«يبني الإنسان بيئته ليعبر عن وجدانه».. حكاية حسن فتحي الذي شيد «القرنة» (صور)
كرس المهندس حسن فتحي حياته لإنشاء قرية بأكملها في القرنة غرب مدينة الأقصر، وعمل على وجود أبراج الحمام، وصمم الأقبية التي توفر ظلالا قاتمة، وأضاف إلى هذه التنظيمات حلى مفرغة أشبه بالمشربيات من الطوب اللبن لتعمل كمرشح طبيعي للهواء.
تألفت القرية من سبعين منزلا مبينة وفق الطراز المعماري الذي استخدمه حسن فتحي، وهو عبارة عن مكان متسع مسقوف أشبه بمندرة وباب يقود إلى قبو طويل، وسلالم تصعد إلى السطح المكون من غرف متقابلة متسعة.
تتسع الغرفة لسرير واحد يقع في تجويف هائل بالجدار، ووجد بالقرية مسجد كبير، بالإضافة إلى عدد من المنشآت الأخرى، دار مناسبات، سوق، ثلاث مدارس، والشكل الرئيسي الذي صممه "فتحي" للقرية كان يعتمد مباشرة على توزيع المباني وفق ترتيب معين، يتيح مساحات واسعة لكل منزل.
حصل المهندس المعماري حسن فتحي على جوائز دولية عديدة، منها الجائزة الذهبية الخاصة من الاتحاد الدولي للمعماريين، باعتباره أحسم مهندس في العالم استخدم المواد الطبيعية والمحلية في أعمال معمارية تتناسب مع البيئة المحلية، وعقب تسلمه الجائزة، صّرح "إنني سعيد جدا بهذه الجائزة، فأنا أشعر الآن في العالم بدأ يدرك أهمية الفكر الذي ناديت به طوال حياتي في أن يكون الإنسان سيد الآلة، ولا يكون جزء منها، فلقد باعدت الآلة والتقدم التكنولوجي بين الإنسان والبيئة، وأبعدته عن الصدق في التعبير والاستمتاع بحياته الطبيعية، لقد ناديت أن يبني الإنسان حياته بطريقته التي تعبر عن حضارته وقيمه ووجدانه ورغبته الفطرية في الخلق الفني".
واعترف في حواره لجريدة "الأخبار" 23 نوفمبر 1987، أن أهالي النوبة أقاموا منزلا مصريا بالقرنة بطريقة القباب، وتكلف 600 جنيه، وأقامت الدولة في النوبة الجديدة بيوتا للنوبيين بعد تهجيرهم بيوتا من الأسمنت المسلح عبارة عن علب كبريت من الأسمنت تكلف عدة آلاف جنيه.