لماذا شارك السلفيون بقوة في انتخابات الرئاسة؟.. «أمان» يُجيب
ساعات قليلة مرت على انتهاء الشعب المصري من الانتخابات الرئاسية، كان اللافت فيها حرص حزب النور السلفي، الذراع السياسي للدعوة السلفية، على المشاركة في الانتخابات، التي شهدتها مصر في الفترة الماضية، حيث عكف قادة الدعوة السلفية والحزب على المشاركة الفعلية والإدلاء بأصواتهم في العديد من محافظات الجمهورية، وعلى رأسها محافظة الإسكندرية معقل الدعوة السلفية.
الحزب السلفي مع بداية أيام الانتخابات، حرص على التواجد منذ الساعات الأولى مع انطلاق علمية التصويت أمام لجان الاقتراع، داعيًا جموع الشعب المصري للنزول بكثافة والمشاركة في العملية الانتخابية، لتفويت الفرصة على من يريدون هدم الدولة أو تقويض أركانها، وتأكيدًا منه على مشاركة الدعوة السلفية وحزب النور بقوة في انتخابات الرئاسة ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي محاولة لإبعاد تهمة الإرهاب عنه.
وكان على رأس المشاركين الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، والدكتور يونس مخيون رئيس الحزب، ونشر حزب النور صورتهما أثناء إدلائهم بصوتهم، تأكيدًا على مشاركة الدعوة السلفية وحزب النور بقوة في انتخابات الرئاسة، ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفي هذه الأثناء تعرض الحزب السلفي، إلى هجوم شديد من قبل حلفائه في الأمس القريب، الذين أصبحوا أعدائه اليوم، هم جماعة الإخوان والتابعين لها منذ ثورة 30 يونيو، حيث وصفتهم اللجان الإلكترونية بالبائعون لـ"دين الله"، وكما وصفتهم بـ"الخائنون لدماء المصريين" -في إشارة منهم إلى قتلى الجماعة-، ليبقى السؤال الذي بادر إلى أذهان المصريين، ماهي المكاسب العائده على الحزب والدعوة السلفية من هذه المشاركة؟
وفي البداية طرح "أمان" السؤال على الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والذي أكد على أن الحزب أو الدعوة لا يريدون أي أهداف خاصة بهم، حيث أن مشاركتهم في الانتخابات الغرض منها هو حماية مصر من المخططات الذي وضعها الأعداء ضد الأمة المصرية.
أما عن الدكتور أحمد خليل خير الله رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، اتفق مع "برهامي"، بحديثه عن إن ما أرده حزب النور من الانتخابات هو حمايتها من أهداف أهل الشر، الذين يريدون تدمير البلاد والعباد.
وبعد الاتفاق بين قادة الحزب على أهداف مشاركتهم في الانتخابات، بدأ "أمان" في توجيه السؤال على خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية، حيث قال هشام النجار، إن نجاحات حزب النور في هذه الانتخابات أنه "سيحظى باستمرار الحضور داخل المشهد السياسي وبمظلة حزبه لكن دون امتيازات اضافية لأن هذا الامتيازات تصنعها مبادرات الحزب الاصلاحية الذاتية بمعنى أنه من خلال تطوير نفسه ومعالجة الاشكاليات التي لا تزال عالقة يمكنه أن يعزز من تواجده ويضاعف من نفوذه لكن طالما هو يكتفي بكسب شرعية وجوده من خلال هكذا مواقف داعمة للأنظمة فلن ينال غير ما هو عليه الآن دون تقدم يذكر".
بينما قال طارق البشبيشي الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن حزب النور خطط بشكل قوي لاستمراره في الحياة العامة، وأراد الانخراط في الحياة السياسية، وترك شماتة الإخوان بعيدًا، حيث أصبح حزب النور أكثر الاحزاب المصرية فهما للعبة السياسية واكثرهم براجماتية.