الحدس والصدفة.. قصة «بوشار» الضابط الفرنسي الذي اكتشف حجر رشيد
كشف تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مجموعة من التفاصيل والأسرار بشأن قصة اكتشاف حجر رشيد الذي ساهم بشكل كبير في معرفة تاريخ مصر القديم.
وذكر التقرير أن القصة بدأت على يد ضابط فرنسي مجهول، يدعى "بوشار" جاء إلى مصر ضمن حملة القائد الفرنسي الأشهر نابليون بونابرت، قبل ما يزيد على 23 عامًا من اكتشاف شامبليون أسرار الكتابة المصرية القديمة (الهيروغليفية) وفك رموز الحجر، مشيرًا إلى أن الصدفة لم تكن وحدها المحرك الرئيسي لأحداث ومفارقات تلاحقت بعد هذا الكشف بل لعب حدس ضابط شاب غفل التاريخ ذكره طوال ما يزيد على 200 عام دورًا هامًا في إبراز تاريخ الفراعنة.
وأوضح التقرير أن الضابط عثر على الحجر خلال تواجده ضمن الحملة بالقرب من مدينة رشيد التي تم تسمية الحجر باسمها، في 19 يوليو عام 1799، أثناء أعمال تحصينات عسكرية لقلعة قايتباي، المعروفة في الدراسات الفرنسية باسم حصن جوليان، بقيادة الضابط الشاب بوشار.
وفي هذا الصدد، قال أحمد يوسف، عضو المجمع العلمي المصري ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، والذي ألف أول دراسة تاريخية فرنسية ترصد حياة الضابط الفرنسي بعنوان "الضابط بوشار الذي لا نعرفه مكتشف حجر رشيد"، صدرت حديثًا في باريس، إن صدور دراسة تاريخية متخصصة عن “بوشار” في هذا التوقيت تحديدًا يحمل الكثير من الدلالات والأهمية لمصر وفرنسا.
وأضاف لـ"بي بي سي": "تقديم بوشار للمجتمع الفرنسي من جديد كان مفاجأة كبيرة تزامنت مع أكثر من مناسبة تاريخية احتفالية، منها احتفال فرنسا العام الماضي بالمئوية الثانية لوفاة نابليون بونابرت، واحتفال مصر وفرنسا معا هذا العام بالمئوية الثانية لاكتشاف شامبليون أسرار الكتابة المصرية القديمة، والمفارقة الأخرى أنها تتزامن مع المئوية الثانية لوفاة بوشار نفسه".
وأشار إلى أن فرنسا نظمت مؤخرًا عددًا من الأنشطة الثقافية وحلقات النقاش، التي تبذل جهودًا واضحة لإحياء ذكر بوشار، بالتعاون مع معهد نابليون ممثلًا في رئيسه وأستاذ التاريخ في السوربون، جاك-أوليفييه بودون، وأن هناك مفاجأة لمصر وفرنسا تتمثل في إطلاق مدينة أورجوليه، مسقط رأسه، برعاية وجهود عمدة المدينة، جان-بول دوتيون، مشروعًا يهدف إلى وضع نصب تذكاري عملاق في مدخل المدينة يمثل حجر رشيد.
حيث تعتزم المدينة بناء مجسم لحجر رشيد بحجم أكبر 20 مرة من حجم الحجر الأصلي، ليستقبل القادم إلى المدينة، كرمز لها، فضلا عن إعداد فيلم وثائقي عن بوشار، بتعاون قنوات فرنسية مع مدينة أورجوليه، سوف يعرض نهاية العام الجاري.