«من بيع المخدرات لمزاعم حرقها».. قصة تمويل داعش المهددة
زعم تنظيم داعش الإرهابي، احراقه للمخدرات ضمن أعمال "الحسبة" -مؤسسة تزعم عملها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-، في أفغانستان، وذلك في ظل التمدد الذي يحاول تنفيذه التنظيم في هذه المنطقة.
وبحسب الجهاز الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي والمكنى بولاية "ننجاهار"، والذي قام بنشر صور زعم أنه يقوم باحراق المخدرات الذي قام بضبطها في المناطق التي يقوم باقتحامها.
كما سبق قبل يومين، أن أصدر التنظيم أيضًا صورا لعملية جلد أحد المواطنين، "شاب يقوم ببيع المخدرات" –على حسب رؤية التنظيم-.
وتبدو الخسائر التي يتلقها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها، وهجرة عناصره إلى الخارج، أدت إلى احراق التنظيم مثل هذه المواد لعدم ضبطها بعد تطهير المناطق واستغلالها ضد التنظيم.
وكان في منتصف العام المنصرم، نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول استخباراتي رفيع معلومات خطيرة عن تجارة المخدرات التي يقوم بها تنظيم داعش بين العراق وسوريا، بعد خسارته مصادر تمويله من النفط في محافظة نينوى ومناطق أخرى. ويؤكد المسؤول، أن تجارة المخدرات صارت المصدر الأساسي لتمويل داعش، وأن محافظة الأنبار تعد المركز الأهم لإدارة هذه التجارة عبر تاجر معروف في المحافظة، يفضل أن يطلق عليه تسمية "بابلو إسكوبار العراق"، في إشارة إلى تاجر المخدرات الكولومبي الشهير.
ويحذر المصدر من أن محافظة الأنبار معرّضة للسقوط مرة أخرى بيد داعش، في ظل التخبط الأمني والتقاطع بين الأجهزة المختلفة والنفوذ الذي يتمتع به تجار المخدرات داخل الأجهزة الأمنية.
ويؤكد الخبير بالجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، كلام المصدر الاستخباراتي بشأن تجارة داعش في المخدرات، ويؤكد قيام التنظيم بزراعة "القنب الهندي" في مناطق مختلفة من العراق مثل مناطق البوركيبة شمال بغداد، والشاخات في اللطيفية جنوب بغداد، والعويسات الواقعة بين محافظتي الأنبار وبابل، وقضاء تلعفر الذي يسيطر عليه حتى الآن، كذلك قرية الصكّار في البعاج بمحافظة نينوى، وفي شمال شرقي محافظة ديالي، وفي منطقة حوض حمرين تحديدا، إضافة إلى زراعته في بزايز مدينة بهرز في محافظة ديالي.
ويقول الهاشمي، إن تنظيم داعش "يستغل جهل الناس بطبيعة نبتة القنب الهندي التي تزرع في مختلف الظروف، ويقوم ببيعها استنادا إلى فتوى (جواز بيع السم للكافر) الشائعة في فقه الجماعات التكفيرية".
ويؤكد الخبير الأمني قيام القوات الأمنية بين فترة وأخرى بحملات لهذا النوع من المزارع، لكن طبيعة النبتة التي تشبه نبات الجت يحول ربما دون اكتشافها في أحيان كثيرة. ويعتقد أن زراعة المخدرات نقلها إلى مناطق سنة العراق المقاتلون الأفغان في "القاعدة" و"داعش"، فيما علم الإيرانيون زراعتها للشيعة في الجنوب.
ويرى المصدر الاستخباراتي، أن "العمل بتجارة المخدرات هي أقوى مصادر تمويل (داعش)"، ويؤكد أن حركة المخدرات اليوم تنشط عبر خطين، الأول، الخط الذي يعتمده تنظيم القاعدة، وينطلق من أفغانستان وباكستان مرورا بإيران والعراق ثم سوريا، وتصب بضاعته في بعض دول الخليج.
أما الخط الثاني الذي يديره تنظيم داعش، ويتحاشى التعارض مع خطوط "القاعدة" ولا يرغب في الدخول في حرب معها، فيسير من العراق إلى سوريا ثم إلى تركيا وأوروبا.