بعد طرده.. هل يعود داعش إلى المناطق المحررة بالعراق؟
وسط النصر العظيم الذي أعلنه الجيش العراقي على تنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق نفوذه، مطلع العام الحالي، تقع مخاوف من عودة التنظيم من جديد إلى المدن المحررة بعد رصد تحركات خفية لعناصر التنظيم الإجرامي داخل مدينة الموصل بإنزال الأعلام العراقية وكتابة شعارات التنظيم على الجدران لإعطاء إشارة على أن التنظيم ما زال موجودا في الموصل.
وكانت وكالات إعلامية قد نقلت عن مصادر محلية داخل محافظة نينوي العراقية، قيام عناصر تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي بإزالة أكبر علم عراقي من تل السبت، في ناحية حمام العليل وقتلوا ثلاثة من عناصر الشرطة المحلية خلال الأسبوع الماضي.
عن هذا الموضوع يقول الباحث العراقي الأمني علي فضل الله، إن الانتصار العسكري في الحسابات الأمنية لايعني انتهاء المعركة، خصوصا مع تنظيمات إرهابية أصبحت على مستوى عال من التطور وتدعمها مخابرات عالمية، لذلك من الطبيعي أن نشهد بعض الخروقات الأمنية بين الحين والاَخر، وتحديدا في منطقة الموصل، حيث تحاذي هذه المنطقة عدة مناطق ساخنة، أولاها الجوار السوري، إضافة إلى تشنج العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، يضاف إلى ذلك وجود مشاكل على الحدود التركية، جميع هذه الأمور تضفي صعوبة على الملف الأمني، كما يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن هناك بعض الخلايا النائمة التي لا زالت داخل الموصل، فمن الطبيعي أن نشهد بعض الخروقات. مما يتطلب توجيه ضربات استباقية ودقيقة باتجاه هذه الخلايا للوصول إلى استباب الأمن داخل محافظة نينوى.
ويضيف في تصريحات تليفزيوينة، أن الجهد السياسي يتحمل المسئولية الأكبر، وأعتقد أن المرحلة القادمة سوف تكون المهمة فيها أصعب من الجانب العسكري، خصوصا إذا ما علمنا أن هناك ثارات ونزاعات عشائرية وقبلية وتقاطعات اثنية وطائفية وعرقية بين المكونات داخل مدينة الموصل، والحكومة العراقية أعدت العدة للسيطرة على الوضع الأمني.
ويتابع: إن هناك تواصلا من القيادات الميدانية العسكرية مع الأهالي، وألزمتهم في حال وجود نزاع مع أي شخص بضرورة التوجه نحو الطرق القانونية، والتي يستطيع من خلالها الاقتصاص من أي شخص سلك الطريق الإرهابي، أما أن يترك الموضوع بصورة عشوائية فسيكون له ارتدادات سلبية.