«العربى للتنمية المستدامة»: تأثير جائحة كورونا فاق القدرات والتوقعات
أكد ناصر الشريدة، وزير التخطيط والتعاون الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية رئيس المنتدى العربي للتنمية المستدامة للعام الحالي، أن تأثير جائحة كورونا فاق القدرات والتوقعات بسبب طبيعة هذا الوباء، ومتطلبات التعامل معه على الجانبين الصحي والاقتصادي، على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية للتعامل مع الجائحة، من حيث تبني برامج التحفيز الاقتصادي، والحماية الاجتماعية الهادفة إلى دعم الفئات الأكثر تأثرًا، وحماية العاملين في القطاع الخاص، والتي تم تمويلها من خلال الموارد المحلية والاقتراض الخارجي.
جاء ذلك في كلمته عبر الفيديو كونفرس بالمنتدى العربي للتنمية المستدامة الذي تنظمه اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "التعافي والمنعة"، بدءًا من اليوم ولمدة 3 أيام، بحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ورولا دشتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للإسكوا، وأمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة.
وأشار رئيس المنتدى، إلى أن الهدف من اللقاء هو مناقشة سبل المضي نحو تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة، وذلك بعد مرور عامين في مواجهة جائحة كورونا التي تعد إحدى أكبر الأزمات التي عصفت بالإنسانية في العصر الحديث، والتي ما زالت تداعياتها السلبية ماثلة حتى الآن من حيث تعميقها للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي واجهت الدول العربية، خصوصًا الدول التي تعاني من نتائج استمرار النزاعات وعدم الاستقرار.
وأضاف أن نسب النمو الاقتصادي ما زالت متدنية نتيجة لتراجع أداء القطاعات الرئيسية، خاصة قطاعات الصناعة والسياحة والنقل مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي ما زالت ضمن المعدلات الحرجة، خاصة في فئتي الشباب والمرأة، إلى جانب ارتفاع الدين العام مقابل الناتج القومي في معظم الدول.
وأوضح أن الأمر يتطلب مواصلة بذل المزيد من الجهود لدفع القطاعات المتأثرة ومؤشراتها إلى مسارات التعافي من خلال خطط وطنية فاعلة وتعاون إقليمي على أعلى المستويات.
وقال إن المنتدى العربي للتنمية المستدامة ينعقد لهذا العام متزامنًا مع اندلاع الأزمة الروسية- الأوكرانية، وما يرافقها من انعكاسات ألقت بظلالها على كافة الدول العربية، مشددًا على أهمية التعاون البيني في مجالات الأمن الغذائي وأمن الطاقة، والاستفادة من المزايا والإمكانات المتاحة في البلدان العربية.
وفي سياق متصل، قالت الدكتورة رولا دشتي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، إن جائحة كورونا أضافت 16 مليون فقير إضافي في المنطقة العربية، كما تسببت في تآكل في ثروة النصف الأفقر من السكان، وخلفت بطالة بين الشباب هي الأعلى في العالم.
وأضافت- خلال مشاركتها بالمنتدى العربي للتنمية المستدامة- أن هناك تفاوتًا صارخًا في الثروة إذ أن أغنى 10 في المائة في المنطقة يحوزون أكثر من 80 في المائة من ثرواتها، فضلًا عن معاناة عدد من دول المنطقة من الاقتصادات الريعية وتدني الحماية الاجتماعية في ظل حروب ونزاعات أسفرت عن قرابة 66.5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في سوريا والسودان والصومال والعراق وفلسطين ولبنان وليبيا واليمن.
وأكدت أن الدين العام في المنطقة وصل إلى مستويات تاريخية، حيث بلغ 1.4 تريليون دولار في منطقة تحتاج إلى 462 مليار دولار إضافي للتعافي من الجائحة، مشيرة إلى أن الصورة مقلقة بالفعل، لكن الآفاق يمكن أن تكون مشرقة بالتعليم الجيد وبخلق فرص العمل اللائق للشباب وبالحماية الاجتماعية الشاملة والإصلاحات الضريبية والإنفاق الذكي والتمويل المستدام والتعافي الأخضر، وبمؤسسات حكومية فعالة وشفافة تواكب الثورة الصناعية الرابعة.
ودعت إلى التعاون بين الحكومات والتضامن بين الدول، معربة عن قناعتها بإمكانية تحقيق التعافي الشامل للجميع، مؤكدة أن الإسكوا تعمل على وضع رؤية عربية تمهد لنهضة شاملة وتعيد الأمل بمستقبل زاهر على مسار خطة عام 2030.