القصة الكاملة لـ «التيار الثالث» داخل جماعة الإخوان
في ظل الأزمة المشتعلة داخل الإخوان بين قيادات الجماعة المؤيدة للمرشد المؤقت محمود عزت والأمين العام محمود حسين ونائب المرشد إبراهيم منير، وبين شباب الإخوان الذين أسسوا جماعة جديدة بنفس اسم الإخوان، ظهر تيار ثالث داخل التنظيم يرفض المرشد المؤقت محمود عزت وتوجهاته ويرفض أيضا شباب الإخوان وأفعالهم، ويؤمن بضرورة وجود حل لإنقاذ الجماعة مما وصلت إليه الآن.
يقود هذا التيار مجموعة من قيادات الجماعة في مصر بجانب بعض أعضاء الجماعة السابقين الذين جمدوا عضوياتهم بالتنظيم لرفضهم المسار الحالي لها، وعلى رأس هؤلاء الثنائي الإخواني إبراهيم الزعفراني القيادي الإخواني السكندري، ومحيي عيسى القيادي الإخواني التاريخي والمقيم في السعودية.
ينادي هذا التيار بضرورة فصل العمل الدعوي عن العمل السياسي في الجماعة، مع ضرورة إنهاء الحرب الداخلية في الجماعة بين الشباب والعجائز بأي شكل كانت، والأهم من ذلك كله أن هذا التيار يدعو إلى مراجعات فكرية شاملة داخل الجماعة بحيث يتم طرد كل أفكار سيد قطب من التنظيم والتي يروها سبب في انهيار الجماعة بعدما اختلطت بأفكار حسن البنا مؤسس الجماعة الأول.
انضم لهذا التيار الذي لم يعلن نفسه كتيار رسمي في الجماعة حتى الآن مجموعة من أبرز قيادات الإخوان وعلى رأسهم عمرو دراج مسئول المكتب السياسي بالجماعة الذي جمد عضويته بنفسه هو الآخر داخل الجماعة، واكتفى بالظهور على قناة الحوار الفضائية ليتحدث عن ضرورة خوض الإخوان مراجعات فكرية كاملة، بجانب جمال حشمت رئيس برلمان الإخوان الموازي والذي يكتفي حاليا بعمله داخل المعهد المصري للدراسات التابع للإخوان بعد أن جمد نشاطه هو الآخر داخل الجماعة، فيما انضم من جبهة الشباب التابعة للإخوان أحد أهم مؤيديها وهو محمد العقيد الذي اعترف بفشل جبهتي الجماعة وقرر هو الآخر تجميد عضويته بالتنظيم.
يؤمن هذا التيار الذي أطلق عليه البعض داخل الجماعة اسم "المعتزلة" لاعتزال معظم من فيه العمل السياسي والحركي في الجماعة، بفكرة ضرورة السعي للصلح مع الدولة المصرية في سبيل سماح الجماعة للعمل الدعوي في مصر من جديد، وبسبب هذه الفكرة تحديدا يتم تهميش أعضاء وقيادات هذا التيار الأمر الذي جعلهم يجمدون تحركاتهم بنفسهم داخل الإخوان مكتفين بأعمالهم الخاصة.