«ديلى إكسبريس»: بريطانيا أدركت أهمية الشرق الأوسط بسبب غزو أوكرانيا
أعرب مسئولون في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن دهشتهم بسبب عدم اتخاذ الدول الموالية للغرب في منطقة الشرق الأوسط موقفًا أكثر صراحة في الوقوف ضد روسيا في أعقاب غزوها أوكرانيا.
وقال غانم نسيبة، مؤسس شركة Cornerstone Global Associates، إن سبب ذلك واضح وهو أنه خلال عقود من السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فشلت في الاعتراف بالأهمية الاستراتيجية لدول الشرق الأوسط وعاملتها كشركاء تجاريين فقط، وفق صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية في تقرير لها نشرته، اليوم السبت.
الاتحاد الأوروبي يضر بعلاقات بريطانيا مع الشرق الأوسط
وشدد على أن بريطانيا، بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي، قادرة الآن على "إعادة توازن العلاقة" بين الغرب والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذا كان ذا أهمية حيوية بالنظر إلى التهديد بمزيد من النزاعات، مثل النزاع الذي نشهده الآن في أوكرانيا.
وقال نسيبة المستشار المتخصص في إدارة المخاطر للصحيفة البريطانية إن موقف المملكة المتحدة السابق في الاتحاد الأوروبي منعها من قيادة إنشاء علاقات قوية مع دول الشرق الأوسط، لكن في أعقاب الغزو الروسي للدولة المجاورة لها، كانت بريطانيا "رائدة في العالم الغربي".
وأضاف أنه لا ينبغي تأجيل هذه القيادة عندما تمر الأحداث الجارية، ولكن يجب استخدامها لتقوية علاقات الغرب حول العالم، مشيرا إلى أنه يجب بناء رأس المال السياسي بشكل أكبر مع الشرق الأوسط لضمان أنه إذا حدث أي شيء على مستوى مماثل في المستقبل، فيمكن استخدام رأس المال هذا لضمان استجابة أكثر تأييدًا للغرب.
فشل الاتحاد الأوروبي في معاملة الشرق الأوسط
وأشار نسيبة إلى احتمال نشوب صراعات مستقبلية بين إيران والصين وربما حتى روسيا مرة أخرى، من أجل التأكيد على أهمية تعزيز العلاقات العالمية، ومع ذلك، فإن احتمالية تعلم الاتحاد الأوروبي من أخطائه في السياسة الخارجية وتصحيح مساره مع الشرق الأوسط كانت ضئيلة- على حد قوله.
وأضاف: "الاتحاد الأوروبي خذل العالم الغربي بأسره والآن نشهد آثار هذا الأمر، فهم ضيقو الأفق ومنغلقون وأعتقد أنهم سيستمرون في تلك الأخطاء والطريقة التي يتصرفون بها حتى الآن لا تعطي ثقة كبيرة بالطريقة التي يتعاملون بها مع الشرق الأوسط".
عودة بريطانيا للشرق الأوسط
وأوضح المستشار المتخصص في إدارة المخاطر أن العلاقات بين الغرب والشرق الأوسط تدهورت بسبب فشل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في إدراك أهمية هذه المنطقة، ولكن "لم يفت الأوان أبدًا" بالنسبة للمملكة المتحدة.
واعتبر أن اتفاقيات التجارة الحرة الجديدة "العظيمة" التي تم توقيعها بين بريطانيا ودول في الشرق الأوسط بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ستساعدها على استعادة 20 أو 30 عامًا من نفوذها المفقود نتيجة للطريقة التي تصرف بها الاتحاد الأوروبي ومع ذلك، فإن صفقات التجارة الحرة وحدها لن تقضي على هذا الابتعاد تمامًا.