«كلنا واحد».. كيف تكاتفت أجهزة الدولة لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة
لا تزال تداعيات الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا تلقي بظلالها على اقتصاديات العالم، ومنها مصر التي شهدت موجة ارتفاع جنونية لأسعار جميع السلع، خاصة الغذائية ومع استغلال هذه الأزمة لجأ بعض التجار إلى تخزين السلع واحتكارها لتتضاعف الزيادة.
الدولة بدورها وقفت بالمرصاد لهؤلاء التجار، واتخذت حزمة إجراءات للسيطرة على الأسواق، معلنة تكاتفت جميع أجهزتها لمواجهة جشع التجار بتوفير جميع السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفضة في مبادرة حملت شعار «كلنا واحد».
“الدستور” في السطور التالية عرضت القصة الكاملة وتواصلت مع بعض المستفيدين من العروض المخفضة للسلع.
تشتري زينب سلعها الغذائية من منافذ البيع التي خصصتها القوات المسلحة لبيعها بأسعار مخفضة، منعًا لاستغلال التجار لحاجة المواطنين خاصة في مواسم محددة:"هناك مواسم في مصر كان يستغلها التجار لسنوات طويلة لرفع الأسعار وكنا نضطر لشرائها مرتفعة الثمن لحاجتنا إليها، لكن الوضع اختلف من افتتاح هذه المنافذ".
وتابعت منذ أسابيع قليلة عادت الأسعار للارتفاع مرة ثانية ولكن بتفاوت كبير عن الأسعار السابقة، ولكن ظلت الأسعار في منافذ بيع القوات المسلحة كما هي بدون تغيير، واشتريت منها كافة احتياجات أسرتي من لحوم طازجة ودواجن مجمدة وكافة السلع، وستكون ملجأي لشراء السلع الرمضانية أيضًا، مشيرة أتمنى أن يكون وجود هذه المنافذ
تهديد للتجار الجشعين خاصة أنها تقدم نفس الخدمة بسلع أقل مما يجعلها محل اهتمام المواطنين.
ودعا رئيس الوزراء مصطفى مدبولي المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك وعدم تخزين السلع، لافتًا إلى أن الدولة مستمرة في توفير السلع، مع وجود احتياطي استراتيجي.
ونوه إلى ضرورة التعامل بحسم مع أي ممارسات غير مقبولة من بعض "التجار الجشعين" وشددت الحكومة إجراءاتها لضبط الأسواق ومكافحة الاحتكار خاصة مع قرب حلول شهر رمضان.
شهدت مصر ارتفاعا في أسعار بعض السلع الغذائية، إذ ارتفع سعر طن القمح حوالي ألف جنيه ليترواح ما بين 6 آلاف إلى 6500 جنيه خلال الأيام الماضية.
*وارتفع طن المعكرونة إلى 10 آلاف جنيه مقابل 7500 جنيه و8 آلاف جنيه قبيل الحرب.
*وقفزت أسعار بعض الزيوت حوالي 4500 جنيه في الطن في حين شهدت أسعار الدواجن والبيض ارتفاعا ملحوظا.
*كما رفعت شركات الحديد سعر الطن تدريجيا إلى حوالي ألف جنيه منذ بدء الحرب.
وتكاتفت أجهزة الدولة للسيطرة على السوق وتوفير السلع الغذائية بأسعار رمزية، وقالت منال إبراهيم المشرف على منافذ السلع الغذائية بوزارة الزراعة، إن الوزارة تقدم العديد من السلع بجودة عالية سواء في مراكز الوزارة المتتشرة في أنحاء الجمهورية أو في معرض الزهور الذي تقيمه خلال هذه الأيام لمواجهة جشع التجار، متابعة في تصريحات إعلامية أن مصر لديها منتجات بأسعار مخفضة بجودة رائعة للتخفيف عن المواطنين بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وحظرت مصر تصدير عدد من الحبوب والمواد الغذائية بداية من يوم الخميس ولمدة ثلاثة أشهر، في محاولة لتقليل تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على أمنها الغذائي.
كما كان للنيابة العامة دورًا مهمًا في ضبط الأسعار والسيطرة على السوق، حيث أصدرت قرارًا في 10 مارس الجاري بحبسِ 12 شخصا لاتهامهم بارتكاب "جرائم تموينية.
وقالت ريهام عبد الله إنها تفضل شراء جميع احتياجاتها خاصة الخضروات والفواكه من منافذ بيع وزارة الزراعة القريبة من منزلها بمنطقة الجيزة، موضحة "جميع منتجاتهم ذات جودة عالية وأثق فيها وأشتري منهم العسل النحل والمربى التي تشبه المصنوعة في المنزل بعيدًا عن الماركات التجارية التي لا أستثيغها.
وتابعت أن الدولة تقوم بمجهود كبير لضبط الأسعار خاصة أن التجار يرفعوا الأسعار بمجرد تداول أي أخبار سيئة، فيلجأوا لتخزين السلع حتى يرتفع سعرها أكثر ويحققوا أرباح أعلى دون النظر لحال المواطنين، موضحة أن المنافذ الحكومية الخاصة بالسلع سواء التابعة للزراعة أو القوات المسلحة أو وزارة الداخلية جميعها تقدم نفس الخدمات بأسعار زهيدة.
وحسب تقرير لجنة متابعة الأسواق التابع للاتحاد العام للغرف التجارية لرصد حركة أسعار وتوافر السلع اليوم فهناك تراجع في أسعار الخضروات والفواكه والتي جاءت كاستجابة للجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص؛ للسيطرة على الارتفاعات في أسعار العديد من السلع، وفقا لبيان الاتحاد العام للغرف التجارية اليوم.
وكان لوزارة الداخلية دور كبير في دعم السلع الغذائية وتوفيرها للمواطنين بأسعار زهيدة، فوفرت عبر 993 فرع على مستوى الجمهورية كافة مستلزمات الأسرة من (سلع غذائية وغير غذائية) بجودة عالية وأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق.
وتتراوح نسبة التخفيضات بين 25% إلى 60% وذلك بالمنافذ والسرادقات، كما تم إطلاق قوافل سيارات مُجمعة لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة أقل من مثيلاتها بالأسواق وبنسب تخفيض تتراوح ما بين 25% إلى 60% وذلك خلال الدفع ب (25) سيارة مُحملة بالسلع الغذائية المختلفة بنطاق محافظات (القاهرة – الجيزة – القليوبية) بالمناطق الأكثر احتياجا، والتي لا تتوافر بها أفرع للسلاسل التجارية.
ولم تتأثر مصر وحدها بالحرب الروسية الأوكرانية بل شهد العالم كله موجة من ارتفاع الأسعار خاصة وأن روسيا قوة عالمية للسلع الأساسية وخاصة القمح الذي تأثر سعر كثيرًا بوقف تصديره من روسيا وأوكرانيا التي تعد من أكبر 10 دول في العالم تصديرًا للقمح.
وتسيطر روسيا وأوكرانيا على نحو 29% من تجارة القمح العالمية، وفقًا لبيانات CNBC، وتسببت الحرب في توقف إمدادات القمح عالميًا مما رفع أسعارهوارتفعت أسعار السلع الغذائية عالميًا.