رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شباب الإخوان» بالسودان: 70% من الأعضاء مستعدون لحمل السلاح (حوار)

جريدة الدستور

قبل أيام قليلة تناقلت وسائل الإعلام المختلفة أنباء عن إعلان السلطات السودانية ترحيل جميع قادة وشباب جماعة الإخوان المصريين الهاربين منذ ثورة 30 يونيو وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين، إلى خارج البلاد على خلفية ما حدث من تفاهم بين مصر والسودان.

وحول هذه الأحداث تواصل "أمان"، مع اثنين من شباب الإخوان المقيمين في السودان، وأكدا ما تردد خلال الفترة الماضية بشأن الطلب من أعضاء الجماعة ترك البلاد والبحث عن دول أخرى تكون ملاذا آمنا لهم، كما أكدا أن القرار تم تجميده بعد ساعات من اتصالات قادة الإخوان الهاربين في قطر وتركيا مع السلطات السودانية.
كما أوضحا أن شباب الإخوان المقيمين في السودان لا يحملون جوازات سفر أو أي أوراق خاصة بهم ولا حتى أوراق الإقامة حتى يتمكنوا من السفر إلى بلدان أخرى، كما اتفقوا على أن شباب الجماعة الآن بعضهم اندمج داخل تنظيمات إرهابية مثل داعش ونسبتهم لا تتعدى 2 بالمائة، كما أن النسبة المتوقعة حال استمرار وضع الإخوان لاشتراكهم في التنظيمات المسحلة تتعدى 70 بالمائة.

وخوفًا من العواقب التي قد تقع على الشباب من قبل الجماعة خاصة في ظل التصريحات التي أدلوا بها، تحفظ "أمان" بأسمائهم حسبما طلبوا خلال إجراء الحوار، حيث أنهم شابين من شباب مكتب الإداري بالاسكندرية، وهم "م. ط"، و"م. ش".
إلى نص الحوار...

◄ ما صحة تقارير طردكم خارج البلاد؟
"م. ط": لم نفاجئ بهذه التقارير لأنه سبقها أسبوع من النقاشات مع الجهات الرسمية داخل جمهورية السودان، وكان نص القرار الصادر من السلطات أن يتم ترحيل جميع المصريين الملتحقين بجماعة الإخوان خلال 48 ساعة، ومن يخالف سيتم القبض عليه وتسليمه للسلطات المصرية، وهذا الأمر كان سيسبب كارثة كبرى لدى الشباب، وأن أغلبهم لا يملك جواز سفر سار أو أوراقا خاصة بالإقامة في البلاد ولا يمتلك المال أيضًا خاصة أن الجماعة تعاني الآن من أزمة داخلية كانت انفجرت في منتصف العام الماضي وهو طرد القيادات التاريخية للشباب من الدعم الذي كان يتم إرساله لهم.
"م. ش": بالفعل تم إبلاغي من قبل أحد القادة المسئول عني في السودان، بأني أقوم بتجهيز شنطي لمغادرة البلاد دون تحديد مسبق للبلد المتجه إليها.

◄ ماذا حدث فور استماعكم للقرار؟

"م. ط" و"م. ش": عندما تم إبلاغ شباب الإخوان بدأنا بالاتصال مع كل قادة الجماعة المتواجدين داخل البلاد وخارجها وعلى رأسهم المقيمين في تركيا وقطر ولندن، للضغط والتفهم حول القرار لوقفه أو تجميده لحين إشعار آخر، وبالفعل في أقل 24 ساعة تمكن القادة من تجميد هذا القرار وتعليقه.



◄ ماذا كان سيحدث حال تنفيذ القرار؟

"م. ط" و"م. ش": كانت ستنفجر كارثة في وجه الإخوان، لان العدد ليس بالقليل فهو يتخطى المئات، وكان مبرر كل من تدخل لحل الأزمة، أن أغلب الشباب لديهم ظروف صعبة ومنهم من لا يمتلك جوازات سفر، فعلى الأقل لو الموضوع خلاص قرار نهائي يبقى في فرصة الناس تظبط أوضاعها.

◄ إلى أي الدول ستتجه الجماعة ناحيتها حال تنفيذ هذه القرارات؟

"م. ط" و"م. ش": بكل تأكيد هناك عدة دول لكن الأزمات الأخيرة التي شهدها العالم بعدما حدث في سوريا والعراق وغزو التنظيمات الإرهابية للعالم أجمع، لهذا كانت ستكون ماليزيا هي البديل الجديد، لأنها أسهل مكان يمكن التوجه إليه لأنها لا تحتاج تأشيرة.

◄ هل مازالت هناك اتصالات مع قادة الجماعة الهاربين في الخارج خاصة بعد أزمتكم الشهيرة بطردكم من السكن في إبريل من العام الماضي؟

"م. ط" و"م. ش": نعم عادت الاتصالات بيننا، لأن البعض تدخل لوقف ما حدث في ذلك الوقت، والآن عادت الاتصالات الداخلية خاصة بعد القرار الذي كانت بصدده السودان.

◄ هل عاد أحد من الشباب إلى مصر في ظل الأزمات التي واجهوها؟

"م. ط" و"م. ش": عاد عدد محدود جدا من الشباب الذين هربوا بعد 30 يونيو، إلى مصر وكان أمامهم أحد المصيرين الأول هو الانضمام إلى تنظيمات مسلحة، والأخرى هو تسليم أنفسهم إلى الأمن.

◄ بصفتك أحد الشباب المنتمي لجماعة الإخوان.. لماذا ينضم بعضهم إلى التنظيمات الإرهابية كما حدث في موقف عمر الديب الذي أعلن داعش انتماءه له؟

"م. ط" و"م. ش": هناك عدة أسباب لانضمام الشباب إلى التنظيمات والجماعات المسلحة، الموجودة داخل أو خارج مصر، وأهمها هو ما حدث لهم من تشريد من قبل الجماعة والعيش في المظلومية التي انتهجتها الجماعة منذ 30 يونيو، بالإضافة إلى استخدام هذه التنظيمات بعض الشعارات التي تستخدمها الإخوان، كما يزعمون أنهم سيثأرون للشباب الذين قتلوا خلال عمليات مع قوات الأمن، وكفرهم بخيار السلمية كحل للأزمة.

◄ فهل هناك أعداد كبيرة انضمت للتنظيمات المسلحة؟
"م. ط" و"م. ش": ليس لدي عدد حصري أو شبه مقرب من داخل الجماعة، لكن أكاد أجزم أن أكثر من 70% من شباب الإخوان إما انضموا أو يفكرون في داخل وخارج مصر، في الانضمام إلى التنظيمات المسلحة وأغلبهم يتبع اللجان النوعية مثل حسم ولواء الثورة وغيرهما.

◄ هناك نسبة انضمت بالفعل إلى داعش كم تقدرها؟
"م. ط" و"م. ش": أما من يمكن أن ينضموا لداعش منهم فلا يتجاوز ٢% فقط، والجماعة تحاول الترويج لمفاهيم ومصطلحات تستميل بها الشباب للانضمام لتنظيم مثل داعش كما تتركهم لحركات ترفع شعار المقاومة داخل مصر.

◄ وهل يمكن أن يتحول شباب الإخوان داخل السجون إلى الانتماء لـ "داعش"؟

"م. ط" و"م. ش": الوضع داخل السجون المصرية مختلف تمامًا عن الخارج، ففي الداخل لا يمكن أن يتم استمالة الشباب داخل السجون وذلك لعدة أسباب أهمها أن الشباب رأى أمام عينيه ما حدث له خلال انضمامه لجماعة الإخوان فما بالك بمن يشترك في العمل المسلح ضد الدولة.
كما أن عنبر السجناء السياسيين يتحول إلى مؤسسة إخوانية تدار وفق رؤيتهم؛ في ساحة التريض تقام صلاة الظهر يعقبها دروس معظمها دينية أو فقرات فنية ترفيهية، معظم السجناء يهتمون بممارسة رياضات مختلفة كالمشي والجري وكرة القدم والكرة الطائرة، ومعظمهم كذلك يهتمون بحفظ القرآن وتلاوته بالليل والنهار، وفي الزنازين بعد غلق الأبواب تنظم دروس أخرى دينية في معظمها كذلك وتقام بقية الصلوات المفروضة، والحديث في شأن السياسة لا ينقطع، السجناء يتلمسون الأخبار من هنا وهناك.

◄ هل استمرار فشل الجماعة يزيد من انضمام الشباب إلى التنظيمات المسلحة؟

"م. ط" و"م. ش": بكل تأكيد فالفترة التي تعيشها الجماعة هذه السنوات وانشقاقها الداخلي، وانتشار التنظيمات المسلحة، بالتزامن مع ذلك جعل الشباب كعكة يبحث عنها جميع الإرهابيين، في الأونة الأخيرة، خاصة في ظل التضييق المادي الذي يعيشونه في السنوات الماضية.