لماذا يخشى الكونجرس من وضع الإخوان على "لائحة الإرهاب"؟
بعد عام ونصف العام من الحديث عن قانون يصنف جماعة الإخوان الإرهابية، خرجت لجنة الأمن القومي في الكونجرس الأمريكي، تقول إن جماعة الإخوان تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، وذكرت، خلال جلسة استماع، أن الجماعة تبنت الإرهاب نهجا لها.
وأوضح عضو اللجنة، رون ديسانتيس، الذي ترأس جلسة الاستماع، أن الإخوان هي "منظمة إسلامية مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة"، مضيفا أن بعض هذه الجماعات تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية.
وأشار النائب الجمهوري إلى أنه "من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل تهديدا جديا للأمن القومي للولايات المتحدة ومصالحها... هناك حاجة لبحث الطريقة المثلى لمواجهة هذا التهديد، لكن تجاهله ليس مقبولا".
بداية انقلاب الكونجرس الأمريكي كانت في يناير العام الماضي، ففى 24 فبراير 2016، وافقت اللجنة القضائية بالكونجرس الأمريكى على مشروع قانون يصنف الإخوان جماعة إرهابية، ووفقا لقوانين مجلس النواب الأمريكى، فإن القانون تتم مناقشته على اللجنة العامة بالكونجرس خلال شهرين على الأكثر قبل البت بالموافقة أو الرفض.
وبعد شهور قليلة تم رفض القانون من قبل الكونجرس، ليخرج في مطلع عام 2017، السيناتور تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، والمرشح السابق في الانتخابات الأمريكية أمام دونالد ترامب، مطالبًا الكونجرس الأمريكي بتصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كجماعة إرهابية.
بينما تمارس الإخوان أساليب أخرى لوقف مثل هذه القوانين، حيث تتعاقد مع شركات للدعاية لتسويق لنفسها في هذه الأماكن، كما تقوم بجولات داخل الكونجرس وتقديم أوراق وفيديوهات مليئة بالكذب لأعضاء الكونجرس المطالبين بحظرها، مستغلين في ذلك العلاقات الداخلية مع عناصرها.
ورغم مرور هذه السنوات الطويلة، يبقى السؤال: لماذا يخشى الكونجرس الأمريكي تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، رغم العمليات الإرهابية الذي ضلع فيها عناصرها بالصوت والصورة، داخل حركتي حسم ولواء الثورة وكتائب حلوان وغيرها من التنظيمات التي خرجت من رحم الجماعة؟
ويرى خبراء في شئون الحركات الإسلامية أن أمريكا لن تقوم بتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، وذلك لأن الجماعة بدأت تعمل تحت خطة النجمة الخامسة، والتي تعتمد على عدة محاور بها، منها أن الجماعة تمتلك شبكة مالية كبرى، بالإضافة إلى استقلال المنظمات التابعة للجماعة والعمل في الخفاء، والتحول إلى شبكة لا مركزية على مستوى العالم كله، وهذا يجعلها تجمل وجهها القبيح أمام الشعوب.
القيادى السابق بجماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، أكد في تصريحات صحفية: "لا أعتقد أبدا أن يُدرج الكونجرس جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، والهدف من هذه المناقشات داخل الكونجرس أن تحصل المخابرات الأمريكية على صفقات بشكل أكبر من جماعة الإخوان وفروع التنظيم، كحماس وغيرها فى دول العالم".
وقال الخرباوي: "مناقشة الكونجرس مشروع قانون إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب هو من باب الضغط على الإخوان حتى تحصل المخابرات الأمريكية على ما تريده من الجماعة، فى كل الدول المتواجدة فيها".
بينما قال خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، إن اجتماع لجنة الأمن القومي يؤكد أنه سيشهد تغييرا في رؤية أمريكا مع جماعة الإخوان، لتحقق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، خلال الفترة المقبلة، فالنظام الأمريكي لا يعنيه حقيقة إرهاب الجماعة من عدمه، فما يحدث الآن من تغيير رؤى الأمريكان "مناورة لتحريك المياه الراكدة في المنطقة".
وأوضح "الزعفراني" أن مراكز الأبحاث الأمريكية، التي تؤثر في اتخاذ القرار الأمريكي، يسيطر عليها أفراد منتمون لجماعة الإخوان، وترى ضرورة وجود الإسلام السياسي كلاعب في المنطقة لتحقيق مصالح خاصة.