«ركوب الموجة».. إخوان الأردن يكررون سيناريو "25 يناير" مع الحكومة
على مدى أسبوعين لا زال المشهد في الأردن ضبابيًا بعض الشيء، حيث خرج آلاف المواطنين رافضين برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أقرته الحكومة، بينما استجاب لهم العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، بإلغاء القرارات، إلى هنا كان الموقف طبيعيًا، وتوقع البعض التهدئة، لكن مع مرور الأيام تغير الواقع كليًا.
في الأيام الأولى لم يخرج أي من قادة جماعة الإخوان لتصدر المشهد، سوى إصدار ذراعها السياسية (حزب جبهة العمل الإسلامي) بيانًا وُصف بـ"الخجول" طالب بسحب مشروع قانون ضريبة الدخل والدعوة لانتخابات نيابية مبكرة.
لكن مع اشتعال الأحداث واستمرار الاحتجاجات، كعادتها بدأت جماعة الإخوان بالأردن بركوب الموجة، كما فعل أحد فروعها داخل مصر في ثورة 25 يناير، بدعوتها للمشاركة في هذه الاحتجاجات، حيث خرج معاذ الخوالدة، المتحدث الرسمى باسم إخوان الأردن (الكتلة غير المرخصة)، ليتحدث عن مشاركتهم فى الحشد للفعاليات الاحتجاجية، التى اندلعت طوال الأيام الماضية، وبدأت كتلة الإخوان البرلمانية، المعروفة بـ"الإصلاح"، حوارات ومشاورات مع الكتل الأخرى لتحريضهم على رفض قانون ضريبة الدخل، بجانب قانون الخدمة المدنية الجديد.
كما خرج حزب العمل الإسلامى - ذراع الإخوان فى الأردن- وطالب بحكومة إنقاذ وطنى، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، ليس هذا فحسب بل دعا الحزب جماهيره ومؤيديه وكوادره إلى "المشاركة الفاعلة فى كل الفعاليات على امتداد ساحة الوطن"، مدعيا أنها تأتى انتصارا لوطننا ودفعا لمسيرة الإصلاح المنشود.
جاء هذا الانقلاب من قبل الجماعة استغلالًا للموقف الحالي، رغم محاولات التقرب من الحكومة التي كانت تسعى لها الجماعة مطلع الشهر الماضي، حيث اجتمعت كتلة الإخوان النيابية مع وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين، وعرضوا عليه أن تعمل الجماعة في المرحلة المقبلة على ضبط إيقاع الشارع، بما يتناغم مع سياسات الحكومة، خاصةً ما يتعلق بسياسات رفع الأسعار، مذكرين إياه بأن الجماعة لم تشارك في أي حراك سياسي ضد سياسات الحكومة، خاصةً الاحتجاجات على الأسعار، حسبما نقل موقع "24" الإماراتي عن مصادر خاصة.
ونقلت أيضًا التصريحات أن الكتلة البرلمانية أكدت لوزير الداخلية أن الإخوان، وإيمانًا منهم وحفاظًا على المصالح الوطنية العليا والأمن والاستقرار، امتنعوا عن الخروج للشارع والمشاركة في الاحتجاجات، خاصةً تلك التي ترفع سقف الهتافات.
جاء هذا اللقاء بعد أكثر من عام ونصف العام على الاضطراب الداخلي الذي حدث بين الإخوان والحكومة، حيث إغلاق أقدم مقر تاريخي لجماعة الإخوان المسلمين "غير المرخصة" في محافظة عمان، ثم أعقبه مقري الجماعة في محافظتي المفرق ومادبا بالشمع الأحمر.
لتخرج الجماعة وقتها بقرار أصدر عن الإخوان (غير المرخصة)، بالانفصال عن التنظيم الدولي للإخوان، وقال وقتها معاذ الخوالدة، المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان فى الأردن، إن القرار الذى اتخذه فرع الإخوان بالأردن متعلق بظروف داخلية تتعلق بفرع الجماعة هناك، ولا علاقة له بأى سبب خارجى أو ظروف تمر بها أى من فروع الإخوان فى الأقطار العربية.