هل تجدد «مسيرة العودة» الأزمة بين حماس وفتح؟
شهد قطاع غزة حالة من التقرب والقلق، خلال الفترة الماضية، خاصة بعد تعثر المصالحة بين حركتي "حماس وفتح"، خاصة بعد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، ومطالبته بتسليم القطاع بشكل كامل.
وأبدى عباس رغبته بتحمل المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة أو التخلي عنه، ولكنه تطرق إلى انتظار التحركات المصرية في هذا الإطار، في إشارة إلى رعاية اتفاق المصالحة بين الحركتين.
وظهرت تخوفات شديدة من وجود تصادم بين حركتي حماس وفتح بعد خطاب أبو مازن، والتصعيد من قبل إسماعيل هنية، بما يعمق الخلافات والانقسام أكثر.
البداية مع الباحث في الشأن الفلسطيني، منصور أبو كريم، وقال: "إن ثمة اختلاف في استراتيجية حركتي فتح وحماس لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي"، موضحًا أن حركة فتح تركز على المواجهة السياسية والشعبية والاقتصادية مع الاحتلال في المحافل الدولية والمحلية، عبر الاشتباك السياسي مع الاحتلال في قرى ومدن الضفة الغربية عبر المقاومة الشعبية والاشتباك السياسي والقانوني في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
وأضاف أبو كريم في تصريحات لـ "أمان"، أن حركة حماس تركز على المقاومة المسلحة التي خاضت من خلالها ثلاثة حروب مع الاحتلال منذ سيطرتها على القطاع.
وأشار إلى وجود عدد من التحديات التي تواجه اتفاق المصالحة الفلسطينية، وهي غياب الثقة بين الطرفين، وإصرار كل طرف على التمسك بالمصالح الحزبية الضيقة على حساب المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وخشية بعض المستفيدين من استمرار المصالحة على ضياع مصالحهم الخاصة.
وتابع أن عجز القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية بالضغط على الطرفين لتنفيذ المُتفق عليه في القاهرة، وكذلك تدخلات دولية وإقليمية مٌعرقلة لمسيرة المصالحة الفلسطينية، والتحجج بقضايا الشراكة الوطنية لخدمة أجنداتها الإقليمية.
ولفت الباحث إلى أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تنظر للمصالحة الفلسطينية؛ لإنهاء عملية متكاملة تقود لتمكين حكومة التوافق الوطني من إدارة قطاع غزة بشكل كامل في الجوانب الإدارية والسياسية والأمنية، تحت شعار "قرار واحد، وسلاح واحد، ومؤسسة واحدة"، مضيفًا أن حركة حماس تنظر للمصالحة بعتبارها عملية شكلية تقود لتحول حكومة التوافق الوطني لتحمل المسؤولية في تقديم الخدمات الأساسية بدون أن يؤدي ذلك لتخلي حركة حماس عن السيطرة على قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أعلنت الفصائل الفلسطينية بغزة، عن انطلاق "مسيرة العودة الكبرى" في يوم الأرض لتستمر حتى ذكرى النكبة في مايو المقبل، وسط تعثر المصالحة الفلسطينية بعد استهداف موكب الحمدالله لحظة وصوله لقطاع غزة.
أما موقع "إرم نيوز"، نقل عن المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن، قوله: إن حماس تمكنت من
تصدير أزمتها باتجاه الحدود، خاصة مع تراجع الحديث عن استهداف موكب الحمدالله والتحقيقات المتعلق به، وبات الانشغال الأساسي هو تسمية مسيرة العودة أيام الجمع.
وأضاف عبد الرحمن في تصريحاته، أن حماس كانت تمر بأزمة قبل مسيرة العودة، والتيت تتعلق باستكمال المصالحة الفلسطينية وتسليم السلطة إلى حكومة الوفاق، ولكن المسيرة حققت نجاحا كبيرا.