عضو كبار العلماء: الإسلام أرسى مبادئ السلام واتخذه شعارًا ومسيرة
عقد رواق الجامع الأزهر اليوم الإثنين، ندوة بعنوان: "ثقافة السلام وأثرها في استقرار المجتمعات"، وذلك ضمن برنامج (شبهات وردود)، بحضور لفيف من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف، في مقدمتِهم الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، أستاذ الحديث وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، وقدم الندوة الدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر.
في بداية الندوة قال الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام اتخد من السلام شعارا ومسيرة، وأعلاه مبدءا وسلوكاً للمسلمين، بعد أن عمق جذوره في نفوسهم وجعله جزءا من كيانهم، ووعد من عاش فيه آمنا مطمئنا بالجنة التي هي دار السلام.
ورد عضو هيئة كبار العلماء على الذين يدعون بأن الإسلام قد انتشر بالسيف، ببيان المراد من قوله تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، والذي يوضح أن القتال ليس من طبيعة الإسلام، بل هو أمر مكره يفرض على المسلمين لعوامل ليس للقتال عنها بديل، ولرد عدوان المعتدين، موضحا أن القرآن الكريم عندما شرع القتال ربطه بمبدأ نفسي وهو "الكره" في قوله تعالى "وهو كره لكم"، كما عاش المسلمون الأوائل بمكة والمدينة ما يقرب من ١٦ عام لم يكن يفرض عليهم القتال أو المحاربة بالسلاح، بل قال تعالى لرسوله الكريم "وجادلهم بالتي هي أحسن".
من جانبه، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، أن الأديان لمن تكن يوما بريدا للقتال أو طريقا للحروب، موضحا أن الإسلام يقرر أن الناسَ، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم ينتمون إلى أصلٍ واحدٍ، فهم إخوة في الإنسانية، كما أن
أثر الإسلام في تحقيق السلام العالمي يتجلى في تعزيز التعايش السلمي وإشاعة التراحم بين الناس ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك في نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك.
وفي نهاية الندوة وجه الحاضرون رسالة سلام من قلب الجامع الأزهر إلى العالم أجمع، ودعوة لحكامه وقياداته لتبني ثقافة السلام بديلاً عن ثقافة الحروب التي لا ينتج عنها سوى الدمار والهلاك.
وتأتي هذه الندوة في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لعلماء الأزهر بمختلف تخصصاتهم، بالنزول إلى أرض الواقع ومعايشة الجماهير وتلمس همومهم، والبحث عن حلول ناجحة وواقعية للمشكلات المجتمعية، وبيان الرؤية الإسلامية الصحيحة للقضايا الفكرية التي تطرح على الساحة المحلية والعالمية.