«اكسبرس»: مومياء جديدة جنوب الأقصر تكشف أسرار التحنيط الفرعونية
سلطت صحيفة "اكسبرس" البريطانية، الضوء على أحد الاكتشافات الأثرية الفرعونية، بعد العثور على مومياء شبه محفوظة تمامًا في صحراء جبلين، جنوب الأقصر، والتي يمكن أن توفر تفسيرًا محتملاً لأصول التحنيط في مصر القديمة.
وقالت الصحيفة، إن ثقافات وحضارات قليلة تكمن وراءها العديد من الكنوز والآثار المذهلة مثل المصريين القدماء، حيث يجذب وادي الملوك والقناع الذهبي لتوت عنخ آمون والهرم الأكبر عشرات الملايين من الزوار كل عام.
وتابعت أنه على الرغم من أن قدماء المصريين جابوا ضفاف نهر النيل منذ أكثر من 4 آلاف عام، إلا أن العلماء اكتشفوا فقط تاريخ أسلافهم القدامى في أواخر القرن التاسع عشر، حيث قدم عالم المصريات الإنجليزي ويليام ماثيو فليندرز بيتري ، الملقب بـ "والد علم الآثار المصري" ، تقنيات علم الآثار لأول مرة في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر، و استكشف الفيلم الوثائقي "كنوز مصر المفقودة" من إنتاج ناشيونال جيوجرافيك اكتشافًا مثيرًا للاهتمام في صحراء جبلين، جنوب الأقصر.
طقوس الموت المبكر في مصر
وأضافت الصحيفة أن الدكتورة ميريديث براند، عالمة الآثار بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، كانت تبحث عن دليل على طقوس الموت المبكر في مصر، وتابعت انها كانت تعتقد أن التحنيط له جذور أقدم بكثير من الحضارة المصرية القديمة، حتى وجد المزارعون تحت طبقة رقيقة من حطام الصحراء ، جثة محنطة محفوظة بتفاصيل مذهلة، ففي الجزء العلوي من الذراع ، كان لا يزال مرئيًا وشم الحيوانات ذات القرون، وعلى رأسها تنبت خصلات من الشعر الأحمر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان هناك ثقب في نصل كتفه الأيسر وكسر في الضلع تحته أيضًا، وأكد التحليل الإضافي منذ ذلك الحين أن الجسد ذكر وأن عمره يزيد عن 5 الاف عام، واقترحت الدكتورة براند أنه بدلاً من التحنيط المخطط له ، فقد كان حادثًا طبيعيًا.
أخبرت الفيلم الوثائقي: "لا يوجد ضمادة من شأنها أن تحافظ على هذه المومياء. لذلك يبدو أن هذا لم يكن تحنيطًا مقصودًا، لقد حفظته الرمال، لم يكن هناك أي طقوس أو سحر أو أي شيء يتعلق به ، فقط قوة تجفيف الطبيعة ".
وأشارت الصحيفة الى انه قبل مئات السنين من حكم الفرعون الأول ، عاش هذا الرجل حول السهول الخصبة للنيل، تم طعنه بوحشية في ظهره وترك ميتا بعض الوقت وهو في العشرين من عمره، ودُفن في قبر صغير ضحل مع أشياء بسيطة من الطين ومغطى بالرمل.