«داعش» يبرر القيام بعملياته الانتحارية
التنظيم يلجأ لـ«المرضى والمصابين» لتنفيذ العمليات.. ويلعب في عقول عناصره لتنفيذها
بدأ تنظيم داعش الإرهابي في اللجوء إلى تبرير العمليات الإنتحارية، في الآونة الخيرة، لتحقيق خسائر كبيرة في صفوف أعداءه، ثأرًا لخسارته الكبيرة التي تكبدها وأفقدته الكثير من أماكن سيطرته سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا، حيث يسعى إلى دفع عناصره لتنفيذ العديد من العمليات الإنتحارية من خلال تبريرها وتشبيهها بما قام به الصحابة في الغزوات بأنها مشروعة وحلال.
ولجأ التنظيم الإرهابي إلى أشخاص بعينهم لتنفيذ عملياته الإنتحارية سواء بالتفجير بالسيارات أو الحزام الناسف، وكان في مقدمتهم المصابين إصابات بالغة من المعارك التي خاضها أو المرضى الميئوس منهم شفائهم، أو المعاقين، حيث كان آخر ما أقدم عليه التنظيم الإرهابي من استخدام أحد المصابين والمعاقين في تنفيذ عملية انتحارية، في الاصدار الذي جاء بعنوان "من الداخل7"، "أبو عبدالله الشامي" وهو رجل قعيد، قام بتنفيذ عملية انتحارية بتفجير سيارة مفخخة، فيما اطلقوا عليه "غزوة الثأر للعفيفات"، في سوريا.
لم يكن هذا القعيد الأول الذي يستخدمه التنظيم الإرهابي، حيث لجأ إلى المقاتلين المعاقين لتحريض الأصحاء على تنفيذ عمليات إرهابية، ففي إصدار حمل عنوان "المكلومون في سبيل الله"، سلط التنظيم الضوء على تحدي عناصره المعاقين ومشاركتهم في العمليات الإرهابية، محرضين القادرين على رفضهم تنفيذ العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى ما أوردته صحيفة "الديلي ميل"، في تقرير لها أعدته بأن التنظيم الإرهابي شارك الأطفال المعاقين لديه في دورات تدريبية لحمل العبوات الناسفة، لتنفيذ عمليات إنتحارية، كما شارك مقعد لم تمنعه إعاقته من إعدام متهمين بالتجسس في مدينة سرت الليبية، أثناء تواحد التنظيم هناك، حيث ظهر مُعاق على كرسيه، مقنعًا وراء شخص يرتدي بدلة الموت البرتقالية، قام بإعدامه.
وبرّر تنظيم داعش الإرهابي، العمليات الإنتحارية على أنها مشروعة، قائلًا بأنها "أفضل أساليب القتال والجهاد في هذا العصر"، مستخدمًا عددًا من الشواهد التاريخية، خاصة ما قام به بعض الصحابة في الغزوات من الانغماس والدخول وسط الكفار للإلحاق الضرر بهم، بأنهم مثلهم حين يقوم عناصره بتنفيذ العمليات الإنتحارية، مسوقًا عددًا من الأدلة في المتواجدة في القرآن والسنة، بأن عملياتهم الإرهابية مشروعة.
ولفت التنظيم الإرهابي، إلى أن هناك فروقًا بين الانتحار والعمليات الاستشهادية، فالمنتحر يقتل نفسه قاصدًا قتلها، واستعجالا للموت ودون مصلحة شرعية، أما صاحب العملية الاستشهادية لا يريد قتل نفسه ولكن يريد قتل الأعداء، ويقدم عليها من أجل نصرة المستضعفين والدفاع عن أعراض المسلمين ومن أجل مصلحة شرعية، مؤكدًا أن الأخيرة –العمليات الاستشهادية- لا يمكن حملها على الأدلة الناهية عن الانتحار ذلك أن تلك الأدلة وردت فيمن قتل نفسه بسبب ضرر دنيوي لا أخروي أو بسبب الحرص على الدنيا والمال، أو كان بسبب مرض شديد أو في حالة غضب أو ضجر أو خوف أو غم أو جزع أو عدم صبر، فيستعجل الموت فيقتل نفسه، حسب قولهم.
ويدفع التنظيم الإرهابي إلى تسويق العمليات الإرهابية على أنها مشروعة، من خلال ما قام به عدد من المرضى والمصابين، والمعاقين لتنفيذ العمليات الإرهابية، لتحريض عناصره الأصحاء لتنفيذ عمليات انتحارية، معتبرين أن صاحبها منغمسًا في الأعداء ومن أهل الصف الأول الذين لا ينظرون إلى الخلف، وفعله لا يعتبر انتحارًا أبدًا، لافتين إلى أنه لا يصح قياس فعل المنتحر على صاحب العملية الاستشهادية لأن الأول يقتل نفسه قاصدًا قتلها، والثاني يقصد بها قتل الاعداء، قائلين بأن السنة مدحت من يعرض نفسه وينغمس وسط الأعداء للقتل في سبيل الله لتنكيل بهم، مستشهدين بقصة فتى الأخدود الذي قتله الملك.