدث له اختفاءان، الأول: بعد تراجع التنظيم الذي لم يمتد خارج العراق حتى ذلك الوقت، واختفى تماما، بعد ضربات الجيش الأمريكي والجيش العراقي والميليشيات الشيعية والصحوات السنية، ليعود بعد ذلك ويظهر بصورة أشد شراسة، على يد زعيمه الحالي "أبو بكر البغدادي".
والاختفاء الثاني، بعد ضربات التحالف الدولي المكون من ست وستين دولة، والذي ترأسه الولايات المتحدة الأمريكية، ليعاود الاختفاء في بلد المنشأ "العراق" وبلد الامتداد سوريا نتيجة ضربات التحالف.
وأضاف في تصريحات: "رغم وجود التنظيم إقليميا –في بعض الدول الإفريقية وبعض دول آسيا مثل أفغانستان- إلا أنه اختفى في بلدي المنشأ والامتداد، ومن المتوقع أن يعود قريبا، كما عاد من اختفائه الذي دام نحو ثلاث سنوات في العراق واقتصاره على العمليات النوعية في الفترة من 2008 حتى نهاية 2010م، كما أنه من المتوقع أن تكون عودته بشكل أشد شراسة ووحشية من وجوده في حالة التمكن قبل اختفائه".
وتابع: لا سيما أن الحرب على داعش أخذت شكل الحرب الأمنية والعسكرية، ولم ترتق الحرب الفكرية ضده إلى المواجهة المسلحة، وما زالت أفكاره باقية وتتنتشر وتأخذ تطورات أخرى أشد تطرفا وعنفا، مطالبا بضرورة المواجهة الفكرية لتجنب أو على الأقل لتقليل الخسائر الممكنة من الظهور الثالث لداعش بعد ظهور تأسيسه ثم اندحاره فيما بين 2008 و2010، وظهوره بعد ذلك الاندحار، لأنه في كل مرة يظهر فيها يظهر بصورة أشد عنفا.