قصة فتوى حولت مسار حياة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي
أدرك الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي منذ بداية احترافه تلاوة القرآن الكريم، في رحلته إلى طنطا أن ما تعلمه من فنون التجويد ليس كافيًا فعزم على السفر إلى القاهرة ليحصل ما رآه واجبًا لإتقان التلاوة، وتلقى في رحلته الأولى إلى القاهرة عن الشيخين حسن فايد الزرقاني ومحمد بيومي الكثير من علوم القرآن.
والتقى الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي بأساتذة الإنشاد الديني والموسيقى الشيخ درويش الحريري، فأخذ عنه القصة النبوية والتواشيح الدينة بالإضافة إلى مبادئ الموسيقى والألحان.
كانت وفاة الملك أحمد فؤاد عام 1936، حادثا غير موقف الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي من تلاوة القرآن الكريم في الإذاعة.
فقد أقيم مآتم الملك الراحل بقصر عابدين وأحياه الشيوخ، محمد رفعت وعلى محمود ومحمد الصيفي وعبد الفتاح الشعشاعي ونقلت الإذاعة المأتم من القصر على الهواء إلى مستمعيها وعندما عرضت إدارة الإذاعة على الشيخ الشعشاعي فتوى شيخ الأزهر التي أباح فيها تلاوة القرآن بالإذاعة وافق على الفور.
قال الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي حسبما نقلت جريدة "القاهرة" 2004 عن جريدة "الراديو المصري" "إن أعظم حظ لاقيته في تاريخ حياتي وأجاهر بانه شاد من ذكرى وأعلى من مكانتي وكان سببا في إسعادي هو استدعائي للتشرف بتلاوة كلام الله في مأتم حضره صاحب الجلالة مولانا المغفور له الملك فؤاد الأول".
ولد الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي في قرية شعشاع بالمنوفية فِي 21 مارس عام 1890 م، ووالده هو الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي، و قد سميت القرية باسم جده شعشاع، حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي في 10 سنوات، فأتم حفظ القرآن في عام 1900 م. سافر الشيخ الشعشاعي بعد ذلك إلى طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي، وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، ولتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب فقد نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف، فالتحق بالأزهر ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ على سبيع، كان ذلك عام 1914 م، وسكن بحي الدرب الأحمر، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطير دولة التلاوة أمثال على محمود ومحمد رفعت .
عاد الشيخ إلى قريته وبين جوانحه إصرار عنيد على العودة إلى القاهرة مرة أخرى ليشق طريقه في زحام عباقرة التلاوة، وعندما بدأ الشيخ رحلته إلى العاصمة كان أكثر المتفائلين يشك أن الشيخ الشاب سينجح حتى في كسب عيشه.