بـ«العقرب السام».. كيف نجح الأمن في شل تحركات «حسم ولواء الثورة»؟
خبراء يحللون أسباب انهيار تنظيمات العنف الإخوانية
لم تنفذ حركة حسم أي عمليات إرهابية منذ أكثر من 5 أشهر سوى الإعلان غير المؤثر في 30 سبتمبر الماضي، عندما زعمت استهداف سفارة "ميانيمار" بالقاهرة بعبوة ناسفة دون وقوع أي إصابات.
وقبلها نفذت الحركة في شهري يونيو ويوليو 3 عمليات، باغتيال النقيب إبراهيم عزازي، بالأمن الوكني بمحيط منزله في القليوبية في 7 يوليو، ثم تلاها استهداف آلية عسكرية لأمن الفيوم في 20 يوليو.
تلقت حركة حسم عشرات الضربات المؤثرة على يد الأمن العام الماضي، كان أخرها الجمعة 9 فبراير الجاري، بالقبض على 14 من الحركة وتصفية 3 آخرين، حيث قالت وزارة الداخلية- في بيانها- أن تلك المجموعات خططت لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية المتزامنة تجاه المنشآت والمرافق المهمة والحيوية والقوات المسلحة والشرطة، خلال الفترة المواكبة لبدء إجراءات الانتخابات الرئاسية؛ لإحداث حالة من عدم الاستقرار بالدولة.
في البيان ذاته، أكدت الوزارة أنها إعدت خطة أمنية موسعة لتطويق مسارات تحركات عناصر الحركة المشار إليها بمحافظات "القليوبية - الدقهلية-البحيرة- المنوفية- الشرقية- أسيوط - الفيوم"، ومداهمة أوكار اختبائهم، حيث تأتي تلك التصريحات متزامنة مع "العملية الأمنية الشاملة"، التي أطلقتها القوات المسلحة والشرطة المصرية في سيناء والظهير الصحراوي، والدلتا، للقضاء على الإرهاب وشل حركته في مصر.
على بكر، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، قال إن الضربات الأمنية "الاستباقية" ضد حركتي حسم ولواء الثورة، سببًا أساسيًا في قصم ظهر التنظيمين، وإحباط تحركاتهما خلال الأشهرة الأخيرة.
كما أرجع "بكر"، قلة خبرة الجماعات النوعية التابعة لجماعة الإخوان في العمل التنظيمي المسلح، باعتبار أن معظم عناصرهم ينحدرون من الجماعة التي فقدت عدد كبير من كوادرها سواء بالقبض عليهم أو تصفيتهم على يد قوات الأمن، كان له تأثيرًا كبيرًا على الحركة ووضعها، لافتًا إلى أن مصادر التمويل قد تقلصت أيضًا الأشهر الماضية، مما ترتب عليها اهتزاز الهيكل التنظيمي لتلك الحركات بشكل كبير لقدرة الأمن على الوصول للضواحي والمزارع، وفهم استراتيجية عناصر الحركة في الاختباء وسط الأماكن المزدحمة.
توقع "علي بكر"، اختفاء جميع الجركات النوعية المسلحة التابعة للإخوان وعلى رأسها "حسم ولواء الثورة" بشكل كامل نهاء العام الجاري 2018، مسلطًا الضوء على "العملية العسكرية الشاملة" التي أطلقتها القوات المسلحة والشرطة المصرية الجمعة الماضي 9 نوفمبر الجاري.
قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن أهم ما يميز العملية العسكرية الشاملة هو قيامها على استراتيجية واضحة لتجفيف منابع الإرهاب بدك معاقله ثم تمشيط المنطقة المحيطة به بعد ذلك، وتشديد الحصار عليها لمنع تسلل العناصر الإرهابية، فضلًا عن استهدافها الدلتا والظهير الصحراوي، وسيناء في وقت واحد بقوات كبيرة لتحقيق أكبر قدر من النجاح.
كما اتفق معه في الرأي، أحمد كامل البحيري، الباحث المتخصص بمركز الأهرام، بأن الأجهزة الأمنية أصبحت أكثر يقظة في الفترة الأخيرة، وحقق الجيش والشرطة نجاحات واسعة ضد تلك العناصر، مسلطًا الضوء على تغيير أجهزة الشرطة من استراتيجيتها التي أصبحت تصل إلى أوكار البؤر الإرهابية في القرى والمزارع وتكتشف معامل صغيرة لصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، وهو ما يؤكد قدرة الأمن والشرطة على اختراقها.
تحدث البحيري عن أن اتجاه عدد من الدول الكبرى لوضع التنظيمات الإرهابية المصرية على لائحة الإرهاب لديها وأخرها بريطانيا في 22 ديسمبر من العام المنصرم، والخزانة الأمريكية في 31 يناير الماضي، يؤثر بشكل كبير على مصادر تمويل تلك الجماعات ويضع داعميهم، خاصة من الخارج في مواقف محرجة.
استبعد "كامل البحيري"، رجوع انخفاض عمليات تلك التنظيمت لثقل تحركاتها أو العمل على إعادة أوراقها، لافتًا أن قدرتها على العمل السري، وإعادة تشكيل صفوفها ضعيف للغاية ولا يصل للحد الاحترافي كما في تنظيمات داعش والقاعدة.
وشدد اللواء عبدالرافع درويش، الخبير الأمني، أن انحسار العمليات الإرهابية في الداخل المصري، يعود إلى عدة أسباب أولها المصالحة التي تمت بين حركتي فتح وحماس، وعودة العلاقات المصرية الفلسطينية بشكلها الطبيعي، وهو ما قطع الامداد القادم من غزة لحركات الإخوان في الداخل والإرهابيين في سيناء أيضًا.
كما أكد الخبير الأمني، أن الأجهزة الأمنية المصرية، لعبت دورًا كبيرًا جدًا، خلال الفترة الأخيرة، في الإيقاع بالكثيرين، من المنتمين لحركتي حسم ولواء الثورة الأخوانيتين، من خلال تتبع هذه العناصر الإرهابية، في جميع محافظات مصر، خاصة أن هناك خطة وضعتها وزارة الداخلية، تسمى خطة "العقرب السام"، والتي تتجسد في تتبع جميع عائلات قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، لمعرفة تحركاتهم في الشارع المصري، وتواصلهم مع الإرهابيين مما سهل القبض على عدد كبير منهم.