رحلة القاعدة من معسكر فى أفغانستان إلي أكبر تنظيم إرهابي
منذ بداية ما سمى بعصر النهضة فى الفكر العربى المعاصر وتصدرت أفكار الكواكبي والأفغانى ومحمد عبده، ومن هنا بدأ النقاش حول ماهية الدولة الإسلامية، ودورها فى عملية التحديث أثير الجدال عن أسباب تخلف المسلمين، وتمثلت الأسباب فى إلغاء الخلافة الإسلامية، وتأسست جماعة الاخوان فى هذا الوقت كرد فعل لانهيار دولة الخلافة محدده هدفها هو اقامة الدولة الاسلامية، ومنذ ذلك الوقت انتشرت جماعات الاسلام السياسى، وأصبح سؤال المرحلة يدور حول أليات قيام الدولة الاسلامية.
القاعدة التكوين
فى1987نشأ معسكر للتدريب للشباب جماعة الجهاد والمجموعات التى انضمت للقتال فى أفغناستان، وسمى هذا المعسكر بالقاعدة، على يد أسامة بن لادن الذى استوحى أفكاره الجهادية من الشيخ عبد الله عزام، وكانت البداية الحقيقة لابن لادن عندما التقى بشيخه عزام، واعتبره البعض المرشد الروحى له.
أنشأ التنظيم لمحاربت الوجود السوفيتى فى ثمانينات القرن الماضى بأفغانستان، وكان هذا التنظيم يتلقى دعم من وكالة الاستخبارات الأمريكية فى هذا الوقت وذلك بغرض مواجهة الاتحاد السوفيتى، وتدرب الالاف من المجندين فى معسكرات هذا التنظيم ليقوموا بعمليات فى عدة مناطق تشهد صراعات اقليمية أو حروبا أهلية على غرار الجزائر مصر والعراق واليمن والصومال والشيشان.
ومن عام 1996 إلى عام 2001عاش بن لادن فى أفغانستان تحت حماية طالبان وتمكن التنظيم من النمو والتوسع، وفى تلك الفترة أعلن بن لادن تحالفه مع الظواهرى فى الحرب على الولايات المتحدة الامريكية وأصبح المعسكر يشكل تنظيم ذو مراجعية فكرية جهادية تستهدف العدو البعيد لتحقيق أهدافها.
المرجعية
منهج القاعدة(حسب مايراه منظروها) هو المنهج الإسلامى القائم على القرأن والسنه النبوية كمصدريين أساسين فى التشريع ثم بقية المصادر التى أجمعت عليه الأمة وهى الإجماع القياس والمصالح المرسلة، ومعظم الجماعات الاسلامية تسير على نفس النهج، ولكن الاختلاف بين القاعدة وغيرها من هذه الجماعات هو أن سائر هذه الجماعات لم تهمل قضية الجهاد ولم تلغه من برنامجها ولم تنكر انه من وسائلها.
ولكن القاعدة جعلت الجهاد وسيلتها الأولى والأخيرة، وأن كل الوسائل الأخرى لايمكن أن تحقق ما يحققة الجهاد، فالتغيير للوصول إلى دولة الخلافة الإسلامية عن طريق القتال والمواجهات وإبادة الاعداء هو الأسلوب الاوحد الذى تتبناه القاعدة، فالجهاد فى العقيدة الجهادية عند القاعدة هو أفضل من جميع القربات وأفضل من جميع النوافل، ام الجهاد عند الجماعات الاسلامية الاخرى هو هام وضرورى وهو أحد الاساليب الهامه لنشر الدعوة.
رحلة الأفكار
ومن أهم الأسس الفكرية فى فكر القاعدة أن القاعدة تكفر جميع حكام المسلمين بلا استثناء لاى من اجهزة الدول، تبنت القاعدة أيضا مجموعة من الفتوى للقتل بالجنسية وهذا لم يصدر عن أحد المسلمين قديما أو حديثا فتوى تبيح قتل كل من ينتمى لجنسية أو ديانة أو عرق معين، فهناك أمريكى مسلم وهناك أمريكى متعاطف مع قضايا المسلمين، وعلى غرار ذلك أصدرت القاعدة أيضا مجموعة فتوى تحت عنوان مسؤولية المواطن عن سياسة دولته، حيث أن كل مواطن أمريكى يستحق القتل لانه يدفع الضريبة إلى دولته.
من أهم الاستراتجيات الفكرية التى تعتمد عليها القاعدة هى نظرية الهدف المستحيل، فهى تضع لنفسها أهدافا شبه مستحيلة وأكبر بكثير من قدراتها دون أن يكون لديها ادوات واقعية لتحقيق تلك الأهداف، بل ان كل ما قصدته من أهداف يحدف فى الواقع عكسه، فقد كانت تهدف من وراء أحداث 11 سبتمبر تركيع أمريكا وضبط سياستها فى الشرق الأوسط فحدث فى الواقع العكس إذا دخلت أمريكا بجيوشها فى أفغانستان والعراق.