تضارب الفتاوى حول الإحتفال بـ«شم النسيم».. هؤلاء يحرمون
* دار الإفتاء تُجيز الاحتفال به.. والكتب الأزهرية تحرمه
تضاربت الفتاوى حول "شم النسيم" بين جواز الاحتفال بيه وتحريمه، حيث أكدت دار الإفتاء، جواز الاحتفاء به في الوقت الذي امتلأت كتب الأزهر وشيوخه بالكثير من الفتاوى التي تحرمه.
المفتي.. الاحتفال جائز ولا يخالف الشرع
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أكد في فتوى له نشرتها الصفحة الرسمية لدار الإفتاء عبر "فيسبوك"، اليوم الأحد، أن شم النسيم من العادات المصرية التي لا توجد فيها من الطقوس ما يخالف الشريعة الإسلامية، ومن المعروف والمقرر أن العادات والأعراف، طالما انها لا تخالف الشرع فيه جائزة، ولا يلتفت إلى قوم من قال بأن هذا الإحتفال له من الجذور ومن الأصول، فإن الذين يحتفلون يهذا اليوم لا يلتفتون بحال من الأحوال إلى ذلك.
شم النسيم عيد اجتماعي
أكد الدكتور عبدالحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن الاحتفال بيوم شم النسيم جائز ومشروع، لأنه عيد اجتماعي كغيره من الأعياد الإجتايعية التي لها دلالات إجتماعية في نفوس المصريين، وليست أعيادا دينية على النحو الذي يردده البعض.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن في فتوى له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هناك بعض من يتصدرون للفتوى في وسائل الإعلام وغيرها، يكدرون على الناس فرحتهم في هذا اليوم، فيطلقون فتاواهم بحرمة الاحتفال بهذا اليوم، معللين قولهم بأنه لا توجد أعياد في الإسلام سوى الفطر والأضحى، وأن في هذا الاحتفال تشبها بغير المسلمين، ومن تشبه بقوم فهو منهم، إلى غير ذلك مما يسوقه القائلون بهذا الاتجاه.
ولفت "منصور"، إلى أن من يردد بالقول بحرمته أو منعه لا أساس له من الصحة، لاسيما وأن الأكل والشرب والخروج للتنزه في إطار ضوابط الشرع كل ذلك جائز على مدار العام لعموم قوله تعالى:" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، مؤكدًا أن ما يردده القائلون بالمنع بأن هذا الاحتفال تشبه بغير المسلمين، ومن تشبه بقوم فهو منهم، فهذا الكلام غير سديد لأن المراد التشبه في أمور العقيدة، أما سائر أمور الحياة، فلا بأس فيها بمتابعة غير المسلمين.
دار الإفتاء.. لا يخالف الشرع وعمر بن العاص احتفل به
وفي فتوى أصدرتها دار الإفتاء العام المنصرم عبر موقعها الرسمي حول الاحتفال بشم النسيم، أكدت من خلالها، أنه عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وهو من الأمور المباحة شرعًا.
وأكدت الدار في فتواها أنه احتفال بدخول الربيع، ولا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ موضحةً أنه لم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.
واستدركت الدار في فتواها قصة الصحابي عمرو بن العاص، والي مصر من قِبل عمر بن الخطاب، وهو يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق في "فضائل مصر وأخبارها"، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف".
ولفتت دار الإفتاء في فتواها أن ما يقال من أن مناسبة "شم النسيم" لها أصول مخالفة للإسلام، فهذا كلام غير صحيح ولا واقع له؛ مؤكدةً انه لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، وإنما هو احتفال وطني قومي بدخول الربيع، مؤكدةً أنه جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.
الكتب الأزهرية.. الاحتفال يخالف الشرع
وحول عدم الاحتفال به وعدم جوازه، ففي كتاب "فتاوى دار الإفتاء المصرية"، الذي يحتوى على 20 مجلدًا، بتقديم من الشيخ جاد الحق، شيخ الأزهر سابقًا، وبقلم الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، وكتاب "الإبداع في مضار الإبتداع" للشيخ علي محفوظ عضو هيئة كبار العلماء ورئيس قسم الوعظ بالأزهر سابقًا، أكدوا بتحريم لاحتفال بشم النسيم.
وأكدوا في كتبهم، أن الإحتفال بشم النسيم حرام بل وتزداد الحرمة لكونه مرتبطا بعقائد لا يقرها الدين، لارتباطه بعقائد مخالفة للشرع الإسلامين لافتين إلى أن أول من احتفل به هم الفراعنة.
السلفيون على خط التحريم
دخل السلفيون على الخط في تحريم الاحتفال بشم النسيم وعدم جوازه، وأكد سامح عبدالحميد حمودة، القيادي السلفي، أن شم النسيم هو ذكرى فرعونية، لافتًا إلى أن المسلمين لا يحتفلون بمثل هذه المناسبات، ولا تجوز المشاركة فى هذا اليوم بأى مظهر من مظاهر الاحتفال.
وأكد القيادي السلفي في فتوى له أنه لا يجوز للمرء أن يُساعد ويُعاون غيره على الاحتفال به، فلا يحوز أن يبيع لهم الفسيخ لأنه أحد مظاهر الاحتفال بشم النسيم، فإن بيع الفسيخ لهم هو مشاركة وإعانة على الباطل، وذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان، بالإضافة إلى عدم جواز الخروج للمتنزهات لإحياء هذه الذكرى.