"أبو جهاد".. هل اعترف الزيات على موكله بتجنيد الشباب لـ"القاعدة"؟
يظل محامي أي من المتهمين في القضايا ينفي التهمة الموجهة لمؤكله إلا أنه لأول مرة يخرج المحامي منتصر الزيات، محامي الجماعة الإسلامية، يعترف بارتكاب أبو جهاد المصري، تسهيلات لشباب جزائرين للانضمام إلى تنظيمات إرهابية، ليتسائل الجميع هل سلم "الزيات" موكله؟
"أبو جهاد المصري"، كنية لُقب بها رجل الأعمال المصري ياسر سالم، أحد سكان السجون الجزائرية لسنوات، بتهمة تجنيده شباب لتنظيمات إرهابية، استجابة للفتوى التي خرجت في ذلك الوقت من يوسف القرضاوي، حسبما اعترف منتصر الزيات المحامي المصري والقيادي بالجماعة الإسلامية.
وقال منتصر: "لقد قال لي ياسر سالم إنه قدم المساعدة للشباب الذين طلبوا منه المساعدة فقط، وعددهم خمسة شبان اشترى لهم تذاكر سفر إلى سوريا من أجل الدخول إلى العراق عبر الحدود العراقية السورية، كما منح لكل منهم 100 دولار"، بحسب موقع إماراتي.
ولم يكن "الزيات" هو فقط من سلم "أبو جهاد"، حيث اعترف هو الأخر، أثناء مثوله للمحاكمة عام 2011 أنه مول العمليات الجراحية لصالح الإرهابيين تحت طائلة التهديد بتصفية عائلته أما بالنسبة للمتهمين.
كانت محكمة الجنايات الجزائرية عاقبت غايبيا في نوفمبر 2016، بالسجن 10 سنوات، خلال محاكمته للمرة الثالثة، وذلك خلال اتهامات بتجنيد الشباب الجزائري للجهاد في العراق في الفترة الممتدة ما بين 2003 و2004، والمشاركة في عمليات اغتيال أفراد الجيش والاستيلاء على الأسلحة والذخيرة عدم التبليغ عن جماعة إرهابية المساس بأمن الدولة، وتمويل الجماعات الإرهابية، إلى جانب شريكين آخرين هما حاج نعاس محمد 26 سنة، ولحمر عواد 44 سنة متهمين بالانتماء إلى جماعة "حماة الدعوة السلفية"،التي عرفت باسم "كتيبة الأهوال"، وتأسست عام 1996، على يد قادة بن شيخة العربي، أحد قدماء المحاربين في أفغانستان وقائد سابق في "الجماعة الإسلامية المسلحة"، وأدرجت على قوائم الإرهاب الأمريكية في 11 نوفمبر 2003.
كان هذا أخر حكم، حيث سبق وأن حكم عليه 15 عامًا بالسجن، فيما أيد مرافقوه بالمؤبد، في نوفمبر2007، وبعدها طعن، وخفف عنه الحكم في يوليو 2011، إلى 9 سنوات، وتقدم بطعن للمرة الثانية وتمت إعادة محاكمته ليحصل على حكما غابيا بـ 10 سنوات في نوفمبر 2016.
وبحسب المعلومات التي قالها في وقائع تحقيقات النيابة، فإنه من مواليد 1962 بالإسكندرية، دخل التراب الجزائري عام 1993 قادما من ليبيا، ثم فضل الاستقرار مبدئيا بولاية سطيف 300 كلم شرق العاصمة الجزائرية، بدأ ينشط في مجال التصدير والاستيراد، وهي الفترة التي كانت فيها البلاد تعيش إرهاصات الأزمة الأمنية.
وفي وقتها كانت ولاية سطيف تقع بالقرب من جبال البابور التي كانت معقلا للجماعات المسلحة في الشرق الجزائري في تلك الفترة، وقد تأثر "أبوجهاد المصري"، آنذاك بأفكار الجماعات المتطرفة التي كانت في أوج نشاطها.
وبعد سنوات من الهروب، حتى 15 فبراير 2006، قبض على "أبوجهاد المصري"، حيث كان رفقة المتهمين حاج نعاس محمد ولحمر عواد بمنطقة باب الزوار شرق العاصمة، اللذين كانا محل تتبع من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية، لضلوعهما في أعمال إرهابية ضد الجيش الجزائري في غرب البلاد، وكانا ينشطان ضمن جماعة مسلحة تعرف باسم "حماة الدعوة السلفية".
وخلال عملية القبض عثرت الأجهزة الأمنية الجزائرية، عند تفتيش سيارة "أبوجهاد المصري"، على سلاح ناري ووخيرة وقنبابل يدوية ملك للمتهم لحمر عواد.
وكانت التهمة الموجهة لـ "أبوجهاد المصري"، فهي تتعلق بتجنيد الشباب الجزائري للجهاد المسلح في العراق، وقدرت صحف جزائرية عددهم بأنه يصل إلى 300 شاب، لكن حسيبة بومرداسي محامية "أبوجهاد المصري"، ترى أن عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
وبالعودة إلى ملف التحقيقات فقد اعترف "أبوجهاد المصري"، أنه ساعد بعض الشباب الجزائريين عبروا له عن رغبتهم في الجهاد في العراق، كحالة الشاب مراد الذي التقاه في مارس 2003 بأحد مساجد ولاية بجاية بمنطقة القبائل، وأعطاه مبلغ 100 دولار ثم اشترى له تذكرة سفر إلى سوريا.
وأن "أبوجهاد المصري"، انتقل أكثر من مرة إلى سوريا لتنسيق العملية، واعترف أنه سعى للحصول على جوازات سفر، وبطاقات هوية مزورة لاستعمالها من طرف الراغبين في الالتحاق بجبهات القتال في العراق، وأنه قدم فعلا 400 دولار، كمصاريف تنقل أحد الأشخاص الذي عبر عن رغبته طواعية في القيام بتفجيرات في تونس.
ونفى محامي الجماعات الإسلامية، منتصر الزيات، أن يكون موكله "أبوجهاد المصري"، التقى أسامة بن لادن أو سافر إلى أفغانستان أو باكستان من قبل.