«عنجهي ومتكبّر».. حكاية أعنف هجوم على «العقاد» في مذكرات سكرتير الوفد
هاجم إبراهيم فرج، سكرتير الوفد، الأديب عباس محمود العقاد بشدة، ووصفه بأنه كان ماديًا وأرزقيًا ومتكبرًا وعنجهيًا، ويظن أن مقالاته هى صانعة السياسة المصرية، وذلك في كتابه "ذكرياتي السياسية" الذي تضمّن هجومًا لاذعًا على صاحب العبقريات.
وأشار فرج في كتابه، الذي أعده الصحفي حسنين كروم، للعمل الدرامي ساردًا حياة "العقاد" باسم "العملاق"، ووصف هجوم الأديب الراحل على النحاس باشا بأنه "كلام منفّر يلفظه العقل والمنطق والتاريخ".
وانتقد سكرتير الوفد عباس العقاد، لأنه كان يرى أن أكبر حزب في مصر، على حد وصفه، بيت الأمة الذي أصبح يسعى للحكم قائلاً في كتابه:"لكن العقاد اشترك في تزييف الانتخابات بانضمامه للسعديين وهي أكبر جريمة ترتكب ضد الأمة، تزييف ارادتهما عمدا ودون حياء".
في 11 مارس 1934، شكّلت لجنة من 14 فردًا من حزب الوفد لتجهيز حفل وتكريم عباس محمود العقاد، وكان إبراهيم فرج من بينهم، وفي 30 مارس 1934 أقيم الحفل وحضر المدعوون بما فيهم كبار رجال الوفد، ولم تمض شهور، حتى بدأ انشقاق صاحب العبقريات عن بيت الأمة، وتبادلاً الهجوم.
وأشار فرج إلى أن "العقاد" يزعم أنه حارب الإنجليز والملك، وتساءل: لماذا كتب قصيدة شعر مدحًا للملك فاروق وأرسلها إليه فردها إليه الملك مع مستشاره الصحفي كريم ثابت، وكلفه بالرد، كنت أتمنى أن تقول هذا لوالدي".
وواصل فرج انتقاده، بأن الملك عين عباس العقاد في مجلس الشيوخ، فلم "يفتح بقه بكلمة، وارجعوا للمضابط لتروا ماذا فعل، إنه لم يقل شيئا، إنها خسارة، كنت أتمنى أن يظل اسم العقاد طاهرا وشريفا".
وروى فرج في كابه أن سياسة الوفد 1934 كانت تؤيد وزارة توفيق نسيم، لأنه وعد بإعادة دستور 1923، الذي ألغاه إسماعيل صدقي، وكانت هذه هي الاستراتيجية المشتركة بين توفيق نسيم والنحاس باشا، ولم تنجح المساومة من الإنجليز والقصر ليتراخي الوفد في هذه الخطة، لكن العقاد، ولأسباب شخصية هاجم وزارة توفيق نسيم.. لماذا؟
يقول سكرتير الوفد: "أخبرني بها توفيق الحكيم الذي كان وقتها مديرًا للتحقيقات بوزراة المعارف، كان للعقاد صديق مقرب اسمه طاهر الجبلاوي، موظفا في وزارة المعارف، ونقلته الوزارة إلى الصعيد، فهاجم وزارة توفيق نسيم لهذا السبب، حاول العقاد نقله لكن لم ينجح، من الكبار أن يمس صديق العقاد".