رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ينقذ موسيمانى الأهلى من السقوط؟

موسيمانى
موسيمانى

التخلى عن طريقة «3-٣-4».. واللعب بشكل أكثر مبادرة وجرأة فى المباريات المقبلة

«لو سجلنا ١٪ فقط من الفرص التى أتيحت لنا لفزنا على صن داونز».. بهذه الكلمات علّق سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة فى نادى الأهلى، على خسارة الفريق أمام بطل جنوب إفريقيا، أمس الأول، فى دورى أبطال إفريقيا. فى هذه المباراة سدد الأهلى على المرمى ٥ مرات، ولو اعتبرنا أن جميعها كانت فرص أهداف مؤكدة، وهذا غير صحيح بالمرة، فكم تمثل نسبة الـ١٪ منها؟ وهل هى كفيلة بتحقيق الفوز كما قال عبدالحفيظ؟

فى حقيقة الأمر، إن ما قاله مدير الكرة ووافقه عليه بيتسو موسيمانى، الذى يرى أن ضياع الفرص هو سر الخسارة، منافٍ كثيرًا للواقع، فالأهلى لم يصنع الخطورة الكافية، وفى نفس الوقت كان مرماه طوال الوقت عرضة للاستقبال.

الأهلى فقط كان يسدد من أى مكان فى الملعب، بينما كان خصمه يلعب على طريقة الكبار، يتدرج بالكرة ويخترق ويصنع المساحات، ولا يسدد سوى فرص التهديف المؤكدة.

لم يكن الأهلى خطرًا، بل وعجز كليًا عن صناعة فرص أهداف مؤكدة، وراهن على أمرين لا ثالث لهما، استغلال تميز حمدى فتحى فى الكرات الثابتة بالرأسيات فى مرتين، والتسديد البعيد كلما أتيحت الفرص، خلاف ذلك، لم يكن بمقدور مهاجمى الفريق الاختراق أو تجاوز دفاع الخصم.

راهن «موسيمانى» على «٤- ٣- ٣»، الطريقة التى كلفته خسارة بطولة الدورى العام فى الموسم الماضى، يظن ومعه كثيرون أنها تحميه دفاعيًا، لكن ذلك لم يحدث، وكان محمد الشناوى طوال الوقت معرضًا لاستقبال الأهداف.

فى هذه الطريقة يكون لاعب الارتكاز الوحيد غير قادر على سد المساحات العرضية أمام رباعى الخط الخلفى، إذا لم يجد الدعم الكافى من المحورين، بينما حينما تعتمد على ثنائى ارتكاز فهنا معدل الأمان أكبر، وهذا ما لم يحدث. عوضًا عن غياب الأمان الدفاعى، تسببت هذه الطريقة فى حرمان الأهلى من الاختراق، لأنك تراهن على ثلاثى وسط نمطى يؤدى أدوارًا وظيفية خالية من الابتكار والمبادرة والتقدم والحل الفردى، وزاد الأمر سوءًا التغييرات الأكثر نمطية باستبدال مركز بمركز، عدا تغيير حسام حسن، الذى تأخر كثيرًا، كما اعترف «موسيمانى». ربما الأهلى محظوظ للغاية لأن منافسه على بطاقة التأهل هو المريخ السودانى، وسيواجهه مرتين هنا فى القاهرة، يستطيع خلالهما الفوز والعبور أيًا كانت نتيجته أمام صن داونز.

لكن إصرار «موسيمانى» على طريقة اللعب التى خاض بها مباراة صن داونز، فى أدوار متقدمة وأمام خصوم متقاربة من بطل جنوب إفريقيا، مثل الترجى والوداد، سيكلفه فاتورة أكبر، وهو خسارة البقاء هنا فترة أطول. يخشى «موسيمانى» من الهزائم، ودائمًا ما يقول إن الجمهور يحاسبه مباراة بمباراة، لذلك بدا متخوفًا أكثر من المطلوب، ولكى يتجاوز الأمر عليه أن يكون أكثر مبادرة وجرأة فى قادم المباريات، خاصة داخل القاهرة.

طريقة «٣- ٤- ٣» التى بدأ بها الموسم جعلته يخسر «أفشة» صانع اللعب الأفضل، وتراجع معها محمد شريف، لأن عدد المهاجمين أقل وخياراته باتت محدودة، وبحاجة لوقت أكثر للتأقلم عليها، وفى طريقة «٤- ٣- ٣»، التى لعب بها أمام صن داونز، كان الأمر أكثر سوءًا.

التأمين الدفاعى ليس بكثرة لاعبى الوسط أو الخط الخلفى، بل بأسلوب الضغط والدفاع، ومدى القدرة على تضييق الملعب والمساحات.

لذلك إذا قررت انتهاج أى من الطريقتين، عليك تفعيلها هجوميًا أولًا، ففى الحالتين أنت بحاجة إلى لاعب مبتكر قادر على التقدم بالكرة ولعب أدوار هجومية أكبر، بدلًا من لاعبى الوسط النمطيين، الذين يميلون إلى الأدوار الدفاعية أكثر. نعم فاز «موسيمانى» بهذه الطريقة، لكنه راهن أكثر على تطويع الظروف لصالحه، مثل استغلال أخطاء الخصم، بينما لا يدوم ذلك كثيرًا، وإذا جرت الأمور بشكل منطقى دون ظروف استثنائية أو أخطاء ساذجة، فإنه سيكون الطرف الخاسر لا محالة، مثلما حدث أمس الأول.