هل تستعد «القاعدة» للسيطرة على المشهد الإعلامي؟
ظل لشهور طويلة، مختفيًا، لا يسمع عنه أحد أنباء أو أخبار تفيد بكونه حيًا أم أصبح من الموتى، خاصة وأنه على رأس القوائم الإرهابية المطلوبة لدى الدول الكبرى، إلا أنه كالحرباء بسبعة أرواح، إنه أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ورفيق درب أسامة بن لادن مؤسس التنظيم، حيث عاود في الظهور مرة أخرى ولكن على غير العادة، يصدر أكثر من إصدار في أقل من عشرة أيام، بعضهم كلمات صوتية فقط، والأخرى كلمات مرئية يظهر بها وإلى جانبه قطعة سلاح آلي.
الظهور كان في السابق لـ"الظواهري"، يأتي في أقصى تقدير مرة كل عدة شهور، لكن هذه المرة ظهر في ثلاث إصدار مختلفة، في أقل من شهر، الأولى كان بتاريخ 6 مارس الجاري، وحرّض فيه على شن هجمات إرهابية ضد فرنسا في القريب العاجل، وحملت بعنوان «فرنسا قد عادت يا أحفاد الأسود»، ولم تتجاوز 7 دقائق، دعا خلالها "الظواهري" من عناصر التنظيم إلى تنفيذ عمليات في قلب فرنسا، مستدعيًا خلال حديثه الكاريكاتير المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم على صحيفة "شارلي إيبدو".
أما الإصدار الثاني الذي بث بتاريخ 18 مارس الجاري، والذي تحدث فيه غن علاقته بتنظيم داعش، وأن الأخير رفض مبادرة للتعاون المتبادل للوقوف في وجه التحالف الدولي بقيادة أمريكا، في سوريا والعراق فرفض التنظيم ورد بتكفيرهم. وكان الإصدار ضمن سلسلة الربيع الإسلامي، والتي جاءت بعنوان «شرق إفريقيا ثغر الإسلام الجنوبي".
أما الأخير جاء بتاريخ 21 مارس الجاري، فيه عناصره لمحاربة أمريكا "كما يعتدون علينا فى كل مكان" حسب زعمه، وصفها بأنها "رأس الأفعى وهبل العصر". وحمل الإصدار اسم "أمريكا عدوة المسلمين الأولى"، مدتها حوالى 17 دقيقة: إن طبيعة المعركة هى معركة عقدية، ولن تتراجع أمريكا عن ظلمها أمام الشرعية الدولية التى صنعتها، ولن يوقفها سوى الجهاد بالسلاح والسنان، والحجة والبيان، والثبات على عقائد الإسلام وأحكام الشريعة.
كما دافع عن جماعة الإخوان الإرهابية، وحمل فشلها إلى حملة تشويه تتعرض لها، بينما هاجم تنظيم داعش الإرهابي وزعيمه أبو بكر البغدادي.
والمتبادل الجيد لتنظيم القاعدة، يعلم أن الظهور الإعلامي الكثير ليس من عادته القديمة أو الحديثة، وأن هذه الظهور المتكرر من قبل زعيم التنظيم، يؤكد على أن التنظيم يريد السيطرة على المساحة الإعلامية الذي خسارها تنظيم داعش في الأونة الأخيرة نتيجة للخسائر التي تلقها على أرض الواقع، وذلك حسبما أكد خبراء في الحركات المسلحة.
واتفق معهم هشام النجار الباحث في شؤون الحركات المسلحة، بقوله: إن تنظيم القاعدة يحاول استغلال فترة ضعف "داعش"، وذلك لانهم يرون انها فرصة لن تعوض.
وأضاف النجار في تصريح خاص، أن تأتي مع رغبة القاعدة في تعزيز حضوره ونفوذه وهو يدرك أن داعش متفوق من الناحية الاعلامية ويسعى القاعدة لتطوير أدائه الاعلامي وتكثيفه حتى لا يترك لداعش الفرصة للتفوق من هذه الزاوية.
بينما قال محمد كمال الباحث في شؤون الحركات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، إن القاعدة فشلت في الماضي السيطرة على الألة الاعلامية بعد ظهور تنظيم داعش وخسائر الفادحة التي تلقها، لهذا هو يعلم أن داعش سيحدث لها نفس الكارثة لذلك يستعد للعودة.
وأضاف كمال في تصريحه،أن "الظواهري" رأى حالة العزوف لدى المنتمين في الماضي لداعش، من التنظيم، نتيجة لأحكامه المشددة لهذا هو يقوم بالاستعداد لجذب هؤلاء.