كيف يخطط «داعش» للانتشار في العراق مجددًا؟
لماذا تجددت ضربات تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، رغم انهيار دولته المزعومة هناك، في الوقت الذي تمكن فيه من الإبقاء على عناصره داخل الشريط الحدودي بين الدولتين، والممتد بطول 605 كم.
ما يُعرف "تنظيميًا" بإعادة ترتيب الأوراق.. هي عملية تتم قبل الانقضاض "ساعة الصفر".. لتنفيذ مخططات إرهابية جديدة.. تهديدات "داعش" للحكومة العراقية، باستهدافه لمقارات العملية الإنتخابية،والمقرر إجراؤها في 12 مايو المقبل، يكشف أن تحركات التنظيم الإرهابي لم تنته، خاصة داخل محيط دولته"المنهارة"هناك.
وكانت مجلة النبأ الداعشية، نشرت في العدد الأخير لها، إحصائية تكشف استهدافه الأحزاب العراقية بـ 3 أعمال إرهابية خلال الشهر المنصرم أولها ضد حزب الحل الاشتراكي، والثانية ضد قيادي بالحركة القومية التركمانية، والثالثة ضد الجبهة التركمانية في كركوك، فضلًا عن استهداف عدد من البرلمانيين ومرشحي الانتخابات المقبلة، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا.
وفي كلمة صوتية له قبل يومين، حرض المدعو "أبو الحسن المهاجر"، المتحدث باسم داعش، عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف مقار الانتخابات البرلمانية في العراق، والمواطنين المشاركين وكل ما يتعلق بالعملية الانتخابية.
يعتبر "وادي حوران" العراقي أكبر المناطق التي يتمركز فيه عناصر "داعش" فضلًا عن الصحراء الغربية العراقية، ومناطق آخرى متعددة، رغم إعلان رئيس حكومة العراق، "حيدر العبادي" أن بلاده تمكنت من تطهير أراضيها من عناصر "داعش"، رغم أن التنظيم أعلن استهداف العملية الانتخابية، وهدد كل ما يقترب منها.
محافظات: نينوى، وصلاح الدين، وديالي، وكركوك والأنبار، سبق لتنظيم "داعش" السيطرة عليها لفترات طويلة، حينما أعلن دولته "المزعومة"، في نهاية يونيو عام 2014، وبعد خروجه منها، لايزال التنظيم يمتلك بعض دروبها، خاصة المناطق المجاورة مع سوريا، التي تسهل نقل معداته العسكرية منها وإليها، وتستغلها في إعادة تشكيل صفوفها للهجوم مجددًا.
أما في سوريا فيتمركز عناصر "داعش" بمناطق الغوطة الشرقية في مدينة "دوما"، ومناطق مخيم اليرموك والحجر الأسود، وأجزاء من حي القدم جنوب دمشق، والجزء الشمالي من مدينة البوكمال، التي تبعد 8 كم عن الحدود العراقية، بالإضافة إلى سيطرة "داعش" على منطقة الميادين، بدير الزور، أي جانب أماكن متفرقة آخرى داخل الدولة السورية.
يقول باحثون في شأن الإسلام السياسي، من المطلعين على الحركات والفصائل المسلحة بالمنطقة، إن التدخلات الإيرانية الأخيرة- غير المباشرة- في المفاوضات التي أجرتها سوريا وروسيا وتركيا، مع فصائل المعارضة خلال الأسابيع الماضية، أدت إلى قيام "داعش" بوضع استراتيجية، تقوم على عودة الصراعات مرة أخرى، وهو ماكشفته معارك التنظيم ضد القوات السورية، والمناوشات التي دارت بينه وبين جيش الإسلام.
وكانت القوات الجوية العراقية نفذت الأسابيع الماضية غارات جوية، ضد مواقع تنظيم "داعش" بالقرب من الحدود السورية خوفًا من عودة عناصر التنظيم للعراق مرة أخرى، وفقًا لبيان الحكومة العراقية.
تعليقا على هذه الضربات العراقية لداعش وعن حقيقة قدرة التنظيم على العودة، أكد هشام النجار الباحث في شئون الإسلام السياسي أن تنظيم داعش الإرهابي لديه القابلية للعودة مرة أخرى للأراضي العراقية، موضحًا أن هذا الأمر يعد تهديدًا من جديد لأمن العراق والمنطقة.
قال النجار في تصريحات لـ"أمان"، إن الضربة الجوية العراقية التي وجهت للعناصر الداعشية في سوريا ليست الأولى من نوعها، بل سبقها العديد من الضربات غير المٌعلنة، خاصة عند تحرير مدينة الموصل من يد التنظيم الإرهابي، منتصف العام المنصرم، بهدف إبعاد التنظيم عن الحدود العراقية مع سوريا وإضعاف تواجده في سوريا أيضا.