باحث فلسطيني: المصالحة لم تفشل وفتح وحماس في حاجة إليها
علق منصور أبو كريم، الباحث الفلسطيني البارز، على حقيقة ما يتردد بشأن فشل المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين فتح وحماس، وقال: "لا أعتقد أن المصالحة الفلسطينية قد فشلت حتى الآن بالرغم من تراجع خطواتها على الأرض، وهذا يعود برأيي لعدم وجود خيارات أخرى لدى الطرفين، خاصة لدى حركة حماس التي تسيطر على غزة، فرغم بطء خطوات تمكين الحكومة في غزة بسبب الخطوات التصعيدية التي اتخذتها حركة حماس عبر منع عودة الموظفين القدامى، ومحاولتها ربط قضية التمكين بإنهاء ملف الموظفين إلا أن المصالحة لم تفشل بعد بسبب حاجة الطرفين لها، فحركة حماس ترى في المصالحة الفلسطينية طوق نجاة واقع غزة الصعب بعد التردي الكبير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية خلال فترة حكم الحركة للقطاع، فالحركة تتحمل هذه الأعباء وبالتالي المصالحة تخدم الحركة في التخلص من هذا العبء في مقابل ترى السلطة الفلسطينية في المصالحة والظروف التي تمر فيها حركة حماس على المستوى السياسي والشعبي فرصة مناسبة لعودة السلطة الفلسطينية بشكل مريح لغزة، خاصة أن الأوضاع التي تمر فيها المنطقة والموقف الإسرائيلي والأمريكي والوضع الإنساني في غزة شكلت ضغوطا حقيقية على حركة حماس للسير باتجاه المصالحة، وبالتالي رغم كل هذه المعوقات التي تقف أمام المصالحة إلا أنها قائمة وموجودة ولكن تسير ببطء شديد، نتيجة غياب الثقة من جانب وتراجع الدوافع الدولية والإقليمية من جانب آخر بعد تراجع الدور المصري بعد قرار ترامب.
وعن أسباب تأخيرها، أضاف في تصريحات خاصة لـ «أمان» : كما قلت أن سبب تأخير إجراءاتها يعود لتراجع الدوافع الدولية والإقليمية التي رأت في المصالحة الفلسطينية مقدمة لتوحيد الفلسطينيين للدخول في جولة مفاوضات سريعة على أساس صفقة القرن من أجل إيجاد حل سريع للقضية الفلسطينية يكون جزءا من إستراتيجية ترامب لترتيب المنطقة وفق رؤية محددة، وبسبب إجراءات حركة حماس في غزة ومنعها عودة الموظفين القدامى مما شكل تحديا جديدا أمام المصالحة الفلسطينية، وبالتالي يمكن القول إن تراجع الدوافع الدولية والإقليمية وخاصة تراجع الدور المصري الفعال وتمترس كل طرف عند مطالبه حال حتي الآن عن التعجيل في خطوات المصالحة الفلسطينية التي في رأيي لن تفشل بسبب صعوبة الخيارات الأخرى لدي الطرفين".
وتابع: أعتقد أن المصالحة الفلسطينية سوف تستمر ولكن سوف تسير ببطء شديد لغياب الثقة بين الطرفين ومحاولة حركة حماس الاستمرار في حكم غزة بطريقة غير مباشرة، وبالتالي فشل المصالحة أو نجاحها يتوقف على سلوك حركة حماس من جانب وعلى عودة الدور المصري الفعال من جانب آخر.