«عقيدة الجيش».. كيف تواجه القوات المسلحة الإرهابيين؟
من المعروف أن الأيديولوجية الإخوانية، هي مجموعة من الأفكار المجتزأة، أهمها على الإطلاق، هي تكفير الحكام، والحكم بجاهلية المجتمعات، والتي بالتالي تجعل العضو الإخواني مستعليا على المجتمع، كافرًا بكل ما فيه، متصورًا في ذات الوقت أنه على الحق المطلق، وأنه ليس جزءًا من الدولة التي يعيش فيها.
الأيديولوجية الإخوانية تختلف مطلقًا عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، التي هي بالطبع وسطية، معتدلة، تجعل الإنسان هو القيمة المحورية في كل قوانينها وشرائعها.
وبالتالي، فهناك خلاف بين أيديولوجية الإخوان، وعقيدة المصريين، التي تتمحور في الأغلب حول الدين، وأنه الطريق الأصلح للوصول إلى الله، ومن ثم الارتقاء بالمجتمع، والكون كله، الذي سخره الله لخدمة الإنسان.
الجيش المصري يستمد عقيدته باعتباره ممثلًا للمصريين أجمعين عقيدته من المجتمع، وقد أظهرت التجربة فى السنوات الماضية أن من أنقذ مصر من الوقوع فى براثن الانهيار، هو تلك العقيدة، التي تضع الإنسان المصري والحفاظ عليه، وعلى مكتسباته كهدف استراتيجي رئيسي.
إن العقيدة القتالية للجيش المصري، هي وحدها التي كانت كفيلة بالقضاء التام على خطط الإخوان الرامية إلى تفتيت الشعب المصري، واختراقه، عبر أفكار متطرف مجتزأة من كتب الفقه، أو كتب أصول العقيدة.
من أهم عناصر العقيدة القتالية للجيش، هي أن الدم العربي حرام، وأن حماية الأمن القومي المصري والعربي واجبة، وأن حدودنا الشرقية تبدأ في سوريا، وأن البوابة الفعلية تقع عند جبال طوروس، وأن حدودنا الغربية هي كل المحيط العربي والإفريقي المحيط بنا، وأن البلاء قد يحل بمصر لا بد أن يقضى فى طريقه على بلاد الشام، فهو بلاء مشترك لا تستطيع الدولة السورية أن تصده وحدها.
لا يفرط الجيش المصري في عقيدته القتالية في شبر واحد من تراب مصر، لذا لأن كل الدعوات الإخوانية الكاذبة، حول ما يسمى صفقة القرن، هو محض افتراء وتلفيق، فمصر منذ عهد الفراعنة لم تفرط في شبر واحد منها، والجيش المصرى القديم وحتى الآن، هو أقدم وأعرق مؤسسة عسكرية فى التاريخ الإنسانى، وهو الدرع والسيف الذى عمل على حماية مصر القديمة ومنجزاتها الحضارية العظيمة من قوى العدوان والتخريب والهجمات البربرية، بل كان هو الحصن الحصين والدرع الواقية لمصر القديمة ولحضارتها الشامخة فى مواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على حدودها المقدسة، والحامى لأمن مصر من أى تهديد قد يواجهها، بل كان هذا الجيش فى الكثير من الأحيان هو الدرع الحصين لحضارة الشرق الأدنى القديم بأكمله من الغزوات البربرية والهمجية المدمرة التى كانت تهدد حضارات المنطقة.
لم تقتصر العقيدة القتالية للجيش المصرى عند حماية الحدود وحسب، بل كان للدين الذى مثل الجانب الأعظم والأهم فى حياة المصريين أثره فى العقيدة القتالية لجيش مصر، ففي القديم كانت حروبه دينية، وفي ذات الوقت وطنية، وفي العصر الحديث مثل الدين عاملًا كبيرًا في شحذ همم الجنود للقتال، لذا لم يكن غريبًا أن يتردد هتاف الله أكبر فى ميدان القتال كالزلزال فى وجه العدو الصهيونى عام 73، وقد صدق النبى صلى الله عليه وسلم فى وصفه لجند مصر البواسل بأنهم خير أجناد الأرض، وذلك قبل أن يدخل الإسلام الحنيف أرض مصر المباركة، لذا فإن كل أفعال الإخوان الآن، هي تدمير هذه الرؤية، وإخراج الجيش من وحدته الوطنية، ومن دينه، وهم بين الحكم عليه بالردة، أو الحكم عليه بعدم الوطنية، يتوزعون!.
على المستوى العقدي أثبت الجيش المصري حرصه على المصريين ووحدتهم ودينهم، وعلى المستوى الاستراتيجي والعملياتي والتعبوي، نجح في أن يحافظ على وحدة الوطن، ويكسر المؤامرات حوله، وخلال العامين الماضيين، نجحت عملية نسر 1، و2، وحق الشهيد، 1، و2، والآن جاءت العملية الشاملة لتحقق القوات المسلحة المصرية في سيناء تقدمًا كبيرًا، وتقضي على عناصر الإرهاب، وتقوم بعمليات التمشيط المستمر، وتطهر الأراضي من العبوات الناسفة، وتعمل هناك بحكمة، حتى لا يصاب مدني، أو يتأذى مبنى، ولكن الأهم، هو كسر عقيدة الإرهابيين الباطلة، التي تريد إخراجنا من ديننا، ووطننا.
الخلاصة، أن كسر الإرهابييين وحماية حدود الدولة المصرية مسألة تتعلق بالحفاظ على الكيان والهوية المصرية، وهي عقيدة الجيش، التي ستستمر طالما بقيت في المصريين عين تطرف.