أزمة شديدة داخل "القاعدة" بعد فضح العلاقات السرية مع إيران
أحدثت تصريحات أحد المسئولين الإيرانيين حول علاقة بلاده بتنظيم القاعدة، حالة جدل كبيرة خلال الساعات الماضية، إذ إنها تؤكد الشكوك حول تسهيل إيران عملية انتقال عناصر التنظيم الإرهابي عبر أراضيها خلال السنوات الماضية.
وخرج معاون السلطة القضائية الإيرانية وأمين لجنة حقوق الإنسان "محمد جواد لاريجاني"، في مقابلة تليفزيونية، أمس السبت، ليؤكد تعاون بلاده مع عناصر "تنظيم الجهاد والقاعدة"، وتسهيل مرورهم عبر أراضيها خلال العشر سنوات الماضية.
وأكد أن عناصر القاعدة الذين كانوا يريدون الذهاب من السعودية وبلدان أخرى إلى أفغانستان أو أي مكان آخر، ودخلوا الأراضي الإيرانية برحلات جوية أو برية، طلبوا قرب الحدود من السلطات الإيرانية ألا يتم ختم جوازات سفرهم لأنه إذا علمت الحكومة السعودية بمجيئهم إلى إيران فستقوم بمحاسبتهم.
وأضاف: "حكومتنا وافقت على عدم ختم جوازات سفر بعضهم؛ لأنهم عبروا بشكل رحلات "ترانزيت" لمدة ساعتين وكانوا يواصلون رحلتهم دون ختم جوازاتهم، لكن كل تحركاتهم كانت تحت إشراف المخابرات الإيرانية بشكل كامل".
وحول تورط إيران في هجمات 11 سبتمبر، قال لاريجاني، إن هذه المعلومات لا تعني تورط إيران في هجمات سبتمبر، مضيفا أن الأمريكيين اتخذوا هذه العلاقة كدليل على تعاون إيران مع القاعدة، كما اعتبروا مرور طائرة من الأجواء الإيرانية وبداخلها أحد الطيارين المنفذين للهجمات وبجانبه قائد عسكري في حزب الله، بأنه دليل على تعاون مباشر مع القاعدة من خلال حزب الله اللبناني.
وفي سياق رد الفعل داخل أوساط تنظيم القاعدة، قال أبو يوسف المصري، أحد القادة السابقين في التنظيم، إن هذا الكلام ليس مستبعدا، خاصة أن جميع الدلائل تشير إلى أن كثيرا من قيادات القاعدة متواجدون في إيران منذ خروجهم من أفغانستان.
وأضاف المصري، أن بعض قيادات القاعدة، ذهبوا إلى طهران طوعا بعد خروجهم منها والرحيل إلى مصر، ثم العودة إليها مجددا، مثل مؤرخ القاعدة الهارب أبوالوليد مصطفى حامد.
في نفس الوقت، استنكر الشرعي المستقل شريف هزاع، وجود كثير من عناصر القاعدة في إيران، وأن تدار حركات مثل "القاعدة" بيد عدوها العقدي في إشارة للشيعة في إيران.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد سربت وثائق وُجدت في منزل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن"، بعد مقتله تؤكد وجود صلات بين التنظيم وحزب الله الموالي لإيران ومعسكرات تدريب في لبنان مقابل أن يقوم التنظيم بالهجوم على مصالح أمريكية في السعودية ودول الخليج، كما أكدت هذه الوثائق أن أجهزة المخابرات الإيرانية، سهلت في بعض الأوقات إصدار تأشيرات لعناصر القاعدة المكلفين بتنفيذ عمليات إرهابية في بعض دول العالم.
وحسب الوثائق، فإن قيادات بالقاعدة بدأت نشاطها من خلال معسكرات "حزب الله" اللبناني، وأهمهم "سيف العدل"، الذي أصبح لاحقًا الرجل الثالث في "القاعدة" والقائد العسكري للتنظيم، حيث تلقى أول تدريباته على أيدي قادة إيرانيين في لبنان وإيران، وهو مَن أصدر الأوامر بتنفيذ تفجيرات الرياض عام 2003 من مقره في إيران.
يذكر أن محكمة أمريكية في نيويورك، قد غرَّمت إيران منذ سنوات مبلغ 10.7 مليار دولار لتورُّطها في التعاون مع تنظيم القاعدة بهجمات 11 سبتمبر.