«نوروفيروس».. فيروس قاتل يثير الذعر في بريطانيا
قضى العالم أكثر من عامين بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، وسرعان ما تحول إلى وباء انتشر في كل بقاع الأرض، وعانى منه الملايين وتوفي جراءه أكثر من ٦ ملايين حالة حتى الآن، ومن الفيروس الأم لمتحوراته منها الأوميكرون ودلتا، وصمدنا أحيانًا بإجراءات التباعد والعزل المنزلي وأحيان أخرى تغلبنا عليه بجرعات الأمصال المختلفة، لكن سرعان ما باغتنا فيروس جديد بدأ في التفشي في المملكة المتحدة ويحمل اسم "نوروفيروس".
وأعلنت بريطانيا أن العدوى بالفيروس الجديد بدأت في التفشي بشكل كبير ومخيف، ويعتبر أشد خطرًا وتأثيرًا عن الفيروس المستجد ويسبب الوفاة، وفي السطور الآتية نعرف ما هو الفيروس الجديد وأعراضه وكيفية التعامل معه.
حسبما ورد عن معامل جامعة اكسفورد الإنجليزية فإن "نوروفيروس" هو عضو من عائلة الفيروسات الكأسية، وهذه الفيروسات مسؤولة عن حوالي 90% من حالات التهاب المعدة والأمعاء الفيروسية، وما يقارب 50% من الحالات حول العالم، وكان قد تفشى أواخر عام 2019، وتسبب في الخوف بسبب أعراضه الشبيهة بأعراض فيروسات أخرى، وزادت حالات الإصابة به في الفترة الأخيرة.
يطلق على "نوروفيوس" أيضًا اسم "حشرة القيء الشتوية"، ويمكن أن يسبب القيء والإسهال، ويمكن أن يكون مزعجًا للغاية ولكنه لا يستمر لفترة طويلة، وعادة ما يمر في غضون يومين، والمخيف أنه يصيب الأطفال لهشاشة جهازهم المعوي.
طرق الإصابة بـ«نوروفيروس»
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية بانجلترا -مركز التفشي- يمكن أن ينتشر المرض بثلاثة طرق، الاتصال المباشر مع شخص مصاب وهي الأسرع، واستهلاك المياه أو الطعام الملوث أو لمس الأسطح الملوثة ووضع اليدين غير المغسولة في فمك أو أنفك وهي أخطاء يقع فيها الجميع خاصة الطفل سواء داخل الأسرة أو الحضانة والملاهي.
وتسبب عدوى "نوروفيروس" التهابًا في الأمعاء، وهو ما يسمى التهاب المعدة والأمعاء، في حين أن الشخص المصاب بفيروس "نوروفيروس" يمكن أن يفرز ملايين من جزيئات الفيروس، إلا أن القليل منها فقط يمكن أن يصيب الآخرين بالمرض.
وتعتبر المستشفيات أو المدارس محيط ملائم لانتشار الفيروس بسبب ازدحامها، وكذلك الأطعمة والمشروبات الملوثة والغير نظيفة، وتناول الأطعمة الغير مطهوة بصورة جيدة ومنها الخضروات والأطعمة البحرية، كما ينتشر بالأسطح القريبة من الأشخاص المصابين وفي الهواء.
أعراض «نوروفيروس»
هناك بعض الأعراض لفيروس "نوروفيروس" التي يجب الانتباه إليها، يوضحها الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية ومناعة الأطفال في حديثه لـ "الدستور" منها: الغثيان - القيء - إسهال شديد - ارتفاع درجة الحرارة - صداع - آلام بالأطراف - آلام المعدة وتشنجات بطنية - الشعور بالخمول والتوعك.
وهناك أعراض مميتة لـ«نوروفيروس» لا يمكن أن يتحملها كبير أو صغير، منها التوعك الشديد والقيء لعدة مرات في اليوم، وعادة ما يكون هذا القيء عنيفًا ومن دون سابق إنذار، وهذه الأعراض والعلامات تستمر عادة يومًا إلى 3 أيام وتظهر خلال 12-48 ساعة من العدوى الأولية، وفي بعض الحالات قد يستمر الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام.
فيما قد تسبب العدوى نوروفيروس في بعض الحالات بالجفاف الشديد، وسوء التغذية التي قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات إذا ساءت الحالة بعد ثلاث أيام.
علاج «نوروفيروس»
كغيره من الفيروسات المعوية يجب الحصول على الكثير من الراحة، شرب الكثير من الماء والسوائل لتجنب الجفاف بسبب الناتج عن الإسهال والقيء، بجانب تناول الطعام جيدًا، وإذا كان المصاب طفلًا يفضل الرضاعة الطبيعية، وإذا كان يتناول حليبًا صناعيًا يجب الحصول على رشفات من الماء بين الوجبات.
وقدمت هيئة الصحة العامة في إنجلترا عدة نصائح للآباء لتجنب الإصابة بفيروس «نوروفيروس» أو انتشاره:
- إذا كانت لديك أعراض نوروفيروس، ابق في المنزل حتى 48 ساعة بعد زوال الأعراض.
- غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون، حيث أن معقمات اليدين لا تقضي على «نوروفيروس».
- تنظيف المنطقة جيدًا إذا كان أحدهم مريضًا.
- إذا كانت لديك أعراض، فلا تطبخ أي شيء أو تعدي الطعام والشراب إلا بعد مرور 48 ساعة على زوالها.
- غسل الملابس والمفروشات عند 60 درجة بمنظف.