«الانتخابات العراقية».. كيف استعد السلفيون والإخوان والشيعة؟
أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية العراقية، المزمع إجراؤها في الثاني عشر من مايو القادم، والتي تشارك فيها العديد من القوى الوطنية والمدنية ويتنافس عليها أكثر من 7370 مرشحًا، يمثلون 320 حزبًا وائتلافًا وقائمة، من أجل الحصول على مقاعد من ضمن مقاعد البرلمان الـ329، بمشاركة إخوانية وشيعية مكثفة، وتدخلات إيرانية وتحالفات سلفية ضعيفة.
إخوان العراق على خطى إخوان مصر
على النهج الذي سار عليه جماعة الإخوان في مصر، عقب ثورة 25 يناير، من إعلانهم عدم المشاركة الفعلية في الإنتخابات الرئاسية، ثم خوضهم الانتخابات، سارت جماعة الإخوان في العراق متمثلة في "الحزب الإسلامي العراقي"، على النهج نفسه، إذ أعلن مجلس الشورى المركزي بالحزب، في 24 من فبراير الماضي، عقب اختتام اجتماعه الدوري بعدم خوض الحزب الانتخابات البرلمانية باسمه، منوهًا أنه سيترك الباب مفتوحًا أمام أعضائه لخوض الإنتخابات بصفة فردية ومنحهم حرية الترشيح في القوائم المختلفة، مؤكدًا أنه سينظر إلى الانتخابات النيابية بعين الاهتمام، وستكون فرصة سانحة لاستدراك الأخطاء التي وقعت سابقًا ومعالجة جوانب الخلل، وفق البيان.
وبعد يومين من إعلان الحزب عدم مشاركته الفعلية في الانتخابات البرلمانية باسمه، خرج إياد السامرائي، الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، وأعلن أن الحزب دخل في تحالف ما يعرف بـ"تحالف القوى الوطنية العراقية"، وتوضيح حول القرار الصادر عن عدم مشاركة الحزب باسمه في الانتخابات، لافتًا أن خوض الحزب الانتخابات من أجل أجل تحقيق أهداف وطنية، قائلًا: "نحن اليوم نتمتع بعلاقات جيدة مع غالب الكتل السياسية"، منوهًا أن وجود عناصر قوية ومهمة في قوائم متعددة سيكون عاملا مهما جدا في بناء تفاهمات بين الكتل السياسية نحو المستقبل، وسيكون للحزب دور رائد في هذا المجال.
الحشد الشعبي والدخول في الساحة السياسية بقوة
وذكرت مجلة "ميدل إيست إنستيتوت" الأمريكية، في تقرير لها عن التكتيكات الإيرانية في العراق، واستغلال الانتخابات البرلمانية، أن إيران تسعى لتحويل العراق إلى لبنان آخر واستنساخ تجربة حزب الله ونقلها للعراق من خلال ضخ الدعم السياسي لقوات الحشد الشعبي لإضفاء الشرعية على كيان الحشد الشعبي الشيعي في الأراضي العراقية، الأمر الذي أكده أكثر من مرة هادي العامري، رئيس منظمة بدر العراقية المدعومة من إيران، -وزير النقل والمواصلات العراقي السابق وعضو المجلس التشريعي ومرشح لرئاسة وزراء العراق، الذي وصفها أثناء حرب الخليج بالعدو معلنًا وقوفه بجانب الخوميني المرشد الإيراني السابق لآخر قطرة دماء لأنه يمثل الإسلام- وتحدث بكل صراحة حول خطط المجموعات الشيعية بشأن الانتخابات المقبلة وما يتبعها.
وأكد العامري- خلال لقاء عبر قناة المياديين اللبنانية- أن الحشد الشعبي سيركز خلال المرحلة المقبلة على السياسة والانتخابات، بالإضافة إلى استعدادهم لحمل السلاح من جديدة بعد الانتخابات لمواجهة أي تهديد أمني في البلاد، بغض النظر عن المستجدات السياسية المستقبلية، مؤكدًا أن مجموعات تحالف الفتح الشيعي الذي يضم 19 فصيلًا من الحشد الشعبي بزعامته، سينخرط في تدريبات وتكتيكات قتالية وحرب شوارع في الشهور المقبلة، حسب قوله.
الإيرانيون: لن نترك ساحة الانتخابات
المرجع الديني كاظم الحائري، المقيم في مدينة قم الإيرانية، رد على المقاطعين للانتخابات العراقية، بأنها من أكبر الأخطاء، وهي تصب في مصلحة أعداء الدين والعلمانيين وذوي الاتجاهات المنحرفة، حيث إن مقاطعتنا للانتخابات تؤدي إلى فوز هؤلاء"، متسائلًا "لو لم نشارك في الانتخاب فماذا نصنع؟ هل نفسح المجال للعلمانيين وأعداء الدين أن يفوزوا ثم يسحقوا الإسلاميين؟".
تحالفات الجماعة الإسلامية والسلفية ضعيفة
النائب الكردي أحمد الحاج رشيد وعضو الجماعة الاسلامية الكردستانية، كشف في تصريحات صحفية، أن هناك تحالفًا يتزعمه برهم صالح تحت عنوان "تحالف نشتمان"، ويضم "حركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة"، في كركوك والمناطق المتنازع عليها، منوهًا أن القوى السنية شكلت قائمتين رئيسيتين هما "تحالف القرار العراق، والقائمة الوطنية" ويترأس الأول أسامة النجيفي، والثاني إياد علاوي.
ولفت عضو الجماعة الإسلامية إلى أن الشيعة في العراق يخوضون الإنتخابات في قوائم خمسة وهي "تحالف النصر بزعامة حيدر العبادي، وائتلاف دولة القانون يرأسه نوري المالكي، وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري، وتيار الحكمة لعمار الحكيم، وسائرون الذي يدعمه مقتدى الصدر".
وكان عبدالرحمن اللويزي النائب عن اتحاد القوى العراقية، أعلن في ديسمبر 2016، عن تحالف "سلفي إخواني، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة عبر خمسة أحزاب تم تسجيلها في مفوضية الانتخابات، موضحًا أنهم اتفقوا خلال المدة الماضية على تشكيل خمسة احزاب جديدة وتم تسجيلها بالفعل في المفوضية.
اتفاقات على المناصب الكبرى
كشفت وسائل إعلام عراقية، أن قوى سنية بحضور رئيس البرلمان سليم الجبوري اجتمعت أمس الأول، للمفاضلة بين احتفاظ السنَّة بمنصب رئيس البرلمان، وانتهت إلى تفضيل خيارها بالاحتفاظ بمنصب رئيس البلاد، الذي كانت تسيطر عليه الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ 2005، ويسعى الآن إلى الحصول على منصب رئيس الحكومة في الدورة المقبلة، بالإضافة إلى عقد قوى شيعية اجتماعات خلصت إلى تشكيل تحالف لاختيار رئيس الحكومة المقبلة، الذي عادة ما يكون شيعيًا منذ سقوط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
مكتب رئيس البرلمان سليم الجبوري، أصدر بيانًا اليوم الأحد، أكد من خلاله أن لقاءه نائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، وعدد من قادة الكتل لم يتطرق إلى ملف بعينه، وإنما جاء في إطار حرص "الجبوري" على دوام التواصل مع جميع الفرقاء في العملية السياسية، للوصول إلى رؤى موحدة بشأن المرحلة المقبلة.
يذكر أن الانتخابات البرلمانية في العراق سيتم إجراؤها 12 مايو المقبل، وتشكل التحالفات العراقية في تلك الانتخابات 29 تحالفًا وهي «تحالف الفتح، ائتلاف النصر، تحالف القرار العراقي، الانبار هويتنا، تمدن، ارادة، تيار الحكمة الوطني، ائتلاف دولة القانون، التحالف المدني الديمقراطي، قائمة السلام الكوردستانية، جبهة تركمان كركوك، ليستى نيشتمان، ائتلاف كفاءات للتغيير، الائتلاف الفيلي العراقي، عابرون، تحالف بغداد، ائتلاف قلعة الجماهير الوطنية، سائرون، ائتلاف الرافدين، تضامن، نينوى هويتنا، ديالى التحدي، ائتلاف الوطنية، التحالف العربي في كركوك، تحالف صلاح الدين هويتنا، موصليون، ائتلاف الكلدان، تحالف البديل، تحالف البصرة المستقل».