«جسمي اللي بيحركني».. «مريم» تتغلب على إعاقتها بممارسة الرياضة والسفر
«جسمي اللي بيحركني وأنا فهمته حركاته وبدأت أطوعها وده اللي خلاني قادرة اعتمد على نفسي أتخلص من كلمة العجز».. هكذا بدأت مريم أحمد البالغة من العمر 28 عاما حكايتها لـ«الدستور» كاشفة فيها التحديات التي واجهتها كي تتغلب على إعاقتها وتستمتع بحياتها.
قالت مريم إنها ولدت بمرض ضعف في عضلات القدمين لا يجعلها تستطيع أن تمشي خطوة واحدة، لكنها فضلت الاعتماد على نفسها منذ الصغر وهو ما ساعدها على فهم حركات جسمها، معقبة: “أن تكون من أصحاب القدرات الخاصة هذا لا يعيق أن تستمتع بالحياة كما يجب أن تكون”.
وأضافت: “استطعت أن أصل إلى تلك المرحلة بمساعدة والديا وتفهمهما لحالتي، فقط تمكنت من الذهاب للمدرسة ثم إلى الجامعة دون تدخل من أحد لمساعدتي في الحركة”.
شقت مريم العالم من حولها وتنقلت بعكازيها واسكوتر مكون من ٣ عجلات للسفر بين المحافظات لاكتشاف مدن لم تراها أعينها من قبل، تنمية لما رسخه فيه والديها منذ طفولتها على حب اكتشاف كل جديد، لتجد ملاذها في مغامرات تشق منها مجال عملها في تنظيم الرحلات السياحية -حسب حديثها-.
"لم يخيب جسدي أملي أبدا ما بين تسلق الجبال، والغوص في أعماق البحر، وركوب الخيل، وغيرها من ممارسة الرياضات" معقبة: “أقدرت أتخلص من كلمة عجز فحتى لو تحقيق الحلم بخطى طويلة المدة إلا أنه نفذ أو قابل للتحقيق”.
ومع كل تلك التحديات التي تغلبت عليها مريم في حياتها تسترجع بذاكرتها إنه من أول التحديات التي واجهتها، أن فصلها الدراسي في مدرستها الابتدائية كان في الطابق الرابع وهذا كان يشكل عليها صعوبة في الصعود والنزول، وأيضا في الجامعة بأن كانت تضطر لصعود الطوابق العلوية للوصول لقاعات المحاضرات.
لتواصل أن سير ذوي الاحتياجات الخاصة في الشوارع العامة بمفردهم من أكبر التحديات أيضا لتتذكر أنها كانت عندما ترغب في عبور اي طريق كانت تلقى بعكازيها ذات اللون الاحمر وسط الطريق في اشاره تطالب بالمراعاه لها حتى تعبر الطريق بسلام للحصول على حق أصيل من حقوقها، معلقة: "العالم الخارجي مجبر على تقبلي واحترام التعامل معي".
"احنا اتخلقنا واتولدنا فلازم نكون موجودين" بهذه الكلمات اختتمت حكايتها مطالبة أولياء الأمور بأن لا يخبئوا أولادهم من أصحاب القدرات الخاصة وأن يتيحوا لهم المساحة ليبدعوا، وأكدت: “أنا كنت محظوظة بمنحي تلك المساحة وهذا ما منحني شعور الرضا والتكيف مع حالتي المختلفة”.