«داعش» يدخل عالم الــ«كوميكس».. التكفيري حين يسخر!
لجأ تنظيم داعش الإرهابي إلى استخدام الكوميديا والكومكيس، لأول مرة من أجل السخرية من معارضيه، في محاولة لتقليد الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ودشّن مناصرو التنظيم قناة جديدة عبر "التليجرام"، باسم «خلافة ساركزم سوسيتي»، على غرار الصفحات الساخرة بالسوشيال ميديا، ونشر التنظيم عددًا من الصور المقتبسة من الأعمال المصرية، حملت عبارات ساخرة، طالت في مقدمتها جماعة الإخوان "الإرهابية"، وطريقة تعاملهم مع قوات الأمن، بطريقة ساخرة.
ويفتقر التنظيم الإرهابي للعديد من كوادره فيما يعرف لديه بـ"ديوان الإعلام"، نظرًا لتعرضه لهزائم كثيرة خلال الفترة الماضية، وعكفت منابره الإعلامية على نشر العديد من التعميمات التي طالب من خلالها الانضمام إلى ديوان الإعلام لديه، مطالبًا المتقدم بأن تكون لديه خبرة في كل مجالات الإعلام، بالإضافة إلى نشر العديد من المواد الأرشيفية، كالمواد المقروءة الخاصة بما تعرف بـ«مؤسسة التراث العلمي»، وأرشيف مواد «أبوماريا الأسيف»، ومكتبة الهمة، ومؤسسات «الفرقان والاعتصام وأجناد»، وإذاعة «البيان» ومركز «الحياة» للإعلام، محاولا استعادة أمجاده المزعومة.
وأكد هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن تنظيم داعش لا يريد أن يفقد تواجده على الساحة الإعلامية، نظرًا لصعودة السريع وتميزه في هذا المجال، لافتًا إلى أن التنظيم يحاول مواكبة كل ما هو جديد في مجال الاعلام، ولجوءه إلى الكوميديا الساخرة على الطريقة المصرية، محاولا من خلالها جذب العديد من العناصر الجدد للتنظيم.
وأضاف "النجار" في تصريحات لـ"أمان"، أن داعش كان يعتمد على أمرين في بداية ظهوره، «الإعلام والتمويل»، موضحًا أن الاعلام الداعشي كان الأقوى على الساحة من حيث التنوع في خروج المواد الإعلامية الخاصة، به عن طريق قنواته الإعلامية التي يبث من خلالها العديد من إصداراته سواء المرئية وأساليب تصويرها، أو المقروءة كالمطبوعات الصحفية الخاصة والمجلات الورقية التي يقوم بإصدارها كـ"النبأ ودابق وقسطنطينية" وغيرها، بالمقارنه بين مستوياته بالتنظيمات الأخرى.
وأوضح النجار، أن التمويل الخاص بالتنظيم كان متوفرا لديه بشكل كبير، فهو من أقوى التنظيمات التي كان لديها وفرة مالية، منوهًا أن داعش فقد "المادة"، ويسعى إلى أن يبقى في الساحة ويتميز في المجال الإعلامي الذي تبقى له عقب انقطاع بريق الخلافة المزعومة بخسارته الموصل والهزائم المتكررة التي تعرض لها، لافتًا إلى أنه يحاول أن يتخذ من الأساليب الجديدة ويواكب كل ما هو جديد في مجال الإعلام للظهور.
وأشار "النجار" إلى أن التنظيم الإرهابي يحاول بقدر الامكان أن يحافظ على تفوقه وتميزه في هذا الجانب، لوجود منافسة رهيبة بينه وبين التنظيمات الأخرى، لجذب الاعضاء، موضحًا أن الصراع ليس في حيز الشرق الأوسط فقط، ولكن على المستوى العالمي، مؤكدًا أن المنافسة أصبحت عالمية.