إخوانى يفضح «الإرهابية».. وأعضاء الجماعة يسلمونه للأمن التركى - صور
ألقت السلطات التركية، أمس الأحد، القبض على شخص هاجم احتفالية جماعة الإخوان التي نظمتها جبهة محمود حسين، الأمين العام للجماعة، ومحمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإرهابية، بمناسبة مرور 90 عامًا على تأسيس الجماعة.
ورفع المواطن، الذي توصل "أمان" إلى هويته، لافتة هاجم فيها الجماعة وقياداتها، إثر تنظيم تلك الاحتفالية في ظل وجود انقسام داخل الجماعة وتفشي حالة الفقر والخلاف بين أعضائها في الخارج.
وجاء في اللافتة: "يحكى أن نارًا اشتعلت في بيت عائلة شخص ما فقتلت بعض إخوانه وإصابت البعض الآخر، ورغم أن النار مازالت مشتعلة وإخوانه مازالوا مصابين إلا أنه أبى أن يمر يوم ميلاده التسعين بلا احتفال كبير غير عابئ بإخوانه الصرعى والمصابين ولا بالآلام التي تعيشها أسرهم ولا بحطام بيته الذي ما زالت النار مشتعلة فيه".
وتسببت تلك اللوحة التي رفعها المدعو "محمد يعقوب"- الإخواني الذي يعيش في قطر، وتواجد في تركيا خلال الاحتفالية- في غضب المنظمين وعلى رأسهم علي عبدالفتاح، أحد المشرفين عليها، حيث أبلغوا الشرطة التي أقبلت وقبضت عليه وحجزته لمدة 4 ساعات ثم أفرجت عنه.
وشن "يعقوب"، هجومًا لاذعًا على قيادات الإرهابية، قائلًا: "الذي فعل هذا التصرف المخزي ليس شخصًا واحدًا وإنما هم مجموعة أشخاص يمثلون قيادات جماعة الإخوان، فهم يحتفلون ومرشدهم ورئيسهم وإخوانهم في السجون، فهذه القيادات عميلة خائنة لا تمثل الجماعة، وعلى كل حر فيها التبرؤ منهم حتى لا تصيبه اللعنات التي ستصيبهم".
وسبب الاحتفال الذي نظمته الإرهابية في إسطنبول، انقسامًا كبيرًا بين الإخوان، حيث وجه الشباب الانتقادات، في تغطية على الفشل الذي يلاحقها منذ عزل محمد مرسي، من خلال تلك الاحتفالية.
غير أن القيادات التاريخية للجماعة، تجاهلوا الرد على الشباب الذين أشعلوا نيران الغضب في الجماعة، حيث لم يصدر أي تصريح أو حديث صحفي أو إعلامي بشأن الواقعة، ملتزمين الصمت.
ووجه هيثم أبوخليل، أحد حلفاء الإخوان في الخارج، مقدم البرامج بقناة الشرق الإخوانية، انتقادات كشف من خلالها الانقسام الذي تعيشه الجماعة بعد الاحتفال الذي أقامته قيادات الجماعة بإسطنبول، كما شن هجوما عنيفا على التنظيم، مضيفًا: "هل هذا توقيت مناسب لإقامة مهرجانات واحتفالات وإنفاق ببذج في وقت العسرة والمحنة وبالطبع ليست هناك ضرورة لذلك فلو كان ثمة احتفال فليكن في الأجواء الطبيعية".
وقال عضو آخر بالجماعة: " إذن لماذا المهرجان والاحتفال؟!.. هل هو إثبات وجود في ظل انقسام للجماعة فيكون من يسبق بالاحتفال هو من يملك صكوك الجماعة ومفاتيحها؟".
وامتد الغضب إلى ابنتي المرشد الحالي الدكتور محمد بديع، والسابق محمد مهدي عاكف، اللتين عبرتا عن غضبهما من تنظيم احتفالية بمناسبة الذكرى، على الرغم من الأوضاع المزرية التي يعاني منها أعضاء الجماعة في الداخل، وصدور العديد من أحكام الإعدام بحقهم، فضلًا عن حالات الاختفاء القسري لمنتمين لها.
ويعيش الهاربون، انقسامًا كبيرا في تركيا. تلك الحالة التي كشف النقاب عنها المخرج الإخواني الشاب عز الدين دويدار، حينما قال إن "أعضاء الجماعة في تركيا مقسمون إلى ثلاث طبقات مختلفة، تأتي في مقدمتها طبقة الكبار، وهي تتألف من المسئولين والقادة السابقين والحاليين سواء داخل الجماعة أو الأحزاب والتيارات، موضحًا أن همهم الشاغل هو تأسيس استثماراتهم الشخصية وشراء العقارات والمزارع والمصانع والسعي للجنسية البديلة وبناء شبكات علاقاتهم الشخصية، لافتًا إلى أن الثورة بالنسبة لهم ليست سوى قضية إنسانية تثير الشفقة من بعيد.
وأوضح القيادي الإخواني، أن الطبقة الثانية تسمى بـ"طبقة المنتفعين والمستفيدين"، وهي تتألف من شخصييات إعلامية أو سياسية أو تنظيمية، وتسعى إلى أن تكون من أصحاب الطبقة الأولى، عبر بناء مجد شخصي وزيادة مساحة أدوارهم بالمزايدة في قضايا الثورة أو الإخوان أو تقمص أدوار بطولية، والطبقة الثالثة تأتي في المؤخرة، وهي "الطبقة الأكبر عددًا "المسحوقين"، موضحًا أنهم يبحثون عن لقمة عيشهم في محاولة منهم للنجاة من موعد استحقاق إيجار السكن، لافتًا إلى أن غالبيتهم من الشباب الهارب من أحكام القضاء، ولكنهم فقدوا الأمل وكل شىء خلال رحلتهم للهروب خارج البلاد.