الإمام الطيب.. 12 عامًا من نصرة الإسلام قولًا وفعلًا
ينول المرء من اسمه خصالًا، ويتحقق من معاني ذلك الاسم فيه نصيبًا، ذلك ما حظي به الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي يمر على توليه رئاسة مشيخة الأزهر 12 عامًا، قضاهما حاملًا لواء الكلمة الطيبة الصادقة، وكان - ولا يزال- فيها صاحبًا للمواقف الصارمة التي تثبت أنها تنتمي لمن لا يخشى إلا الله، ولا يعبأ إلا بتطبيق منهجه على الأرض لخدمة عباده.
اهتمامه بالفقراء
ربما جاءت كلمات الإمام (أنا رجل بسيط أحب الفقراء وأعيش دائماً بينهم) التي صرح بها بأحد اللقاءات ليستلهم منها من يتأمل حياة هذا الرجل تلخيصًا لها بالفعل، وجاءت الأيام لتثبت أنها خير الدليل على صدقها، فصار بالفعل هو "الطيب" الذي يعيش ناصرًا للفئات الفقيرة والضعيفة، مطبقًا بذلك قواعد الدين الحنيف الحقيقة البعيدة عن التشدد أو التزييف بكل أنواعه.
من أجل هؤلاء الفقراء أنشأ الإمام الطيب بيت الزكاة والصدقات المصري كمؤسسة مستقلة ملك للشعب لأول مرة في تاريخ مصر وأشرف على إعداد مشروع قانون لإنشاء بيت مستقل للزكاة، ليكون مصدر ثقةِ المواطنين المتبرعين ودافعي الزكاة وإيصال الأموال لمستحقيها بكفاءة وفاعلية حسب أحكام الشريعة الإسلامية.
اهتمامه بقضايا المرأة
لم يكن الفقراء وحدهم هم شاغلو عقل وقلب الإمام بل احتلت المرأة التي عانت كثيرًا من التهميش وضياع الحقوق مكانة كبيرة من اهتمامه الذي جعله يدافع عن حقوقها منذ ولادتها إلى لحظات الوفاة، فعارض ختانها مؤكدًا أنه لا مشروعية فيه ولا سند بالدين الإسلامي، ورفض زواجها قبل سن 18 عامًا لما يقع عليها من ضرر نفسيًا وجسديًا، ورفض أيضًا ضربها من قبل زوجها بحجة تأديبها، مؤكدًا أن الضرب حرام شرعًا، كما رفض استدعائها إلى ما أسماه البعض "بيت الطاعة" قائلًا أن هذا البيت لا وجود له في الإسلام.
لم يترك الإمام "الطيب" المرأة حينما أصبحت مٌطلقة فدافع عنها مؤكدًا حقها في رعاية ابنائها وعدم حرمانها منهم، كما أكد أن طلاقها التعسفي حرامًا شرعيًا، وإلى من حرمها من الميراث وجه الإمام تحذيره من عقاب الله الشديد، مؤكدًا أنه قد تعدى بذلك حدود الله .
شجع الإمام "الطيب" المرأة كذلك على تولي أكبر وأعلى المناصب القيادية مؤكدًا أن ذلك لا يتعارض مع الدين الإسلامي وأن الدين يحترم المرأة ويبجل عقلها قبل أن تظهر مواثيق حقوقها بآلاف السنين، فاستطاعت المرأة في عهده تولى منصب القضاء ومازالت تحقق المزيد من الانتصارات المهنية، ويكشف الإمام دائمًا أن المرأة قد ظٌلمت باسم الدين جهلًا ممن لا يدركون حقًا تعاليمه.
دفاعه عن الإسلام
صفتا الطيبة والسماحة التي اتسم بهما الإمام أحمد الطيب لم تتعارض مع مواقفه الثابتة القوية بتصديه للدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف ودفع الإساءة عن نبي الرحمة، وذلك الذي تبين في موقفه بعد مجموعة من التصريحات المسيئة التي أطلقها مسؤولين فرنسيين اتهموا الإسلام بالانعزالية وحاولوا تشويه صورته من خلال المزج بينه وبين الإرهاب.
إذ أعلن عن موقفه الرافض كليًا لهذه التصريحات كما أعلن هذا الرفض خلال لقائه ووزير الخارجية الفرنسية "لو دريان" مؤكدا أن الأزهر سوف يتتبع كل من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، "حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط"، وبالفعل قام الإمام بتشكيل لجنة خبراء قانونيين لمقاضاة القائمين على صحيفة "شارلي إيبدو" لإساءتها لنبي الإسلام.
رفض كذلك إمامنا الطيب وصف الإرهاب بـ"الإسلامي"، مشددًا على أنه ليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول في مصطلحات لا شأن لنا بها، وأنه يجب على الجميع وقف هذا المصطلح فورًا؛ لأنه يجرح مشاعر المسلمين في العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التي يعلمها الجميع.