وائل لطفي: الصحافة أجلت مشروع روايتي
بدأت منذ قليل فعاليات حفل مناقشة وتوقيع كتاب «دعاة عصر السادات.. كيف تمت صناعة التزمُّت في مصر» للكاتب الصحفي وائل لطفي، رئيس تحرير جريدة «الدستور» بمكتبة «ميكروفون» في فيلا «إبداع» بالدقي ، وذلك ضمن فعاليات «معرض كتاب الدقي المخفض».
وقال الكاتب الصحفي وائل لطفي، إن الصحافة حالت دون إنجازه كتابة روايته، موضحًا أن ما يكتبه مزيجًا من الكتابة الصحفية والتحليل الاجتماعي وهو ما اتبعه في كتابه الثاني "دعاة عصر السادات" بعد كتاب "دعاة جدد" والذى حصل على جائزة الدولة عنه، مؤكداً اعتزازه بجهوده التي بذلها قبل ظهور السوشيال ميديا؛ حيث كانت القراءة طريقه للمعرفة.
وأضاف: "الصحافة ليست مضرة والصحفي غير المثقف يقف عند حد معين وأنا دخلت مدرسة روز اليوسف عام 94 إعجابا بمظاهر النقد للظواهر السائدة، وقتها كان هناك دعاة تابعين للإخوان ظهروا بعد ذلك، وقتها كنت أتابع كتب عادل حمودة في نقد عمر عبد الكافي وأنا ابن هذه المدرسة".
وأوضح أنه وقت دراسته بالجامعة كان موجودا طوال الوقت في الحرم الجامعي بالقاهرة، وكان هناك تجمعات للأدباء وخرج منهم أسماء كبيرة ومن هنا دخل روز اليوسف وكانت أقرب لأفكاري وكان هناك ترحيب من عادل حمودة في وقت كان في روزا وابل الابراشي وإبراهيم عيسي وعبد الله كمال وعمرو خفاجي، وقتها كان هناك فتح باب للمواهب وكانوا يسمونها مدرسة الهواء الطلق وهو شئ اذكره لعادل حمودة.
وتابع: "اشتبكت مع العديد من القضايا وكان وقتها قضايا الحسبة موضة وكان المحامين المنتمين للتيار الإسلامي في مطاردة للكتاب، وقتها كنت أحلل لماذا كان يتم السماح بها فكان نظام مبارك يهادن وكان يمتص حماس الشباب الإسلامي وكان يستقطبهم، واذكر ان هناك قضايا ضد طيور الظلام وقمت وقتها بعمل حوارات وتصدينا لهذه الأمور وكان هناك محامي ظاهرة ولديه مجموعة من المحامين الإسلاميين، وكان يرفع علي نجيب محفوظ في المنصورة فيطلب هناك وكان الشيخ يوسف له سر باتع ويكسب القضايا وكسب من عبد المعطي حجازي عشرين الف جنيه وحجز علي عفش الشقة وكسب من جابر عصفور 50ألف جنيه".
واستطرد:" كان الشيخ يوسف ظاهرة مزعجة للمثقفين حيث كانت هناك شركة تنتج للشيخ يوسف وله فيديوهات مع فنانات معتزلات، وقتها كان هناك خطاب مختلف يحتاج لان يدرس ويحلل وكانت هناك أخطاء في فهمه للسيرة، فمثلا قال تعلموا لغات وأنا أعرف إن في زمن الرسول هناك من تعلم اللغات وهذا في رأيي تسطيح وكتبت أول مقال نقدي واكتشفت جماهيرية وتليفونات ومنحني انطباع أن هذا جمهور منظم، وكتبت 4 مقالات انتهت وقلت فيها قوموه ولا تمنعوه".
أما عن كتاب «دعاة عصر السادات.. كيف تمت صناعة التزمُّت في مصر»، فيناقش التغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على المجتمع المصري خلال فترة السبعينيات وتفاصيل الإفراج عن أعضاء جماعة «الإخوان» الإرهابية من السجون وتأسيس الجماعات الدينية في الجامعات.
الكتاب يقارن بين ظهور الشيخ الشعراوي وبين ظهور الواعظ الأمريكي الشهير بيلي جراهام ويرصد الدور الذي لعبه الإعلام في مساندة كليهما.
الكتاب صدر عن دار «العين» للنشر والتوزيع، ويدير اللقاء والمناقشة مصطفى الطيب.
كما يرصد دور كلٍ منهما في محاربة الأفكار الشيوعية في بلده ويدرس مواقف الشيخ المختلفة وتقاطعاته مع أفكار «الإخوان».
ويرصد الكتاب أيضاً الدور الذي لعبه الدعاة المنتمون لجماعة الإخوان مثل محمد الغزالي والسيد سابق في دعم انتشار الإخوان في السبعينيات، وكيف عاد الغزالي مرة أخرى إلى أحضان الجماعة بعد أن فارقها في بداية الخمسينيات منحازًا لثورة يوليو وممثلًا لجناحها الديني.
كما يتناول خطابات مشاهير الدعاة في السبعينيات ومدى تأثيرها في صعود جماعة «الإخوان» وانتشار أفكارها.
«دعاة عصر السادات» هو الكتاب الثالث في سلسلة كتب ضمن مشروع فكري واحد لتحليل خطابات الدعاة المصريين وأثرها السياسي والاجتماعي.
وحصل وائل لطفي على جائزة الدولة التشجيعية عام 2008 عن كتابه «ظاهرة الدعاة الجدد»، وأصدر الجزء الثاني منه في عام 2018، و«دعاة عصر السادات» في عام 2020.
كما حصل «لطفى» على جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية هذا العام عن مجمل مشروعه الفكري.