«تعيشي ليا يا حبيبتي»: حكايات من دفتر الأمل والألم لأمهات ذوي الهمم
بطولات وتضحيات الأمهات لا تنتهي، فمنذ نعومة أظافرنا وكانت أمهاتنا كحائط الصد تتحمل كل المتاعب من أجل توفير حياة طبيعية وناجحة للأبناء، ويأتي احتفال مصر بعيد الأم في الواحد والعشرين من مارس كل عام، ليعبر الأبناء عن امتنانهم لـ«ست الحبايب».
وتُكرم الدولة في هذا اليوم عددًا من الأمهات المثاليات، وخصصت فئة لأمهات الأطفال من ذوي الاحتياجات التي لم تواجهها الصعوبات العادية، فقط، لكنها كانت مضاعفة نتيجة الطبيعة الخاصة لذوي الهمم والتي تجعل مسئوليتهم أضعاف مضاعفة، الدستور مع احتفال مصر بالأمهات تواصلت مع بعض الأمهات اللائي لازمن أطفالهن من ذوي الهمم وظللن بجانبهن ليعشن حياة طبيعية كغيرهن.
شربات ساندت ابنتها حتى أصبحت بطلة رياضية
شربات البدري أمل لشابة في العشرين من عمرها من أصحاب متلازمة داون ساندت ابنتها التي حتى أنهت دراستها الإعدادية ووتدرس حاليًا بالصف الأول الثانوي، وقالت «الحياة لم تكن سهلة ليس فقط لوجود طفلة منذ ذوي الهمم ولكن لأن المجتمع لا يرحم براءتهم ونواجه التنمرحتى من أقرب الأقربين».
وتابعت واجهتني الكثير من لحظات الضعف خاصة عندما يرفضنا المقربون، فكانت عائلتي تتبرأ منا خوفًا من نظرة الآخرين للعائلة بأن بها طفل من ذوي الهمم، إلا أنني قررت أن أساندها كأنها طفلة طبيعية، موضحة « فى الثامنة من عمرها بدأت أهتم بالرياضة، وتدربت على كرة السلة ورم الجلة ودخلت العديد من المسابقات على مستوى الجمهورية وفازت بها 9 مرات، وأوضحت شربات كلما حصلت ابنتى على ميدالية أتمنى أن أذهب بها إلى أخي لأقول له أن ابنتي حققت مالم يحققه أولادك وأن مقاطعتك لي كان الحافز الذي دفعني إلى الاهتمام بابنتي».
فاطمة: واجهت مرض ابنتي بالقراءة الكثيرة عنه
فاطمة أحمد 46 عامًا أم لطفلة من ذوي الهمم، عاشت سنوات صعبة عقب ولادتها لطفلة من أصحاب متلازمة داون، خاصة مع رفض من حولها لوجود هذه الطفلة التي وصموها بالتخلف، وقالت فاطمة «عشت السنوات القليلة الأولى من حياة ابنتي شبه منهارة وأضع ردود أفعال كل من يراها في الحسبان، لكننى قررت أن أكون قوية من أجلها».
وتابعت بدأت أغير نظرة المجتمع لها من خلال تغيير نظرتي أنا أولًا فبدأت أقرأ عن المتلازمة وكيفية التعامل مع أصحابها ، ووجدت أنه رغم ما يعانيه أصحابها إلا أنهم يمتلكون قدرات أخرى أقوى من الطفل الطبيعي خاصة في الجانب الرياضي، ومن هنا بدأت اهتم بالرياضة في حياة ابنتي.
وأضافت «إن أطفال داون لديهم قدرات جسدية واضحة مع الاهتمام يها يستطيعوا تحقيق بطولات محلية ودولية، وبالفعل بدأت رقية تتدرب على السباحة وحصلت على المركز الأول فى مسابقة الجري لـ100 متر فى نادي الجزيرة».
علم النفس: أمهات أصحاب الاحتياجات يعانين من ضغوطات نفسية شديدة
وسام منير، أخصائي التربية الخاصة بكلية التربية جامعة عين شمس، قالت إن الإمهات بمجرد إداركهن بأنه أصبح لديهن طفل من أصحاب متلازمة داون يصابون باضطرابات نفسية تؤثر على سلوكهم وتعاملاتهم مع الأطفال، موضحة أن هذه الإضطرابات قد تؤدي إلى الخوف الزائد من الأم على ابنها وبالتالي تقوم بوضعه تحت رقابة شديدة خوفًا عليه ممن حوله أو يأتى اضطرابها بنتيجة عكسية فتهمله بشدة.
وأشارت أن الأم تتعرض لضغوطات كثيرة إذا كان لديها حالة من ذوي الإحتياجات الخاصة، فمبجرد أن تعلم الأم بمرض ابنها تبدأ فى التفكير كيف سأتعامل معه وأين سيدرس وكيف سيتعامل معه المجتمع، وقد يصل الضغط مع بعض الأمهات إلى ضغط مزمن يؤثر على نفسيتها بشدة.
وتابعت وسام، تمر الأمهات بعدة مراحل نفسية بمجرد إنجابها لطفل غير طبيعي أولهما مرحلة الصدمة وتختلف مدتها حسب وعى وإيمان الأم، ثم تأتي مرحلة الإنكار التى تصيب بعض الأمهات فتنكر أن يكون هذا الطفل ابنها، ثم تأتي مرحلة الإحباط والتى يصاحبها إما الخوف الشديد على الطفل أو عدم الإهتمام به، موضحة أن أغلب الامهات تمر بهذه المراحل لكن هناك من يمر بها سريعًا وهناك من تستغرق معهن سنوات.
وأوضحت أن المجتمع لا بدّ أن يقف بجانب هذه الأم وهذا لن يحدث إلا بنشر ثقافة مفهوم متلازمة داون، مشيرة أن المجتمع عليه أن يدرك أن أصحاب داون لا يعانون فقط من تأخر عقلي، لكن لديهم القدرة على التعامل مع الآخرين والدراسة.