«تمزيق ثياب وبكاء ونحيب».. لقطات من محاكمة متهمى «الآثار الكبرى»
على مدار ما يقرب من 10 جلسات نظرت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية، محاكمة رجل الأعمال حسن راتب والنائب السابق علاء حسانين وشهرته «نائب الجن» وآخرين، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«الآثار الكبرى» والمقرر الحكم فيها بجلسة 21 أبريل المقبل، وشهدت الجلسات عددًا من الكواليس من أقوال المتهمين وشهادة الشهود، وتنحى المحكمة.
في أولى جلسات المحاكمة تنحى رئيس الجلسة عن نظرها مع إرسالها لدائرة أخرى وبالفعل انتقلت المحاكمة إلى محكمة العباسية بدلًا من التجمع الخامس.
النيابة العامة
كان قد طلب ممثل النيابة العامة من المحكمة عدم الرحمة بالمتهمين لأنهم استباحوا ثروات الوطن، وطالب بأن يكون المتهمون عبرة لكل من يسول لنفسه العبث بالوطن وخيانته أرضا يشرف بها الوطنيون ويسقي بها البخلاء.
وقال ممثل النيابة: «أتت باسم المجتمع، قضيتنا هي قضية وطن، والمتهمون نسوا الله فأنساهم أنفسهم وظنوا أنهم بعيدون عن العقاب، والمتهمون قاموا بالتنقيب عن الآثار وكشف تقارير المجلس الأعلى للآثار وبفحص المضبوطات عبارة عن عملات نقدية وحلي من بينهم مقلد والباقي أثري يعود للعصور الإسلامية واليونانية والرومانية، وجميعهم أثرية ويخضعون لحماية الآثار وهو ما أثبتته النيابة لمواقع الحفر».
وقال إن تقرير لجنة المساعدات الفنية كشف عن أن الهواتف المحمول المضبوطة برفقة المتهمين تحوي العديد من المقاطع المصورة لقطع الأثرية، وتبين أن أرقام تلك الهواتف مسجلة لدى بعضهم بعضا على خلاف كلام المتهمين بأنهم لا يعرفون بعضًا.
نقبوا عن آثار بـ 50 مليون جنيه
وأضاف أن المتهم الأخير حسن راتب مول التنقيب بمبلغ 50 مليونا ثم استخرجوا الآثار وفصلوا أجزاء منها بقصد تهريبها خارج البلاد أثناء انشغالنا بهموم الوطن قصد المتهمون هدمه "فتتار الأمس غرباء وتتار اليوم هم من أبناء الوطن" فعمدوا إلى سرقة التاريخ.
وعرض أدلة القضية وهي أمر الإحالة وأقوال العميد شريف فيصل على إثر ما أسفرت التحريات من قيادة علاء حسانين تشكيلًا عصابيًا للاتجار بالآثار خارج البلاد فضم المتهمين وباشروا أعمال التنقيب عن الآثار وحراسة الآثار ونقل وتخزين القطع وتهريبها للخارج، ونفاذًا لإذن النيابة لمأموري الضبط تم ضبطه وتم العثور على قطع أثرية بحوزة المتهمين وأقروا بحيازتها والاتجار بها.
وتابع ممثل النيابة العامة أنه يطالب بأنه يجب أن يكون المتهمون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بالوطن وخيانته، لافتًا إلى أن ما ارتكبه المتهمون من آثام يتطلب توقيع أقصى عقوبة عليهم، واختتم ممثل النيابة العامة مرافعته في قضية الآثار الكبرى المتهم فيها حسن راتب وعلاء حسانين وآخرين، مطالبًا المحكمة بعدم الرحمة بالمتهمين إذ استباحوا ثروات الوطن.
حسن راتب فى الجلسات
وفي أولى الجلسات شهدت بكاء حسن راتب في قفص الاتهام، وهذا ما دفع المحامي فريد الديب بطلب فك الكلابشات، من المتهم، ووافقت المحكمة.
وقبل جلسة الحكم طلب حسن راتب من القاضي التحدث وعندما سمح له طلب التأجيل انتظارًا لدفاعه فريد الديب لسفره خارج البلاد وأنه متمسك به كدفاع، وفي الجلسة الأخيرة، طلب التحدث مرة أخرى ولكن محاميه رفض.
وجاءت مرافعة «الديب» عن «راتب» أنه بلغ من العمر 80 عامًا، ومريض سرطان هو والمتهم وقد تكون هذه آخر مرافعاته وطالب له بالبراءة.
«عز الدين» يمزق ملابسه
وسمح القاضي للمتهم الرابع عز محمد حسانين، شقيق نائب الجن علاء حسانين، التحدث فبكى قائلًا: «أقسم بالله أنا مظلوم، الدفاع بتاعي أختي الصغيرة، وأنا تم إكراهي على الاعتراف بالواقعة على خلاف الحقيقة»، وقطع ثيابه.
دفاع نائب الجن
واستشهد الدفاع أمام المحكمة بمواقف موكله "حسانين" في حقن الدماء بالصعيد، وأنه تدخل في عشرات المصالحات، قائلًا إن موكله رفض 10 ملايين دولار للشهادة ضد أحمد قذاف الدم، ابن عم معمر القذافي، الرئيس الليبي الراحل، في إحدى المشكلات المتعلقة بالثأر.
وقالت هناء زوجة المتهم: «إن زوجها علاء حسانين كان في فيلته في المنيا، وإنه أخبرها بأنه ذاهب إلى المنيا لتكريم مدرس خرج على المعاش، ويوم 23 يونيو 2021 حوالي التاسعة والثلث مساء قالي فيه عربية جيب ماشية ورايا، فكلم القسم فقالوا له يقف في أقرب كمين أحسن يكون حد هيخطفك، لأن حصل وعلاء اتخطف قبل كده»، مؤكدة أن زوجها لم يفعل شيئا.
وقال حارس خاص بفيلا علاء حسانين بالمنيا إن علاء حسانين أخبره بحضوره للمنيا لإقامة حفل خطوبته على عروسه، وإن "أحد الجيران أحضر له بط ووز وفراخ وسمن بلدي وأرز وسكر خزين لإقامة حفل الخطوبة، واستلمها بتعليمات من علاء حسانين، إلا أنه فوجئ بالقبض عليه وشقيقه، وعلم فيما بعد أن السبب تجارة الآثار".
فيديو للشيخ محمد حسان
وقدم محامي دفاع أحد المتهمين في القضية فيديو يحتوي فتوى قديمة للشيخ محمد حسان تتضمن قوله إن الاتجار بالأثار حلال في محاولة لتوريط محمد حسان والزج به.