ما وراء الزيارة: هل طلب هرتسوغ من أنقرة وقف نشاط حماس فى تركيا؟
زار الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ تركيا أمس الأربعاء، والتقى خلال الزيارة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين بعد سنوات من تصدّعها.
زيارة هرتسوغ هي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ 2007 وقد تقرّرت قبل أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي الأيام الأخيرة دخلت تركيا وإسرائيل بقوة على خط الوساطة بين كييف وموسكو في محاولة لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أسبوعين.
احتل النزاع الروسي-الأوكراني أولوية في المحادثات بين الرئيسين، كما تطرقا أيضًا إلى قضايا ثنائية مثل ملف واردات أوروبا من الغاز، الذي اكتسب أهمية كبيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. لكن ثمة مؤشرات على وجود ملفات أخرى طُرحت خلال الزيارة.
هل طلب هرتسوغ وقف نشاط حماس؟
الظروف التي تمر بها تركيا من تدهور الوضع الاقتصادي، وخسارة الليرة التركية أكثر من 40٪ من قيمتها خلال عام، وارتفاع التضخم إلى أكثر من 30٪، تجعل هذا هو الوقت الملائم للضغط على الرئيس أردوغان لوقف مساعدة الذراع العسكرية لـ"حماس" التي تعمل من إسطنبول، والتي ترى فيه إسرائيل تهديدًا لها.
تملك الذراع العسكرية لـ"حماس" مكتبًا في إسطنبول يضم المُستبعدين من الضفة وغزة إلى الخارج كجزء من "صفقة شاليط" سنة 2011، وكان جزءًا من نشاط هؤلاء هو الإعداد لهجمات في مناطق بالضفة الغربية، ومحاولة تجنيد طلاب عرب في صفوف "حماس" وحزب الله وإيران من عرب إسرائيل الذين يدرسون في تركيا أو يزورونها.
قبل عام ونصف العام، نشرت تقارير صحفية نقلًا عن مصادر استخباراتية دولية عن وجود وحدة سرية تابعة لـ"حماس" تعمل في إسطنبول بصورة مستقلة عن مكتب الحركة، وهي تابعه للذراع العسكرية للحركة وترسل تقاريرها مباشرة إلى المسئول الرفيع المستوى في "حماس" سماح سراج الذي يتلقى التعليمات من يحيى السنوار زعيم "حماس" في القطاع.
وبحسب هذه المصادر سعت هذه الوحدة إلى شراء مواد مزدوجة الاستخدام ممنوع دخولها إلى القطاع خوفًا من استخدامها في تطوير وسائل قتالية على يد وحدة التطوير التكنولوجية في "حماس".
المسئول عن مكتب "حماس" في إسطنبول هو صالح العاروري، المسئول رقم 2 في الحركة، وهو أيضًا المسئول عن الذراع العسكرية لـ"حماس" في الضفة الغربية ومسئول التواصل مع حزب الله وإيران.
حتى الآن فشلت مساعي إسرائيل لدى السلطات التركية في التوصل إلى إغلاق فرع الذراع العسكرية لـ"حماس" في إسطنبول بعد عشر سنوات تقريبًا.
بالنسبة إلى إسرائيل فإن نشاط حماس على الأراضي التركية يشكل مصدرًا للقلق، ولكن في نفس الوقت فإن احتمال أن تقطع تركيا علاقتها بـ"حماس" ليس كبيرًا.
وعلى الرغم مما يتم ذكره عن أهداف الزيارة التي تتعلق بصفقات الغاز والوضع في أوروبا فإن بالنسبة لإسرائيل إغلاق مكتب حماس في إسطنبول يعد أولوية استراتيجية، كما أنه من المؤكد أن إسرائيل لن تمنح تركيا هدايا مجانية بالتقارب معها، في ظل مخاوفها أن يؤثر تقاربها معها على علاقتها مع قبرص واليونان، بدون تحقيق أهداف هامة لها.