العرابي: الجامعة العربية تسعى للوصول إلى رؤية واحدة بشأن الأزمة الأوكرانية
قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، تأتي أهميته كونه استجابة لدعوة الدولة المصرية، كما أن الدعوة جاءت أيضاً استباقا لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن الاجتماع هدفه الأساسي التنسيق الدبلوماسي بين الدول الأعضاء في الجامعة من أجل الوقوف على الموقف العربي من النزاع الروسي – الأوكراني.
وأكد العرابي في تصريحات لـ"الدستور"، أنه من الصعب الوصول إلى موقف عربي موحد خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية، معتبراً:" من الصعب أن يكون هناك موقف موحد، بانطلاقا من أن مواقف الدول تجاه الأزمات تعد أمر سيادياً، لكن المهم في اجتماع الجامعة هو التوصل إلى رؤية موحدة".
وكان قد قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، اليوم، إن الأمانة العامة تتابع بقلقٍ كبير التطورات المتلاحقة في أوكرانيا وما ينجم عنها من تبعات عسكرية وإنسانية خطيرة، نقلا عن رسالة للأمين العام السفير احمد أبوالغيط.
وأضاف خلال دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون الوطن العربي ناصر القحطاني، بناء على طلب من مصر؛ للتشاور حول تطورات الأوضاع الجارية في أوكرانيا، "إننا ندرك مواقف جميع الأطراف وهي جميعًا أطراف صديقة.. ونؤمن بأنه كان من الضروري تكثيف العمل من أجل التوصل إلى ترتيبات ترضي الجميع بدون اللجوء إلى القوة العسكرية لأن الحروب لها تكلفتها الحزينة والمرتفعة بكل أسف".
تابع: "لكننا الآن نواجه هذا الظرف الدقيق.. ونرى أنه يتحتم على جميع الدول والتنظيمات المحبة للسلام العمل بشكلٍ سريع من أجل وقف التصعيد وليس تأجيجه.. واستعادة الحوار والسعي إلى تسوية الأزمة من خلال الدبلوماسية التي لا غنى عنها بهدف تفادي تدهور الأوضاع واتساع رقعة النزاع".
وأردف:" إن انتماءنا للمنطقة العربية ربما يجعلنا - أكثر من غيرنا - وعيًا للآثار المدمرة للحروب واستخدام القوة العسكرية، وتبعاتها المؤلمة، والعواقب السلبية بالغة الخطورة لذلك على جميع الأصعدة وخاصة الإنسانية".
كما دعا زكي، إلى الانخراط في عمل دولي جاد يهدف إلى إنهاء الأزمة الحالية سياسيًا ودبلوماسيًا وهي أفضل السبل لمعالجة الوضع، وبما يؤدي إلى استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن للجميع، في ظل احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
واختتم حديثه قائلًا: "نأمل في ظل هذه الظروف الخطيرة أن يتحمل كل طرف مسؤوليته، وأن تنصب كافة الجهود على تجنيب المدنيين تبعات تدهور الوضع الأمني، مع التأكيد على التزام الجميع بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها خاصة في ظل استمرار توافد اللاجئين الأوكرانيين على الدول المجاورة".