محنة آل البيت فى رمضان.. التنكيل بحفيد رسول الله وصلب أصحابه (3)
نقل الكثير من الرواة قصص آل البيت، ومحنتهم، ومن أبرز من تناول هذه المحنة الإمام ابن كثير في كتابه الشهير "البداية والنهاية".
وقد ذكر ابن كثير أن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَنٍ من ذرية الحسن بن على بن أبى طالب والملقب بذى النفس الزكية اضطر أن يخرج بِالْمَدِينَةِ على "أبى جعفر المنصور"، وفى الوقت ذاته يخرج أَخِوه "إبراهيم" بالبصرة، سنة "145 هجرية".
فبعد أن سجن "أبو جعفرالمنصور" أبويهما ومعه ذرية "الحسن بن على" كلها، ونكل بهم حتى مَاتَ أَكْثَرُ أَكَابِرِهِمْ، وفى نفس الوقت مازال "أبو جعفر المنصور" لا يكل، ولا يمل من طلب "محمد ذا النفس الزكية" بكل ما أمكن ملحًا فى ذلك متخذا كل السبل، هنا شعر ذو النفس الزكية أنه لا محالة من مواجهة "ابو جعفرالمنصور" الذى لم يترك له أى خيار آخر، فهو مقتول لا محالة متى تمكن منه كما فعل بأهله.
أهل المدينة يحثون حفيد الرسول على الخروج
فى الوقت نفسه هناك أُناس من أهل المدينة أخذوا يُؤَنِّبُونَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي اخْتِفَائِهِ، وَعَدَمِ ظُهُورِهِ، وقد لقيه الضرّر من شدة الاختفاء، وكثرة إِلْحَاحِ نَائِبِ الْمَدِينَةِ المعين من قبل "أبى جعفر" فِي طَلَبِهِ لَيْلًا ونهارا، فلما اشتد به الأمر وضاق به الحال واعد أَصْحَابَهُ عَلَى الظُّهُورِ فِي اللَّيْلَةِ الْفُلَانِيَّةِ، وكان اصحابه فى انتظاره فركب "مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ" فِي مِائَتَيْنِ وخمسين منهم، فَمَرَّ بِالسِّجْنِ فَأَخْرَجَ مَنْ فِيهِ، وَجَاءَ دَارَ الامارة فحاصرها حتى تمكن منها وأمسك بنَائِبِ الْمَدِينَةِ فَسَجَنَهُ فِي دَارِ مَرْوَانَ، وأصبح "مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ" وَقَدِ اسْتَظْهَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَدَانَ لَهُ أَهْلُهَا، فَصَلَّى بالناس الصبح وقرأ فيها "إنا فتحنا لك فتحا مبينا"، وَبَايَعَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ كُلُّهُمْ إِلَّا الْقَلِيلَ.
الإمام مالك يفتى ببعية حفيد رسول الله
وأفتى الامام مالك الناس بمبايعته، فقيل له فان في أعناقنا بيعة للمنصور، فَقَالَ: إِنَّمَا كُنْتُمْ مُكْرَهِينَ وَلَيْسَ لِمُكْرَهٍ بَيْعَةٌ.
حفيد الرسول يلقب نفسه بالمهدى
وَلقَّبَ "محمد بن عبدالله" نفسه بِالْمَهْدِيِّ طَمَعًا أَنْ يَكُونَ هو المذكور في الأحاديث ولما وصل الخبر للمنصور لم يظهر له اكتراثا أو انزعاجا، بَلْ قَالَ: هلك والله وأهلك معه مَنِ اتَّبَعَهُ.
أهل الشام أول من خذل حفيد الرسول
بَعَثَ "مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن حسن" رسولًا إلى أهل الشام يدعوهم إِلَى بَيْعَتِهِ وَخِلَافَتِهِ فَأَبَوْا قَبُولَ ذَلِكَ مِنْهُ، وَقَالُوا: قَدْ ضَجِرْنَا مِنَ الْحُرُوبِ وَمَلِلْنَا مِنَ القتال.
هنا بدأ يتغير الأمر على "محمد بن عبد الله" فى المدينة فامتنع منه بعض رؤس أَهْلِ الْمَدِينَةِ وقالوا لَهُ: كَيْفَ نبَايِعُكَ وَقَدْ ظَهَرْتَ فِي بَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ مَالٌ تَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى استخدام الرجال؟ بمعنى أن المدينة مهما بلغت فهى قليلة العدد، والعدة وتعتمد فى أمورها الحياتية ومعيشتها على غيرها من البلدان، فليس فيها من المؤن ما يجعلها تصمد وقت الحصار والحرب هنا بعث "محمد ذوالنفس الزكية" "الحسين بْنِ مُعَاوِيَةَ" فِي سَبْعِينَ رَجُلًا وَنَحْوًا مِنْ عشرة فوارس إلى مكة، ووعده أن يكون نائبا عليها إِنْ دَخَلَهَا وتمكن منها َفحَلَفَ لَا يَبِيتُ اللَّيْلَةَ إِلَّا بِمَكَّةَ، إِلَّا أَنْ يَمُوتَ.
مكة والبصرة تبايع حفيد الرسول
بالفعل استطاع "الحسين بن معاوية" السيطرة على مكة فى تلك الليلة فَلَمَّا أَصْبَحُوا خَطَبَ "الْحَسيَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ" النَّاسَ، ودعاهم إِلَى "مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ" الملقب بذى النفس الزكية، أو المهدي.
كما َظَهَرَ بِالْبَصْرَةِ أَيْضًا "إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسن"، وجاء البريد إلى أخيه "محمد" فأخبر أصحابه عن أخيه فاستبشروا وفرحوا كثيرا.
المنصور يستعد للحرب
جهز "المنصور" جيشه إِلَى "مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ"، معطيًا قيادته لـ"عيسى بن موسى"، وكان قوامه "عشرة آلَافِ" فَارِسٍ مِنَ الشُّجْعَانِ الْمُنْتَخَبِينَ، ومِنْهُمْ "حميد بن قحطبة"، وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدِ اسْتَشَارَهُ فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين ادع بمن شئت ممن تثق به من مواليك فابعث بهم إلى وادي القرى يمنعونهم من مِيرَةَ(المواد الغذائية) الشَّامِ، فَيَمُوتُ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ جُوعًا، فَإِنَّهُ بِبَلَدٍ لَيْسَ فِيهِ مَالٌ وَلَا رِجَالٌ وَلَا كُرَاعٌ وَلَا سِلَاحٌ.
المنصور يوصى قائد الجيش
قال الْمَنْصُورُ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى حِينَ وَدَّعَهُ: يَا عيسى إِنْ ظَفِرْتَ بِالرَّجُلِ فَشِمْ سَيْفَكَ وَنَادِ فِي النَّاسِ بِالْأَمَانِ. وَإِنْ تَغَيَّبَ فَضَمِّنْهُمْ إِيَّاهُ حَتَّى يَأْتُوكَ بِهِ، فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ بِمَذَاهِبِهِ.
أهل المدينة يحفرون الخندق
اسْتَشَارَ "محمد ذو النفس الزكية" أصحابه بالقيام بِالْمَدِينَةِ حَتَّى يَأْتِيَ "عِيسَى بْنُ مُوسَى" فَيُحَاصِرَهُمْ بها، أو أنه يَخْرُجَ بِمَنْ مَعَهُ فَيُقَاتِلَ أَهْلَ الْعِرَاقِ؟ فَمِنْهُمْ مَنْ أَشَارَ بِهَذَا، وَمِنْهُمْ مَنْ أَشَارَ بِذَاكَ، ثُمَّ اتَّفَقَ الرَّأْيُ عَلَى الْمُقَامِ بِالْمَدِينَةِ، لِأَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ندم يوم أحد على الخروج منها، ثم اتفقوا على حَفْرِ خَنْدَقٍ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، فَأَجَابَ إِلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، وَحَفَرَ مَعَ النَّاسِ فِي الْخَنْدَقِ بِيَدِهِ اقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ظَهَرَ لَهُمْ لَبِنَةٌ من الخندق الّذي حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففرحوا بذلك وَكَبَّرُوا وَبَشَّرُوهُ بِالنَّصْرِ.
خيانة أهل المدينة لحفيد رسول الله
وَلَمَّا نَزَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْأَعْوَصُ وَاقْتَرَبَ مِنَ الْمَدِينَةِ، صَعِدَ "محمد بن عبد الله" المنبر فخطب الناس وحثهم على الجهاد- وَكَانُوا قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ- فَقَالَ لَهُمْ فِي جُمْلَةِ مَا قَالَ: إِنِّي جَعَلْتُكُمْ فِي حل من بيعتي، فمن أحب منكم أن يقيم عليها فعل، ومن أحب أن يتركها فعل. فتسلل كثير منهم أو أكثرهم عنه، ولم يبق إلا شرذمة قليلة معه، وَخَرَجَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِأَهْلِيهِمْ مِنْهَا لِئَلَّا يَشْهَدُوا الْقِتَالَ بِهَا.
جهود دبلوماسية قبل الحرب
أَرْسَلَ "عِيسَى" إِلَى "مُحَمَّدٍ" يدعوه إلى السمع والطاعة لأمير المؤمنين المنصور، وأنه قد أعطاه الأمان له ولأهل بيته إن هو أجابه.
فَقَالَ مُحَمَّدٌ لِلرَّسُولِ: لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَقَتَلْتُكَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى يَقُولُ لَهُ: إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى كِتَابِ الله وسنة رسوله، فَاحْذَرْ أَنْ تَمْتَنِعَ فَأَقْتُلَكَ فَتَكُونَ شَرَّ قَتِيلٍ، أو تقتلني فتكون قتلت من دعاك إلى الله ورسوله، ثُمَّ جَعَلَتِ الرُّسُلُ تَتَرَدَّدُ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وجعل "عيسى بن موسى" يَقِفُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ يُنَادِي: يَا أهل المدينة إن دماءكم علينا حرام فمن جاءنا فوقف تحت رايتنا فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَلَيْسَ لَنَا فِي قِتَالِكُمْ أَرَبٌ، وَإِنَّمَا نُرِيدُ "مُحَمَّدًا" وَحْدَهُ لِنَذْهَبَ بِهِ إِلَى الْخَلِيفَةِ، فَجَعَلُوا يَسُبُّونَهُ وينالون من أمه، ويكلمونه بكلام شنيع، ويخاطبونه مخاطبة فظيعة، وقالوا له: هَذَا ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معنا ونحن معه، نقاتل دُونَهُ.
حوار القادة قبل المعركة
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ أَتَاهُمْ فِي خَيْلٍ وَرِجَالٍ وَسِلَاحٍ وَرِمَاحٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، فَنَادَاهُ: يَا "مُحَمَّدُ" إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أن لا أقاتلك حتى أدعوك إلى الطاعة، فَإِنْ فَعَلْتَ أَمَّنَكَ وَقَضَى دَيْنَكَ وَأَعْطَاكَ أَمْوَالًا وَأَرَاضِيَ، وَإِنْ أَبَيْتَ قَاتَلْتُكَ فَقَدْ دَعَوْتُكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَنَادَاهُ "مُحَمَّدٌ": إِنَّهُ لَيْسَ لَكُمْ عِنْدِي إِلَّا الْقِتَالُ، فَنَشِبَتِ الْحَرْبُ حِينَئِذٍ بَيْنَهُمْ، وَكَانَ جيش "عيسى بن موسى" فوق أربعة آلاف، وعلى مقدمته "حميد بن قحطبة"، وَكَانَ "مُحَمَّدٌ" وَأَصْحَابُهُ عَلَى عدة أصحاب أَهْلِ بَدْرِ يعنى ثلاثمئة وبضعة عشر رجلًا.
أرض المعركة
اقْتَتَلَ الْفَرِيقَانِ قِتَالًا شَدِيدًا، وَتَرَجَّلَ "مُحَمَّدٌ" إِلَى الْأَرْضِ فَيُقَالُ إِنَّهُ قَتَلَ بيده من جيش "عيسى بن موسى" سبعين رجلا من أبطالهم، وَأَحَاطَ بِهِمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ، فَقَتَلُوا طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِ "مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ"، واقتحموا عَلَيْهِمُ الْخَنْدَقَ الَّذِي كَانُوا حَفَرُوهُ وَعَمِلُوا أَبْوَابًا على قدره، وقيل إنهم ردموه بحدائج الجمال حتى أمكنهم أن يجوزوه، ولم تزل الحرب ناشبة بينهم حَتَّى صُلِّيَتِ الْعَصْرُ.
فَلَمَّا صَلَّى مُحَمَّدٌ الْعَصْرَ نزلوا إِلَى مَسِيلِ الْوَادِي بِسَلْعٍ فَكَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ وَعَقَرَ فَرَسَهُ وَفَعَلَ أَصْحَابُهُ مِثْلَهُ وَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْقِتَالِ وَحَمِيَتِ الْحَرْبُ حِينَئِذٍ، فَاسْتَظْهَرَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَرَفَعُوا رَايَةً سَوْدَاءَ فَوْقَ سَلْعٍ، ثُمَّ دَنَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ فَدَخَلُوهَا وَنَصَبُوا رَايَةً سَوْدَاءَ فَوْقَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حفيد الرسول يصرخ ويحارب وحده
فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَصْحَابُ "مُحَمَّدٍ" تَنَادَوْا: أخذت الْمَدِينَةُ، وَهَرَبُوا وَبَقِيَ مُحَمَّدٌ فِي شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ جدا، ثم بقي وحده وليس معه أحد، وَفِي يَدِهِ سَيْفٌ يَضْرِبُ بِهِ مَنْ تقدم إليه، فكان لا يقوم له شيء إلا أنامه، حتى قتل خلقا من أهل العراق من الشجعان، ثُمَّ تَكَاثَرَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ الْيُمْنَى فسقط لِرُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ يَحْمِي نَفْسَهُ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمُ ابْنُ نَبِيِّكُمْ مَجْرُوحٌ مَظْلُوم، وَيْحَكُمُ ابْنُ نَبِيِّكُمْ مَجْرُوحٌ مَظْلُومٌ.
رأس حفيد رسول الله تقطع وأصحابه يصلبون
وَجَعَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ يَقُولُ: وَيْحَكُمْ! دَعُوهُ لَا تَقْتُلُوهُ، فَأَحْجَمَ عَنْهُ الناس وتقدم إليه "حميد بن قحطبة" فحز رَأْسَهُ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى "عِيسَى بْنِ مُوسَى" فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فى يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة، فبعث "عيسى بن موسى" بِالْبِشَارَةِ والرأس إِلَى الْمَنْصُورِ وأمر بدفن الجثة بِالْبَقِيعِ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ فَصُلِبُوا صَفَّيْنِ ظَاهِرَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ طُرِحُوا عَلَى مَقْبَرَةِ الْيَهُودِ!! ثُمَّ نُقِلُوا إِلَى خَنْدَقٍ هُنَاكَ، وَأَخَذَ أَمْوَالَ بَنِي حَسَنٍ كُلَّهَا ولما جيئ برأس "مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسن" للمنصور وضعت بين يديه أمر أن يطاف بها فى الأقاليم ليرى كل ذى عنين عاقبة، ومصير من يعارض الخليفة، وخلافته ولو كان من أهل بيت النبوة، وابناء العمومة والاخوة، وبقى "إبراهيم" أخو "محمد ذوالنفس" ينتظر نفس المصير واشنع لأنه مازالت محنة آل البيت لم تنته بعد عبر دروب التاريخ.
محنة آل البيت في رمضان.. أبو جعفر المنصور والتنظيم العلوي السري «2»