خليفة: إقبال على زراعة الذرة ومحاصيل الأعلاف الصيفية
نظم المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» والتابع لجامعة الدول العربية الورشة الختامية لمشروع الذرة الرفيعة البيضاء بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء جامعة الدول العربية، بحضور الدكتور محمد سليمان رئيس المركز والدكتور سيد خليفة مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة.
وأكد المشاركون في ورشة العمل أن الأزمة الروسية الأوكرانية تسببت في ارتفاع أسعار محاصيل الحبوب والأعلاف بالأسواق الدولية وارتفاع أسعارها عالميا، مشيرين إلي أن هذه الأزمة هي فرصة هامة للتوجه نحو التوسع في زراعة الذرة الصفراء والبيضاء والرفيعة لتلبية الاحتياجات المحلية لصناعة الأعلاف والحد من استنزاف العملات الأجنبية في استيراد فول الصويا من الخارج.
ومن جهته، أكد الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين ومدير «أكساد» بالقاهرة، أن رؤية المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» تعتمد على دعم الجهود البحثية لمركزي البحوث الزراعية والصحراء لخدمة الأمن الغذائي المصري، والعربي، مشيدا باستنباط أصناف جديدة من محاصيل الحبوب متحملة لندرة المياه والجفاف وأعلى إنتاجية وتحديث النظم الزراعية وذلك في إطار خدمة المشروعات القومية الجديدة في الدلتا الجديدة وتوشكي وشمال وجنوب سيناء ونطلب المزيد لأن هذه البحوث مهمة للدولة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية والعربية.
وأضاف «خليفة» أن هناك تعاونا في مجال بحوث الذرة الرفيعة بالتعاون مع معهد المحاصيل الحقلية ويجري حاليا استعراض أهم النتائج لهذا المشروع لخدمة الأمن الغذائي المصري والعربي في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، موضحا أنه سيكون هناك إقبال كبيرة علي زراعة الذرة الصفراء والرفيعة الموسم الصيفي المقبل بسبب ما يشهده العالم من ارتفاع في أسعار هذه المحاصيل وخاصة بسبب الآثار الناتجة عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأوضح مدير مكتب «أكساد» بالقاهرة أن الشركة الوطنية نجحت الموسم الماضي في تلبية جزء من احتياجات اتحاد منتجي الدواجن وقام الأخير بالتعاقد الكامل مع الشركة لتوريد إجمالي إنتاجها من المحصول في مشروع توشكي، مشيرا إلى أن الدولة كان لديها رؤية استباقية في إدارة أزمات نقص إمدادات الغذاء وهو ما انعكس علي التوسع في زراعة محاصيل الذرة والقمح في مشروع مستقبل وطن في محور الضبعة، مشيرا إلى أن محصول الذرة لاقى اهتماما كبيرا من الدولة حيث شجعت على التوسع في زراعة المحصول وهو ما ظهر في زراعة 2.7 مليون فدان بالذرة الموسم الماضي.
وأكد «خليفة» أن زراعة هذه المساحات تؤكد أن الفلاح يدرك قيمة زراعة محصول الذرة بشقيها الشامية والصفراء والذرة الرفيعة للاستفادة منها في مشروعات تسمين الدواجن والإنتاج الحيواني، مشيرا إلى أهمية دور المعاهد البحثية المتخصصة للتوصل إلى تركيبة علفية تحتوي على منتجات الذرة الشامية الصفراء والبيضاء والذرة الرفيعة أو إنتاج السيلاج من مساحة 600 ألف فدان منزرعة بالذرة الشامية لتوفير الأعلاف اللازمة للتربية والتسمين.
ولفت مدير مكتب «أكساد» إلى أن العمل البحثي لا يعمل بمنطق الجزر المنعزلة ولكنه يعتمد على روح الفريق البحثي لحل مشاكل مجتمعية الخاصة بتوفير أعلاف رخيصة من خلال تعميم استخدام أصناف أكثر تحملا للظروف البيئية وأعلي إنتاجية وبحث علمي يعتمد التوصيات اللازمة لتوفر منتجات تناسب الظروف الاقتصادية للبلاد وتحل مشاكل صناعة الأعلاف بصورة غير تقليدية للمساهمة في زيادة إنتاج الماشية من الألبان أو التسمين أو في تسمين الدواجن وإنتاج بيض المائدة.
ومن جهته، قال الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية في كلمته خلال ورشة العمل إن ما يتعرض له العالم من تغيرات مناخية تؤثر على ارتفاع معدلات الحرارة بمختلف المناطق فضلا عن الآثار السلبية للأزمة الروسية علي أوكرانيا تعد من أهم العوامل التي تؤثر على توافر مستلزمات إنتاج الأعلاف وارتفاع أسعارها دوليا، يما ينعكس علي الإنتاج المحلي من اللحوم والدواجن وأسعار القمح وفول الصويا، مشددا على أن ذلك يدفع بأهمية دور البحث العلمي لحل هذه المشكلات لضمان النجاح في إدارة الأزمة والحفاظ على ما لدي البلاد من عملة صعبة.
وأضاف «سليمان»، أن دور المركز هو ابتكار تطبيقات جديدة للمرور بنجاح من الأزمات الطارئة، من خلال الإبداع العلمي، مشيرا إلي أن الشعب المصري أكثر الشعوب تحملا خلال الأزمات وهو ما حدث خلال حرب أكتوبر حيث لم يكن احتياطي القمح يكفي البلاد شهر ورغم ذلك تحمل الشعب المصري ونجح في المرور من الأزمة ونجح في أن يوفر القمح لمدة 6 أشهر.
وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية أن الأزمة الحالية في الحبوب يمكن ان تساهم في عودة إنتاج الخبز في الريف المصري مرة أخري بدلا من الاعتماد على الخبز المدعم من الدولة بصورته الحالية لتخفيف الضغط على توفير القمح المستورد لتلبية صناعة الخبز المدعم من الحكومة لتأمين «لقمة العيش».
وشدد «سليمان» على أهمية التعاون مع «أكساد» وقيام المعاهد البحثية التابعة للمركز باستنباط أصناف من الذرة أكثر تحملا للظروف المناخية وأعلى إنتاجية وأكثر جودة من ناحية توفر البروتين و«إذا لم يفكر الباحث» فلن «يبدع» لأنه يجب ان يتكاتف الجميع لحل مشكلة الفجوة العلفية التي تواجه البلاد حاليا.
وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية إن هذه التحديات تشكل دافعا للدولة والمواطن للتوسع في زراعة الذرة البيضاء والصفراء والرفيعة لتكون بديلا مناسبا لفول الصويا بسبب ارتفاع أسعارها في السوق الدولية خلال الفترة المقبلة بصورة كبيرة، مشددا على أنه سيتم تشكيل فريق بحثي من معهدي بحوث المحاصيل الحقلية والإنتاج الحيواني لإعداد تركيبة علفية ذات قيمة غذائية مرتفعة تمزج بين المحاصيل الثلاثة للذرة لاستخدامها في صناعة الأعلاف لحل مشكلة قلة المعروض من فول الصويا.
وأشار «سليمان» إلى أهمية التوسع في زراعة محاصيل الإعلاف الصيفية من الذرة خاصة أن إنتاجية مختلف أصناف وهجن الذرة أعلى إنتاجية من نظيرتها لمحصول فول الصويا الذي لا يمكن له منافسة المحاصيل الصيفية لإن إنتاجية فول الصويا لا تتخطي 1.25 طن مقارنة بإنتاجية الذرة التي تصل إلى 3 أطنان للفدان.
وشدد رئيس مركز البحوث الزراعية على أن أزمة العلف أزمة حقيقية وأن نفكر بصورة عير تقليدية تساهم في تلبية إحتياجات البلاد من محاصيل الأعلاف وخاصة الذرة، موضحا إنه يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الذرة الصفراء خلال عام واحد وذلك من خلال زراعة 2 مليون فدان بإنتاجية 3.5 طن تحقق 7 ملايين طن تلبي 70% من الاحتياجات اللازمة لصناعة الأعلاف خلال عام ويعتمد ذلك على توفير التقاوي اللازمة لزراعة هذه المساحة حتي نفيق من الغفلة التي عشناها خلال الفترة الماضية.
وكشف «سليمان » عن استعداد المركز لتوفير التقاوي اللازمة للتوسعات المستقبلية في زراعة الذرة وتوفيرها لصالح اتحاد منتجي الدواجن على أن يتعاقد من المزارعين علي المساحات المستهدفة وفقا للتقاوي الجاهزة بهذا الشأن علي أن يتم تحصيل قيمة التقاوي بعد حصاد المحصول من المزارعين.
وأوضح رئيس مركز البحوث الزراعية أن مشكلة مصر المتعلقة بتوفير الكميات اللازمة لإنتاج الأعلاف هو أننا أغفلنا دور الذرة الصفراء خلال السنوات الماضية بسبب انخفاض أسعارها عالميا وأن اللجوء لاستيراد الذرة الصفراء من الخارج يشكل دعما للمزارع الأجنبي على حساب المزارع المصري.
وأشار «سليمان» إلى أنه «آن الآوان» أن تبقي أموالنا داخل مصر لخدمة الزراعة والمزارع المصري وخاصة في ظل توجيهات الرئيس بالتركيز علي القطاع الزراعي والتوسع في زراعة القمح والحفاظ علي الأمن الغذائي وتوفير أعلافنا من الإنتاج المحلي للمساهمة في تطوير الإنتاج الحيواني والحفاظ على أسعار البروتين الحيواني في الأسواق، موضحا أن الذرة الرفيعة ستكون مخرجا لحل مشاكل كثيرة في مجال صناعة الأعلاف وخاصة مع الذرة الشامية لأننا «سنفوق من الغفلة التي كنا بها» خلال السنوات الماضية بسبب ارتفاع أسعار الحبوب في البورصة العالمية وأصبحت حقيقة.