بعد مرور شهرين.. هل نجحت «العلمية الشاملة» في القضاء على الإرهاب؟
في العاشر من فبراير الماضي، ظهر العقيد طارق الرفاعي المتحدث باسم القوات المسلحة، على أمام كاميرات التصوير وخلفه شاشة كبيرة، تستعرض لقطات لنجاحات القوات المسلحة، التي قامت بها في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم، ليعلن انطلاق «العملية الشاملة سيناء 2018» بغرض تطهير سيناء.
وبعد مرور شهرين على هذا الإعلان، أصدرت القوات المسلحة المصرية، سبعة عشر بيان، كشفت خلالها عن حجم الخسائر التي تلقتها التنظيمات الإرهابية خلال العمليات التي قامت بها، حيث تكمنت من قتل ما يزيد عن 160 إرهابي، والقبض على أكثر من 3700 عنصر تكفيري، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 3000 وكر إرهابي، والسيطرة على عدة مناطق كان الأهالي سيطرون عليها.
ورغم هذه البيانات الصادرة عن القوات المسلحة والتي تكشف حجم الخسائر، في المقابل توقفت التنظيمات الإرهابية المتمثلة في فلول تنظيم داعش الإرهابي، عن إصدار بيانات أو الحديث عن انتصارات وهمية للتنظيم.
قام "أمان" بالبحث داخل المؤسسة الإعلامية المتحدثه باسم التنظيم، لم يجدى سوى إصدار مرئي وحيد حمل اسم "حماة الشريعة"، ولم يتحدث التنظيم فيه عن اي انجاز قام به عناصره الإرهابيين، واعتمد فيه على إظهار بعد الشباب الذي قام باستقطابهم أمثال نجل القيادي الإخواني عمر الديب، ولم يعتمد على أي إضافة جديدة.
وبعد مرور شهر من العملية، أصدر التنظيم الفيديو الجديد وحمل اسم "المجابهة الفاشلة"، واستعرض لقطات في الفيديو من عمليات اقتحام حواجز عسكرية وشرطية ثابتة واستهداف جنود وضباط، كانت قديمة عُرضت قبل بدء العملية الشاملة "سيناء 2018"، ومنها ما عُرض منذ أكثر من عشرين شهرًا.
ولم يسيطر الفشل على الإصدارات المرئية فقط، ولكنه لم يصدر سوى أربع بيانات مكتوبة تحمل اسم "الدولة الإسلامية" ولم يكن هناك أي عمليات خلالها، لكنها اعترفت بمفرقات بسيطة دون الحديث عن خسائر.
ومع مرور هذه الأيام العصيبة على التنظيمات الإرهابية، خرج اتحاد قبائل سيناء (أحد التجمعات التابعة لقبائل سيناء المؤيدة للدولة المصرية)، ليؤكد على أن الأهالي لم يعد يشاهدون الوجوه الملثمة والأسلحة الغريبة، كما كانوا يشاهدونها من قبل.
ويقول اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن بيانات القوات المسلحة تؤكد أن العناصر الإرهابية لديها العديد من المخازن والقنابل وقنوات اتصال، مؤكدًا على أن العملية الشاملة تسير في مسارها الصحيح، كما يتم مراعاة البعد القانوني بصورة كبيرة حيث يتم إطلاق سراح من يتأكد عدم تورطهم في العمليات الإرهابية.
وأضاف الحلبي في تصريحاته، أن العناصر الإرهابية لديها نوع من الاحتراف العسكري، لأنه يتم تدريبها على أعلى مستوى، كما يتم إمدادها بالمعلومات اللازمة حيث تم ضبط مركز اتصال متميز في أماكن اختباء العناصر الإرهابية.
وقال الخبير الأمني اللواء محمد نورالدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الخطة التي وضعت القوات المسلحة قبل تنفيذ عملية «سيناء 2018»، وجمع المعلومات والبيانات التي حصلت عليها من أجهزة المخابرات، أدت إلى نجاح العملية.
وأضاف الخبير الأمني لـ«أمان»، أن أن إحكام السيطرة على المنافذ الحدودية لما تشكله من خطر، كانت أهم أسباب النجاح، لافتًا إلى أن القوات البحرية أحكمت السيطرة على الساحل الشرقي تمامًا، وأما عن الأنفاق فالقوات المسلحة تعمل على دق بؤر الإرهاب، بناءً على تعليمات رئيس الجمهورية بالقضاء على الإرهابيين خلال ثلاثة أشهر.