نكشف أسباب فشل الصوفية في المساهمة بتجديد الخطاب الديني
بالرغم من الجلسات التى عقدها الإتحاد العالمي للطرق الصوفية، وبعض المشاورات التي تبنتها المشيخة العامة للصوفية، بخصوص تجديد الخطاب الديني، إلا أن ذلك كله لم يأت بجديد، وفشلت الطرق الصوفية، في المساهمة في تجديد الخطاب الديني، الذى نادى به الرئيس عبدالفتاح السيىسي، وطالب وقتها من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، بتحمل المسئولية كاملة لمواجهة خطر تأويلات وانحرافات التيارات المتشددة التى تنفث سمومها، ليل نهار، فى شئون الفتوى والتفسير وغيرها من الأمور.
من جانبه قال الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر لـ"أمان" إن الأسباب الرئيسية التى جعلت الطرق الصوفية، تفشل فى تجديد الخطاب الديني، هو أنها لاتمتلك المقومات التي تجعلها تفعل ذلك، فالطرق الصوفية، تحتاج أولا إلى تجديد خطابها الداخلي قبل أن تتجه لتجديد الخطاب الديني، كما أن هذا الأمر ليس متعلقا بالطرق الصوفية، بل هو شأن الأزهر والأوقاف، لأنهم يملكون العلماء والفقهاء والأساتذة والجهابزة القادرين على ذلك.
وتابع "كريمة" أن مشايخ الطرق الصوفية أنفسهم ينقصهم الجانب التأهيلي والدراسي.
في السياق ذاته قال الدكتور فتحي حجازي أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر لـ"أمان"، إن تجديد الخطاب الديني، مسئولية كبيرة ولا يجب حصرها في الطرق الصوفية، لأن المعني في الأساس بهذا الأمر المؤسسات الدينية، وليس الصوفية أو السلفية، خاصة أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى عمل مؤسسي وليس فرديا، والطرق الصوفية لا تمتلك هذا الأمر.
وأضاف الشيخ سيد مندور شيخ الطريقة السمانية الصوفية، لـ"أمان" إن الطرق الصوفية لم تشارك بتجديد الخطاب الديني أصلًا، حتى تفشل، وما فعله الاتحاد العالمى للطرق الصوفية وبعض الطرق الاخرى، هى جهود فردية ولم تكن جماعية، وعلى ذلك هذه الجهود لم تكن في المستوى المطلوب، ولكن ليس معنى ذلك أنها ليست مهمة.
وتابع "مندور" أن الطرق الصوفية، ليس لديها الإمكانية، لمثل هذه الأمور، خاصة إنها تحتاج لى دعم مادي كبير، للتحسين والتطوير من أدائها، وعلى الدولة أن تقوم بذلك، فإذا أرادت الدولة ممثلة في مؤسساتها الدينية، أن يشارك الصوفية بهذه الأدوار فيجب تقديم الدعم الكافي لهم حتى يستطيعوا تحسين أفكارهم، ونشر منهجهم الوسطي، وعمل دورات لأتباعهم ومريديهم من العلماء والخطباء والأساتذة.